ناجي الزعبي ( الأردن ) الجمعة 2/1/2015 م

تنخرط النخب عند الحديث عما يسمى المعركة الديمقراطية التونسية بالاوهام ذاتها عن الربيع العربي الزائف المضلل , وتنصرف الانظار عن المعركة الحقيقية بين صفوف الكادحين , والفقراء , والمهمشين , ويجري الحديث عن اجراء عمليات تجميلية للكمبرادور , او الفاشية الدينية , واضافة المزيد من المساحيق الملونة للنهج الليبرالي التي قد تبهر الابصار وتثير الاشجان , الى ان تنقشع الغمامة وتتبدى الامور على حقيقتها .

ان الطلاء الملون للنهج الليبرالي ، لن يحقق الاستقلال الوطني لتونس ولكل دول التبعية ولن يجدي الحديث عن اصلاح الكمبرادور , بل ان المطلوب هو اقتلاعه من جذوره بمعاول الفقراء التي تعمل وفقا للنظرية الثورية

يقول غرامشي : ادخل الجماهير في دوامة التفاصيل لينشغلوا بكل شيئ واي شيئ يصرفهم عن معركة الحرية

فمن المرزوقي للسبسي هو ارتماء في حضن الاستعمار الفرنسي والبريطاني والتبعية للمركز الاستعماري الاميركي بعيدا عن اوهام وضع تونس على درب التدوال المدني للسلطة الذي سيستجيب للعبث الرسمي والامني واختراق المجتمعات بالمنظمات المشبوهه ولاستحقاقات المال السياسي والوعي المشوه وكل الالاعيب التي ستحول دون وصول الفقرا وبرامجهم وممثليهم للسطة .

ما يجري هو ادخال الجماهير في حمى التفاصيل العمودية والافقية حول اي شئ وكل شئ لتصرف الانظار عن الوجهة الحقيقية وهي العمل بين صفوف الجماهير بدون كلل وتعليمهم والتعلم منهم وتبني برامجمهم الفرعية ثم استخلاص برامج وطنية شاملة .

المطلوب هو تكثيف نضالات الجبهة الشعبية وتعميقها مستفيدة من الارث التونسي التحرري

وتجذير الانخراط في صفوف الكادحين التونسيين , في صلب قواعد بؤر الفقر , وتوظيف التمايز الطبقي العميق الذي صنعته سنوات التبعية والعمالة لابن علي ، لمناهضة مشروع الهيمنة الراسمالي المزيف , والا نقع في حبائل العمليات التجميلية للربيع العربي الزائف واوهام الديمقراطية

ثم ان السؤال الذي يطرح نفسه بعد انقشاع غبار المعركة الانتخابية التي تشحذ همم الفقراء , وتطور وعيهم , لكنها ستكون قاصرة انجاز المهام التي تحقق مصالحهم .

والسؤال هو

هل ستحقق المعركة الاستقلال التونسي الوطني

هل ستتمكن من استداد الارادة السياسية المستقلة

هل ستتمكن من تحقيق تنمية وطنية شاملة

هل ستتمكن من استثمار الثروات الوطنية الكامنة

هل ستتمكن من تخطي الافق الوطني لافاق التعاون القومي

هل ستتوقف تونس عن تصدير الارهابيين السلفين