استمرار الإفتئات على الجبهة الشعبية / د. فايز رشيد

نتيجة بحث الصور عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

د. فايز رشيد ( الإثنين ) 15/1/2018 م …




نتيجة بحث الصور عن فايز رشيد

يستطيع مطلق قاريء التفريق بين النقد الهادف البنّاء, والنقد الهادف إلى محاولة التحطيم الممنهج . نقول ذلك, بعد الاطلاع على مقالة للكاتب الأستاذ غسان أبو ستة ,الذي يقدم نفسه كأكاديمي فلسطيني. المقالة نشرتها جريدة “الأخبار” اللبنانية في عددها الصادر(الإثنين 15 يناير الحالي 2018) . بداية , نود التوضيح أنه مثلما الحق مشروع تماماً ,لمطلق رأي (أيّاً كان مضمونه, مع الفارق بين الواقعية والردح) أن يظهر على صفحات جريدة أيّاً كان نهجها ومواقفها تجاه حدث,فإنه من واجب ذات الصحيفة ضمان نشر “حق الرد”, وهو للأسف ما لم تضمنه جريدة “الأخبار” لكاتب هذه السطور, عندما أرسل إليها مقالة يوضح فيها فهمه لحقيقة مواقف الجبهة الشعبية , والذي هو عضو فيها منذ عام 1968, بعد نشرها لافتئاتات واضخة على الجبهة الشعبية .وللعلم, فإن الرد في الغالب لا ينتظر دوراً, لأن له اولوية النشر.

وبالعودة إلى المقالة ,التي ابتدأت كالتالي ” مشاركة الشعبية في المركزي صفعة لتاريخها النضالي”!لا نعرف من أين افتئت السيد الكاتب هذا العنوان, قبل سماعه مذكرة الجبهة الشعبية للمحلس المركزي من ممثلها فيه؟ ولعلم السيد الأكاديمي تمثلت مداخلة الشعبية في النقاط التالية: إجراء مراجعة شاملة لما بعد اتفاقيات أوسلو الكارثية. ولنهج المفاوضات العبثية , ولما بعد قرار ترامب, وخاصة بعد سن القوانين الصهيونية بتوحيد القدس ومحاولة ضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني. التهرب الواضخ من قبل القيادة الفلسطينية  المتنفذة في م. ت. ف من عقد لقاءات الهيئات القيادية الفلسطينية.أهمية إصلاح المنظمة وهيئاتها.القطع التام مع مرحلة ما يسمى بعميلة السلام المزيفة والمفاوضات العبثية بشكل نهائي.دعوة لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية التي تم التوافق على تشكيلها وفق اتفاقات القاهرة إلى اجتماع عاجل لدراسة وبلورة استراتيجية عمل سياسية فلسطينية جديدة .تصعيد الحراك الشعبي الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه عبر خطة عمل طويلة الأمد  وصولاً لانتفاضة فلسطينية وعصيان مدني شامل في وجه الاحتلال.

اعتماد خطة وطنية لمواجهة عمليات بيع وتسريب الأراضي للمؤسسات الصهيونية والاستيطانية وملاحقة كافة المتورطين في هذه لجريمة.مواصلة الالتزام الرسمي الذي أعلنته القيادة الفلسطينية بمقاطعة أي لقاءات مع ممثلي الإدارة الأميركية ومبعوثيها , ورفض أية لقاءات أو اتصالات أو مفاوضات مع الإدارة الأميركية.الإحالة الفورية لملفات جرائم الاحتلال بدءًا بالاستيطان إلى المحكمة الجنائية الدولية .إنهاء الإجراءات المتخذة في قطاع غزة ,وتأمين المتطلبات الحياتية لشعبنا بما يعزز صموده وتحركه في مواجهة الاحتلال.المطالبة بعقد قمة عربية طارئة لوضع الدول العربية أمام مسؤولياتها تجاه القدس والقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للشعب العربي .استمرار التحرك السياسي والدبلوماسي على المستويات العربية والإقليمية والدولية لتحقيق المزيد من المكاسب والانجازات المستندة لصمود وتضحيات شعبنا .توجيه التحية لكل من وقف إلى جانب الحق الفلسطيني من دول العالم ,وتوجيه التحية للشعب العربي الذي عبر من خلال حراكه المتواصل أن قضية فلسطين كانت ولا زالت وستبقى قضيته المركزية.إن تحقيق أهداف شعبنا وانتزاع حقوقنا الوطنية وتصعيد كفاحنا لا يمكن أن ينجح دون طي نهائي لصفحة الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني وإنهاء هذا الانقسام بصورة تامة, وتطبيق الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها بنية صادقة, وإدراك عميق لأهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الراسخة, كشرط لا غنى عنه للوصول إلى تحقيق أهداف شعبنا السامية. خطاب نتمنى على السيد الكاتب مطالعته والتدقيق فيه,هذا بالطبع, إضافة إلى مطالبة ممثل الشعبية الشعبية في احتماع المركزي بمحاسبة عباس على كل مخالفاته لقرارات الدورة السابقة للمركزي بما في ذلك التنسيق الأمني, الأمر الذي أغضب الأخير ودعاه للخروح.

