أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ” في الأردن ” فؤاد دبور يقدم دراسة شاملة عن القدس تاريخيا وسياسيا وراهنا

 




في ندوة حزبية حوارية جمعت قيادة وكوادر الحزب

أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ” في الأردن ” فؤاد دبور يقدم دراسة شاملة عن القدس تاريخيا وسياسيا وراهنا

قرار ترامب المتعلق بالقدس هدفه تصفية القضية الفلسطينية وتحقيق صفقة القرن

رفض نهج الإستسلام والتنسيق مع الكيان الصهيوني والرهان على أمريكا .. وإنما الرهان على وحدة وصمود ومقاومة الشعب العربي الفلسطيني المدعوم من أمته العربية

مطالبة السلطة الفلسطينية الغاء الاعتراف بـ “حق الصهاينة في الوجود بفلسطين” ، والخروج من اوسلو ومطالبة الاردن ومصر بإغلاق سفارات العدو الصهيوني والخروج من اتفاقيتي وادي عربة، وكامب ديفيد، والمطالبة بسحب السفراء من أمريكا

قضية الشعب العربي الفلسطيني وقضية القدس مسؤولية تقع على عاتق جميع العرب والمسلمين وعليهم  تحمل هذه المسؤولية باتخاذ الإجراءات الضرورية لتحرير الأرض الفلسطينية والعربية المحتلة

المشروع الصهيوني الإستعماري الإستيطاني الإحلالي بدأ تنفيذه في عهد السلطنة العثمانية مستبقاً وعدبلفور وسايكس بيكو

 

الأحد 14/1/2018 ، محمد شريف الجيوسي

الأردن العربي – أكد أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ( في الأردن ) مجدداً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، بخصوص المدينة الفلسطينية المحتلة القدس ،  بأن ترامب لن يصل الى تحقيق صفقة القرن،  وأنه بقراره الغبي حقق حماقة القرن ، وأن القدس لنا، كانت وستبقى رغم انفه وانف الصهاينة وكل من يدعم قراره.

وشدد دبور أن قرار ترامب جاء بهدف تصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني الغاصب ، كما جاء هذا القرار الاجرامي الخطير ليدعم مقولة الصهاينة بأن القدس هي عاصمة كيانهم الغاصب ولتعزيز اجراءات التهويد التي نفذتها وتنفذها حكومات العدو الصهيوني في المدينة المقدسة على حساب المواطنين العرب الفلسطينيين والمقدسات الاسلامية والمسيحية.

وشدد دبور على رفض نهج الاستسلام والاذعان لسياسات العدو الصهيوني، والعدو الامريكي محذراً من مخاطر استمرار الرهان على التنسيق مع الأمريكان وصولا الى حلول، لا يمكن ان تكون لصالح شعبنا وامتنا، بل يجب ان يكون الرهان بكل اخلاص وجدية على الشعب العربي الفلسطيني المقاوم والموحد وعلى المقاومة التي تواجه العدو الصهيوني ، وعلى دعم مقاومته بكل اشكالها لإعانته على الصمود والمقاومة.

مؤكداً على خيار المقاومة وبكل اشكالها لمواجهة العدو الصهيوني وشريكه العدو الامريكي لان هذا الخيار وحده كفيل بحماية القدس والمقدسات وتحرير الارض، كل الارض العربية من العدو الغاصب.

ومحذراً ، انظمة عربية بعينها من الهرولة نحو التطبيع مع العدو الصهيوني ومن الاستمرار في اقامة العلاقات معه فالتاريخ لا يرحم، وعليه فإننا نطالب السلطة الفلسطينية الغاء الاعتراف بحق الصهاينة في الوجود في فلسطين، والخروج من اتفاقية اوسلو الساقطة اصلا، مثلما نطالب الاردن ومصر بإغلاق سفارات العدو الصهيوني والتوجه نحو الخروج من وادي عربة، وكامب ديفيد، كما نطالب الشرفاء، عربيا، اسلاميا، دوليا، بسحب السفراء من الولايات المتحدة الامريكية احتجاجا على قرار ترامب الارعن.

وأعاد دبور لتأكيد على ان المقاومة ليست من اجل القدس وفلسطين فحسب بل لحماية الامة العربية من اخطار الصهيونية ومشروعها الاستعماري الاحلالي الاستيطاني الذي يستهدف كل الامة.

معبراً عن الثقة التامة بالشعب العربي الفلسطيني، الذي ناضل وكافح وقدم الشهداء، لم يرضخ للاحتلال الصهيوني، ولم يتخاذل، ولم يستسلم، بل كان، ولا يزال، يقاوم العدو المحتل ببسالة نادرة وسيقاوم حماقات ترامب وقراراته العدوانية.

