حرستا….. شوط جديد من معركة تنتظر الحسم / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) الثلاثاء 9/1/2018 م …
اليوم تجلى الغبار من جديد، فبانت نتائج انتصارات أسود الجيش السوري لترسم في أذهاننا صورة مشرقة للنصر الحاسم بعد عمليات فكّ الحصار بشكل نهائي عن إدارة المركبات العسكرية في حرستا بريف دمشق التي اختتمت بتحرير منطقة المطاحن و كتل من الأبنية شرق مبنى المحافظة شمال شرق العاصمة السورية، وأوصلت جبهة النصرة وأخواتها الى عنق الزجاجة في حرستا.
بداية هذا العام كانت حبلى بكثير من الأحداث و التطورات على مستويات عدة خاصة العسكرية منها، وهناك مؤشرات تؤكد بفقدان قدرة جبهة النصرة والقوى المتطرفة الأخرى على المواجهة ، وفي الوقت نفسه، أعلنت خلية الاعلام الحربي ، أن الجيش السوري بدعم حلفاؤه، يتقدم بنجاح باتجاه مركز حرستا لتحريرها، و بتحرير حرستا فان “العاصمة دمشق ستكون في منأى عن تهديدات المسلحين” وسيكون تحريرها بمثابة هزيمة استراتيجية للنصرة وأخواتها، ونقطة محورية في عمليات التحرير لباقي المناطق القريبة منها، وباستكمال تطهيرها يصبح بإمكان الجيش السوري التوغل في كافة المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين ، ما يشكل ضربة قاصمة لهذه الجماعات الذي قد تجد نفسها مضطرة للإنسحاب بشكل كلي من كل الأراضي السورية.
كل المعطيات والمشاهد على الساحة السورية اليوم، توصلنا لنتيجة لا تقبل الشك، بأن هناك تأكيد وإصرار بالقدرة على دحر التنظيمات الإرهابية وإخراجها من حرستا لا بل سورية كلها والنتائج توحي الى قرب اعلان القضاء عليها بالنظر إلى الإنتصارات على الأرض والهروب المذل لقياداتها، إذ يقترب الجيش و القوات الأمنية السورية من تحرير حرستا بالكامل بعد ان سيطرت الْيَوْمَ على مواقع مهمة و خاضت اشتباكات مع جماعة النصرة قرب إدارة المركبات العسكرية، بينما تستمر عملية تطويقها من عدة اتجاهات .
نعم هناك بقبة باقية لداعش وأخواتها ما زالت تدنس أرض سورية هذه الجماعات المرتزقة التي عملت قتلا وتدميرا في سورية ولكنها لن تستمر طويلاً وما هي إلا مسالة وقت حتى تخرج من كافة الأرض السورية لأنها ترفضهم جملة وتفصيلاً. هنا يمكن القول بعد أن سقطت داعش وأخواتها من القوى المتطرفة، هناك حالة من القلق والتخبط يعيشها تحالف العدوان على سورية يدل عن الشعور بخيبة أمل وفشل ذريع في تحقيق ما يرمي ويصبوا إليه، فالجيش السوري أعد خطة عسكرية محكمة وكبيرة لتحرير جميع المناطق من تنظيم داعش وأخواته، فجبهة النصرة محاصرة من جميع المحاور، ولدى الجيش السوري مفاجآت لها لن تطول زمن مباشرتها ولا زمن حسمها، فهذه المعركة ونتائجها ستضع حداً لرهانات أمريكا وذيولها في المنطقة وستشكل النقلة الكبيرة في القضاء على الإرهاب وتطهير جميع الأراضي السورية من براثينه وأحقاده.
تقول إنتصارات الجيش السوري….. إن أحلام الإرهابيين وأدواتهم إلى تلاش وطرق مسدودة، وإن استعادة الأرض السورية من سيطرة المتطرفين، أمر حتمي، وتقول إنتصارات سورية وحلفاؤها من محور المقاومة…. إن دماء وأرواح الشهداء الأبطال حاضرة في القلوب والأذهان، تحفز وتقود إلى النصر تلو النصر، فاليوم تحرير حرستا وغداً الغوطة وبقية المناطق السورية.
في سياق متصل وفي ظل التغيرات الميدانية، إن معركة حرستا في ريف دمشق تقترب من الحسم، حيث تشدًد قوات الجيش السوري وحلفاؤها من ضغطها على جبهة النصرة في وقت واصل فيه السلاح الجوي السوري إستهداف معسكرات وقواعد هذه الجبهة، وأكدت مصادر في الجيش السوري أن العمليات العسكرية تمضي بخطى ثابتة نحو الهدف المخطط له من القيادة العليا للجيش السوري بالتنسيق مع الحلفاء لاسيما بعد تحرير مواقع إستراتيجية في هذه المنطقة خلال الأيام الماضية، وبالتالي كل هذه الإنجازات غيّرت الموازين العسكرية على الأرض لصالح الجيش السوري.
ببساطة شديدة، إن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة في كل ما يتعلق بالقتال في حرستا، وأن سورية على موعد مع النصر ولا يفصلها سوى خطوات قليلة من زمن اللحظة التاريخية التي تفوح بدماء الشهداء الذين سقطوا على كل الأرض السورية حول قضية واحدة هي تحرير سورية من براثن الإرهاب وكف يد العابثين بأمن الدولة السورية واستقرارها.
التعليقات مغلقة.