يحاول السيد الأكاديمي التفريق بين قيادات الجبهة السابقين بمن فيهم الأمين العام الحالي الرفيق أحمد سعدات, وبين  القيادة والهيئات المركزية الحالية! لعلم الفاضل الأكاديمي أن القيادات وأعضاءالهيئات السابقة, لم يأتونا من المريخ ,بل هم من صميم شعبنا من الذين اختاروا الانتماء للجبهة الشعبية, وهؤلاء استمرار لأؤلئك المناضلين في كل المواقف التي يتخذونها! قلناها في المقالة السابقة,أن م. ت. ف هي منجز وطني شعبي فلسطيني , وليست ملكا لقياداتها الحالية التي ستكون في عملية الزمن التاريخية ليست أكثر من قيادة طارئة. وأن الحبهة الشعبية لم يسبق أن هربت وهي لا ولن تهرب من المواجهات أية كانت حدّتها وأصحابها. بالفعل, ما أسهل الهرب من المواجهة, علما أنها تُكسب الحزب الشعبية المطلوبة, وهنا أسأل السيد الأكاديمي  :ولكن إلى ماذا ستؤدي؟ بالله عليك أجبني.

إن سياسة الجبهة الشعبية واضحة وضوح الشمس, التي لن يغطيها غربال السيد الأكاديمي, والذي يتهم الجبهة بانتهاج سياسة “تدميرية” ! لعله يقصد تدميرية بالنسبة لنهج المفاوضات واتفاقيات أوسلو ومخططات العدو الصهيوني, لأن تدميرية الجبهة منصبّة على هذه المخططات والاستراتيجيات فقط!.أما بالنسبة للكفاءات القيادية, فأتمنى على الأستاذ الأكاديمي  افتتاح “كلية لتخريج القيادات الكفؤة” لعلنا نستفيد من قدراته الأكاديمية! نسي الأكاديمي أو تناسى أن القيادة والكفاءة تعمدها التضحيات والنضال وتزنرها التجربة بين الجماهير ومن خلالها والعمل بين صفوفها وليست دراسة نظرية إلا للاستفادة من العلم , وهذا حق مشروع للقيادة , والتي هي ليست  دراسة أكاديمية, وكل الكفاءات القيادية في الجبهة الشعبية السابقة والحالية معمدّة بالتجارب القتالية التي استهدفت القضاء على ثورتنا الفلسطينية المعاصرة, فشلت المخططات وبقيت الثورة, هذا لعلمك أيها الأستاذ الأكاديمي.

وأخيرا لعلمك أيها الفاضل, لا نجتّر الماضي من أجل أن نتدفأ عليه, نستعرضه منارة هادية لنضالاتنا : جورج حبش , وديع حداد ,أبو علي مصطفى ,غسان كنفاني, جيفارا غزة, أبو أمل, أبو ماهر اليماني, شادية أبو غزالة, مها نصار… والقائمة تطول. هذه هي الجبهة الشعبية أيها  الأكاديمي الفاضل.

.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.