ونوه  دبور بأن أنظمة عربية بعينها لا تعير قضية القدس أية اهتمام ، وتقف في سياساتها مع العدو الصهيوني وتشكل له حماية أمنية وسياسية وتلهث وراء التطبيع معه متجاهلة أن قضية الشعب العربي الفلسطيني وقضية القدس هي مسؤولية تقع على عاتق جميع العرب والمسلمين وعلى المخلصين منهم أن يتحملوا هذه المسؤولية عبر اتخاذ الإجراءات الضرورية المطلوبة لتحرير الأرض الفلسطينية والعربية المحتلة وهذا لا يتم لا عبر مجلس الأمن الدولي ولا الهيئة العامة للأمم المتحدة ولا عبر الجامعة العربية بل عبر المقاومة الشعبية الفلسطينية والعربية بكل أشكالها المدعومة من دول تؤمن بحق الشعب العربي الفلسطيني في أرضه ووطنه ويأتي في مقدمتها سورية العربية وإيران الإسلامية وبسبب مواقفهما الداعمة للمقاومة في فلسطين ولبنان يتم استهدافهما حيث تواجه سورية حربا كونية تشارك فيها إلى جانب الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الاستعمارية أنظمة عربية مثلما تواجه إيران تهديدات صهيو– أمريكية غربية استعمارية وضغوطات وحصارا وتهديدا بالحرب. يبقى أن نقول بأن النصر حقا هو حليف المخلصين المدافعين عن الوطن وقضايا الأمة العادلة.

وكان دبور قد قدم دراسة موثقة شاملة عن القدس في ندوة عقدها الحزب في مقره بالعاصمة الأردنية ؛ عمان ، حضرها عدد كبير من كوادر الحزب في العاصمة ؛ عمان ومختلف المحافظات ، قدم فيها دبور لتاريخ القدس من أقدم العصور وفي القرون الأخيرة حيث بدأ العمل لتهويد المدينة منذ القرن الـ 16 على حساب أصحابها العرب الشرعيين وتجسد هذا الأمر عبر إقامة إحياء يهودية داخل المدينة بدءا بحي (خيمة موسى) عام 1843م وإقامة كنيس يهودي فيها عام 1855 وأحياء أخرى داخل أسوار البلدة القديمة وخارجها مثل حي “معسكر محنية يهودا” عام 1887م وغيره من الأحياء اليهودية.

وبينت الدراسة حجم الجريمة ونوعها ومكوناتها التي ارتكبت بحق القدس وحق الشرائع السماوية، وحق الانسانية بتسليمها للمخططات الصهيونية العدوانية الهمجية من قبل الاستعمار الاوروبي بزعامة بريطانيا. كما أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، كذب وزور ادعاءات الصهاينة بالحقوق الصهيونية ، وعروبة هذه المدينة واسلاميتها وتاريخها ومعالمها.

وبين دبور ان القدس إحتلت منذ القدم اهمية استراتيجية ودينية فريدة في منطقة بلاد الشام، وكانت على الدوام نقطة صراع وصدام سياسي وديني بين مختلف القوى العظمى والقوى الداخلية. كما انها تعد معلما دينيا وحضاريا عربيا اسلاميا ومسيحيا.

وأوضح أن مظاهر التهويد والتصفية العرقية لم تقتصر على الاستباحة والاستيلاء على الممتلكات والاراضي والعقارات و(الترحيل)، وطمس الهوية ومصادرة الوجود الحضاري لشعب بأكمله، تعدت ذلك الى التدمير للمساجد والكنائس والمقابر الدينية، وكذلك تدنيس المقدسات وتدمير معالمها ومحتوياتها،وحرق المسجد الاقصى، والعمل على اقتلاع الوجود الفلسطيني من خلال محاربة وتدمير مؤسساته المدنية كالمدارس ودور العلم والمؤسسات الاجتماعية الخيرية والصحية والثقافية، عدا عن مصادرة حقه في العبادة حيث يمنع الناس من دخول المساجد بحجج منع اعمال الشغب والمحافظة على الامن.

وأشار دبور إلى أن معاول الهدم والتشويه الصهيونية الاستعمارية نشطت منذ اوائل القرن الـ 19 على زرع اليهود واحيائهم ومؤسساتهم في قلب القدس. وذلك على حساب الوجود العربي الاسلامي والمسيحي فيها، واتجهت برامج الاحتلال والغزو الى عمليات التهويد العمراني والديني والديمغرافي. وعملت معاول التدمير الهمجية على تنفيذ برامج الحفريات واسعة النطاق بحجة البحث عن الاثار اليهودية، برغم انعكاس هذه الحفريات على المساجد، والمعالم الحضارية، والمساكن والمتاجر هدما وتصديعا وخرابا.

وكشف دبور عن 4 مراحل وأساليب لتهويد المدينة المقدسة: خطوة خطوة، مصادرة الاراضي، التهويد الديمغرافي بترحيل العرب واستجلاب اليهود لقلب المعادلة السكانية، وبرامج استيطانية تهدف الى محاصرة المدينة المقدسة بأحزمة سكنية تخنقها من جميع الجهات، وتعزلها عن مناطق الضفة الفلسطينية المحتلة الاخرى، وقد حقق الصهاينة الكثير من اهدافهم في عملية التهويد المتواصل للقدس، اذ اصبحت نسبة المستوطنين اليهود في مدينة القدس 74% والعرب 26% حسب احصاء عام 1994، اي 434 ألف يهودي مقابل 152 ألف عربي.

