جبهة النصرة وغيرها في خانة اليك …. بداية النهاية / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) الأحد 14/1/2018 م …
حقق الجيش السوري وحلفاؤه العديد من الإنجازات والإنتصارات في ظل الحرب الشرسة التي يخوضونها ضد الإرهاب فى سورية، المدعوم بشدة من قوى خارجية، تسعى بكل قواها لدعم الجماعات المتطرفة العابرة للحدود، وتشير هذه الإنجازات الى أن تنظيم داعش وأخواته على بعد خطوات من النهاية، بعد أن أثبت الجيش صلابته وتماسكه وتمتعه بقدرات قتالية عالية.
ولعل من الضروري في هذا الصدد الإشارة إلي أن المعادلة السورية شهدت تطورات مثيرة تمثلت في دخول المعركة مرحلة جديدة ووصولها الى مدينة حرستا ذات البعد الاستراتيجي الهام، وباسترداد هذه المدينة سيفقد تنظيم جبهة النصرة والفصائل المرتبطة به أحد أهم المدن التي يسيطرون عليها في ريف دمشق، وسيكون تحريرها بمثابة هزيمة استراتيجية لهم، ونقطة محورية في عمليات تحرير باقي المناطق القريبة منها، هذا ما يشكل ضربة قوية لهذه التنظيمات التي قد تجد نفسها مضطرة للانسحاب بشكل كامل من كل الأرض السورية.
في المقابل، يخوض تنظيم داعش الإرهابي أخر معاركه في سورية فهناك تطوّرٌ ميداني عسكري لافت فالتنظيم يباد على جميع الجبهات… وينكسر تحت أقدام الجيش السوري، بالتوازي مع التقدّم إلى تخوم مطارِ أبو الضهور وسقوطُ 34 قريةً بيدِ الجيشِ السوري جنوب حلب بعد أن تهاوت بشكل سريعٍ دفاعات جبهة النصرة في قرى جبلِ الحص الجنوبية المتصلة مع باديتي حماة و إدلب، في وقت إزدادت فيه الانشقاقات في صفوفِ مقاتلِيها، في هذا الإطار فإن هذه الإنتصارات الهامة في ريف حلب الجنوبي في بعدها العسكري، أنجزت مجموعة من الأهداف التي سيكون لها صدىً كبيراً في الجانب السياسي، الأمر الذي سيؤثر في تنفيذ اتفاقات أستانا ومناطق خفض التصعيد ، بعد ان أثبت الجيش السوري قدرته على تطويع الجغرافيا لمصلحته بعد أن أصبح الجيش وحلفاؤه قاب قوسين أو أدنى من تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعات المتطرفة ، و باتت تعيش فترة ترنح ما قبل السقوط مع استمرار سلسلة الانهيارات التي تتعرض لها الجماعات المسلحة الأخرى من الشمال إلى الجنوب إلى الشرق السوري.
لم تكن مفارقة أن يتلقى تنظيم جبهة النصرة وأخواته بدايات هزائمهم على يد الجيش السوري، ذلك أن هذا الجيش أجبر مسلحي التنظيم في حرستا والمناطق الأخرى على الفرار نظرا لقوة وبسالة وقدرة الجيش على التصدى للهجمات الإرهابية واحدة تلو الأخرى على العكس من الجيوش الأخرى التى كانت تفر وتنسحب أمام مقاتلي التنظيم فى دول أخرى، وتتركز الضربات الجوية على المعسكرات التي سيطرت عليها الجماعات، وأكدت مصادر عسكرية أن التقدم نحو تحرير حرستا سيكون خلال فترة وجيزة، لاسيما بعد تحرير مواقع استراتيجية عدة قريبة خلال الأيام الماضية، ،لذلك فإن العمليات العسكرية مستمرة ضد العناصر الإرهابية في سورية، التي لا يمكنها الصمود طويلا أمام الجيش السوري وحلفاؤه.
وإنطلاقاً من ذلك إن تحرير حرستا في الغوطة الشرقية لدمشق يعتبر بداية التحول الحقيقي على الأرض لتفتيت المناطق التى تسيطر عليها الجماعات المسلحة وتحويلها إلى جيوب تسهل محاصرتها وتضييق الخناق والقضاء عليها بشكل كامل، هذا ما يمثل خطوة هامة فى طريق القضاء على الجماعات المتطرفة فى سورية ، فدمشق هي بوابة النصر وما هي إلا محطة جديدة من محطات النصر السوري المتواصل والذي يبعث برسائل مباشرة للجماعات المتطرفة وكل من يقف وراءها بان النصر النهائي بات أقرب مما يتصورون، وأن معارك داعش تشارف على نهاياتها وأن السوريين أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم والمنطقة بأكملها.
مجملاً…..إن ما يجري في في سورية اليوم من إنتصارات لا يحدد خارطة مستقبل المنطقة فحسب، بل يحدد مصير الإرهاب والجماعات الدينية المتطرفة أيضاً التي تلفظ أخر أنفاسها ، وهذه هي صرختها الأخيرة، صرخة الموت، وهنا نقول أن سورية على موعد مع النصر ولا يفصلها سوى خطوات قليلة من زمن اللحظة التاريخية التي ستضع حداً لرهانات أمريكا وذيولها في المنطقة وانكسار تدريجي لمنظومة الحرب على سورية ،لهذا سيشهد هذا العام القضاء على الإرهاب وإجتثاثه من كل الأرض والمناطق السورية.
التعليقات مغلقة.