هربوا وتركوا العراق عام 2003 ليعودوا يعبثون ويقتلون / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) اٌلإثنين 13/4/2015 م …

قبل ايام فقط مرت الذكرى السنوية  الثانية عشرة  لكارثة غزو واحتلال العراق  تلك الذكرى التي لاتزال عالقة في مخيلة الوطنيين والاشراف من الذين   ادمت قلوبهم تلك المشاهد الحزينة  حيث لايفارق المخيلة ذلك المشهد الذي تظهر فيه دبابة امريكية تتحرك بحرية على جسر الجمهورية و”النشامى” ” رجال المهمات الصعبة” منهمكون بارتداء الدشاديش ورمي بدلاتهم  العسكرية ونياشينهم التي  كان النظام السابق يغدق بها عليهم من ” قوات الامن الخاص” والحرس الجمهوري وبقية التشكيلات العسكرية  التي كانت مميزة  وتحظى باهتمام خاص من راس النظام  باعتبارها ” حامية حمى الحاكم” ولانعني بذلك جيش العراق المهني الذي واجه الغزاة المحتلين في اكثر من  منطقة ولعل كان ابرزها  الوقفة الشجاعة والبطولية  لشباب جيش  العراق في ميناء ” ام قصر ” بجنوب العراق .

تذكرت تلك المشاهد التي كان يظهر فيها ” النشامى” و” رجال المهمات الصعبة” وهم يرتدون الدشاديش بعد ان تخلوا عن  رئيس النظام وعن كل العراق ليلوذوا بالفرار وان من وقع بايدي المحتلين والغزاة ودخل السجون اطلق سراحه في وقت لاحق بينما سلم المحتلون ضباطا الى السلطة التي حكمت العراق بعد الاحتلال دون ان تبت في وضعهم ومن بينهم العسكري المهني بن الموصل وزير الدفاع الاسبق  سلطان هاشم  لنكتشف ان  عددا كبيرا من ضباط القوات الخاصة من الذين اطلق سراحهم  المحتل او تمكنوا من الهرب هم الان من ابرز معاوني الارهابي  ابو بكر البغدادي الذي تتحدث عنه الروايات  بانه كان هو الاخر في سجن ” بوكا” في  البصرة وقد افرج عنه هو الاخر واختفى ليظهر بعد ذلك ” وهو يقود هذه الجماعات الاجرامية” التي تدمر وتقتل في المنطقة” وتحت مسمى ” داعش” ذلك  الكيان الاجرامي الذي    تؤكد كل  المعطيات  انه صنيعة مخابرات ” ماما امريكا” وحليفاتها الغربيات بالتنسيق مع انظمة الشر والفساد في المنطقة .

صحيفة واشنطن بوست الامريكية كشف عن ان  ضباطا من قوات صدام يتبؤون مراكز متقدمة في تنظيم ما يطلق عليه” الدولة الاسلامية” وهو تنظيم دموي ارهابي يضم  عتاة القتلة والمجرمين” اي ان الذين شاهدناهم من على شاشات الفضائيات وهم يهربون من المعركة ضد المحتلين عام 2003 او افرج عنهم المحتل الامريكي هم  اتفسهم الذين  يقتلون ويذبحون ويدمرون .

في ديالى كشف  قائممقام الخالص ان قرابة 50 ضابطا سابقا  من ديالى  يمثلون هيكلية التنظيم الاجرامي اي ان ” العديد من ” النشامى” الذين هربوا وتركوا العراق لقمة سائغة للاحتلال الامريكي البغيض هم الان ” يتصدرون قيادات الجماعات الارهابية” ويقاتلون  بطريقة بشعة  لم نشهدها عندما تقدمت القوات الامريكية والبريطانية لتحتل العراق رغم ما لديهم من معدات عسكرية وامكانات  واعتماد النظام السابق عليهم لكنهم خذلوه وخذلوا العراق لنسمع بعدها ان  عددا لايستهان به من كبار المسؤولين  السابقين ظهروا في الولايات المتحدة او ان طائرات امريكية نقلتهم بسلام الى بعض من دول الجوار ولن تطالب بهم السلطة الحاكمة وفق اتفاق كما يبدوا مع ” ولية نعمتها ماما امريكا” ومن بين الاسماء التي تعيش بحرية مسؤول الاستخبارات طاهر الحبوش وغيره الكثير من الوزراء لكن اقتصر الامر على تسليم بعض المسؤولين  الى السلطة في بغداد بينما اطلق سراح الكثيرين من السجون والمعتقلات التي اقامتها القوات المحتلة في مدن العراق بعد احتلاله  وهاهم يتقدمون صفوف ” داعش ” الارهابية.

هل ان كل ذلك جرى بالصدفة ام ان هناك مخططا تدميريا جرى الاعداد له من معتقل  ” بوكا”  واخواته حيث كان يقبع العديد من الذين كانوا محسوبين على” قوات صدام” واذابهم الان قادة في ” تنظيم برز فجا يعبث ويدمر  ويقتل ” باسم الاسلام” في اساءة مقصودة لهذاالدين؟؟..

 الصحيفة الامريكية لم تنطق عن الهوى  حين اكدت  ان كل صناع القرار في ” داعش الارهابية ” هم ضباط عراقيون سابقون وهم من يتولون القيادة ويقومون بالتكتيكات وخطط المعارك الا انهم  لايتقدمون الصفوف  ولا يضعون انفسهم في الخطوط الامامية ويضعون الاجانب في المقدمة وهو ماعرفناه عن هؤلاء ” الجيناء” ولمسناه عندما تقدمت القوات الامريكية الغازية نحو بغداد  واذا بهم يفرون كالجرذان دون ان يتقدموا الصفوف  لمقاتلة المحتلين الغزاة .

   ان  واحدة  من خصال هؤلاء  هي الجبن  والاحتماء بالاخرين من “  الانتحاريين الاجانب” خاصة وان ثقافة الانتحار هي ثقافة طارئة على العراقيين اما الجبن فقد تجسد بهروب ” النشامى” في ذلك اليوم الاسود الذي جرت فيه عملية تسليم العراق للاجنبي الغازي وبهذه السهولة التي شهدها العالم .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.