وأوضح دبور أنه في ظل المعادلات والمعطيات السياسية والعسكرية القائمة في المنطقة ، وغياب الشرعية الدولية عن القيام بدورها في تطبيق قراراتها بالقوة،وفي ظل استمرار الشراكة الاستراتيجية بين أمريكا والكيان الصهيوني في المنطقة وعلى صعيد ميزان القوى السياسي في واشنطن من خلال اللوبي  اليهودي الضاغط ، أعلن ترامب القدس (عاصمة أبدية للصهاينة).

ونفذت الحكومات الصهيونية المتعاقبة مشاريع هدم وتهجير واستيطان وهجرة وحفريات جهارا، وقدمت الدعم للمجموعات الارهابية الصهيونية المتطرفة التي تستولي على المنازل العربية علانية ولا تعمل على اخراجها ومنعها. اضافة الى الاستخفاف بحقوق الانسان في المدينة على صعيد التعليم والعبادة والاقامة والسكن ، واثر عدوان  5 حزيران عام 1967 ، نفذت برامج وخطط موضوعة لتهويد القدس بكاملها ، وصادرت الأراضي المحيطة بالقدس شرقا وشمالا وجنوبا وأقامت المستعمرات الصهيونية فوقها والمستمرة ، ومما قرروه إقامة (14) ألف وحدة سكنية في القدس بعد قرار ترامب، ومحاصرة المدينة بحزام صهيوني لتعجيل عملية التهويد الكامل ، إضافة إلى إقامة إحياء داخل المدينة وطرد السكان العرب باستخدام وسائل غير شرعية بما فيها الإرهاب، وعمدت السلطات الصهيونية على تهويد المعالم التاريخية الإسلامية والمسيحية لطمس هويتها ومعالمها العربية والإسلامية.

وبين دبور أن تهويد المدينة المقدسة تصاعد في السنوات والأيام الأخيرة حيث قامت المجموعات الصهيونية واليهودية بمحاولات احتلال المسجد الأقصى بعد أن أنجزوا حفريات تتهدده بالسقوط غير أن أبناء القدس العرب وأبناء فلسطين يتصدون للغزاة الغاصبين بأجسادهم للدفاع عن المسجد الأقصى وعن القدس والمقدسات المسيحية منها والإسلامية.

ويعمد الكيان الصهيوني إلى كل هذه الأعمال والإجراءات التهويدية غير عابيء بالأمم المتحدة وهيئاتها التي أصدرت أكثر من  100 قرار حول المدينة وبخاصة بعد عدوان الـ 5 من شهر حزيران عام 1967م من أهمها، القرار رقم 2253 الذي اعتبر الإجراءات التي اتخذتها حكومة العدو الصهيوني في الجزء الشرقي من المدينة باطلة وعليها  التراجع عنها، وكذلك القرار رقم 35/169 والقرار 476 والقرار 478 1980، حيث نص القراران على أن إقدام حكومات العدو الصهيوني بضم الجزء الشرقي إلى الجزء الغربي من المدينة المحتل عام 1948م باطلا وعلى حكومات العدو الصهيوني التراجع عنه. والقرار 46/199 المتعلق برفض الاستيطان الصهيوني في المدينة المقدسة، وقرارات أخرى صدرت عن مجلس الأمن الدولي الخاص بالمجزرة الصهيونية في المسجد الأقصى والذي جاء تحت رقم 672 والذي صدر بتاريخ 13/10/1990.

وبين دبور أن لا مصلحة للشعب الامريكي بمعاداة الامة العربية؟ ولا في إقامة قواعد امريكية في المنطقة وبخاصة في اقطار وبحار عربية؟ ولا في تحقيق صفقة القرن، وأن القدس لنا، وستبقى رغم انف ترامب والصهاينة وكل من يدعمهما ؛ لنا .

وجرى في ختام الدراسة حوار جدي ، أبديت خلاله مداخلات كان من بينها أن المشروع الصهيوني الإستعماري الإستيطاني الاحلالي بدأ قبل وعد بلفور وسايكس بيكو .. في عهد السلطنة العثمانية ، وليس كما يحاول الإسلام السياسي تزوير الحقائق ، حيث أقيمت مستعمرات في قرية المطلة في أقصى شمالي فلسطين وفي مرج بني عامر وغيرهما ، واستقبل صهاينة قيصر المانيا استقبالاً رسميا بمباركة السلطان عبد الحميد في القدس وفي مستعمرة بني عامر .. كما منح يهود الدونمة التحكم في رقاب العباد . وغير ذلك .   

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.