أهم وأخطر ما جاء في كتاب”النار والغضب في بيت ترمب الأبيض”!
اجتاحت عاصفة كتاب “النار والغضب في بيت ترمب الأبيض” أو “Fire and Fury: Inside the Trump White House”الولايات المتحدة، وشغلتها أكثر من العواصف الثلجية التي أصابت بعض الولايات.
وتصدر الكتاب قائمة الأكثر مبيعا في موقع “أمازون” لبيع الكتب في الولايات المتحدة، فيما تسابقت وسائل الإعلام على نشر بعض مضامينه، وتحوّل مؤلفه إلى نجم تتسابق الفضائيات على طلب استضافته.
في هذا السياق أكد مؤلف الكتاب مايكل وولف على دقة المعلومات الواردة في الكتاب، معتبرا أن نفي ترمب لها، وهجومه عليه يمنحه دعاية مجانية.
وفي مقابلة مع قناة”NBC”، قال وولف إن :”مئة في المئة من الأشخاص المحيطين بترمب من أسرته ومستشاريه يشككون في قدرته العقلية وجدارته بالرئاسة”.
وبحسب ما نقلت “سي أن أن” عن مضمون الحوار، قال وولف إنه حتى إيفانكا ابنة ترامب وزوجها جاريد كوشنر “يحمّلونه مسؤولية كل شيء ويقولون: ليس نحن بل هو”.
وأضاف “أقرب المقربين من ترمب يصفونه بأنه مثل الطفل، وكبار الموظفين يقولون إنه أحمق وغبي، ولا يقرأ ولا يسمع”.
وأكد وولف أنه التقى ترمب قبل وبعد انتخابه، الأمر الذي نفاه ترمب.
وقال وولف: “لقد تحدثت مع الرئيس بالتأكيد، ولا أعرف إذا كان يدرك أن ذلك كان حوارا أم لا، ولكن الشيء المؤكد أن الحوار مسجّل.” وتابع قائلا: “لقد قضيت حوالي 3 ساعات مع الرئيس خلال حملته الانتخابية وفي البيت الأبيض”.
وهاجم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، محتوى الكتاب عن حملته الانتخابية و”الفوضى” داخل البيت الأبيض، واصفا إياه بأنه “مليءٌ بالأكاذيب”.
وتعليقا على الكتاب وبعد فشل محاولة لمنع صدوره، قال ترمب: “لم أسمح إطلاقا بدخول مؤلف هذا الكتاب المجنون إلى البيت الأبيض! لم أتحدث إليه قط بشأن كتاب. مليءٌ بالأكاذيب وبالتحريف وبمصادر غير موجودة”.
وأضاف: “انظروا إلى تاريخ هذا الرجل وشاهدوا ما سيحدث له ولستيف القذر”.
ولم يتضح ما إذا كان ترمب يشير إلى ستيف بانون مسؤول الاستراتيجية السابق في البيت الأبيض، أو ستيف روبن رئيس دار “هندري هولت آند كومباني” التي تنشر كتاب وولف.
وقال ترمب: إن “ستيف بانون لا علاقةَ له بي أو برئاستي. وعندما فُصِلَ من عمله، لم يفقد وظيفته فحسب، بل فَقَد عقله أيضاً”.
ونُشرت مقاطع من الكتاب في العديد من وسائل الاعلام، ما استدعى رد فعل غاضبا من البيت الأبيض، لا سيما أن الكتاب ينقل اقتباسات من مساعدين لترمب من ضمنهم ستيف بانون، يعربون فيها عن شكوك جدية في أهلية ترمب لمهام الرئاسة، وحاولت إدارة الرئيس الأميركي منعه لكنها لم تفلح في ذلك.
ووجه محامي ترمب، تشارلز هاردر، رسالة إلى الكاتب ودار النشر، وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إنها حصلت على نسخة منها، مشيرةً إلى أن الرسالة جاء فيها أن الكتاب يحتوي على “العديد من التصريحات الكاذبة و/أو التي لا أساس لها” حول ترمب.
وبعث في رسالةً يُطالب فيها وولف ودار نشر هنري هولت وشركاه “بالكف والتوقف فوراً عن نشر أو إصدار المزيد”، أو نشر مُقتطفات وملخصات لمحتوى هذا الكتاب. وطلب الإشعار القانوني الذي أرسله المحامي تشارلز هاردر، الذي يتخذ من مدينة بيفرلي هيلز في ولاية كاليفورنيا الأميركية مقراً له، أيضاً نسخةً من الكتاب.
وأرسل هاردر رسالةً مماثلة إلى بانون مُتهماً كبير المخططين الاستراتيجيين السابق للرئيس ترمب بانتهاك “اتفاق الموظف”، (الذي يُحدِّد الاشتراطات بين والعلاقة بين رب العمل والموظفين)، وتشويه سُمعة الرئيس.
وقال مدير مشروع الخطاب والخصوصية والتكنولوجيا التابع للاتحاد الأميركي للحريات المدنية بن ويزنر، في وقتٍ سابق إنَّ دعوى ترامب القضائية ليس أمامها فرصة للنجاح.
وأضاف: “حتى محامي ترمب ليسوا مجانين بما فيه الكفاية لتقديم هذا إلى المحكمة. سيكون من غير العادي وغير المسبوق أن تستجيب محكمةٍ لهذه الادعاءات وتمنع النشر. هذا لن يحدث. أعتقد أنَّ هناك جمهور يتألَّف من شخصٍ واحد فقط يدعم هذه التهديدات القانونية، وهو ترمب”.
وبعدما كلف ترمب محاميه السعي لوقف توزيع الكتاب، قرر الناشرون إصداره أمس، قبل 4 أيام من التاريخ المحدد لذلك بالأساس.
وكان ترمب أصدر بياناً ندد فيه بالتصريحات التي أدلى بها ستيف بانون للكاتب، واعتبر أن بانون “فقدَ عقْله” بعد إقالته من منصبه بالإدارة في أغسطس/آب الماضي.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارا ساندرز، إن الكتاب يتضمن معلومات “غير صحيحة إطلاقاً”.
ويقتبس الكتاب، الذي يصور ترمب على أنه جبان وغير مستقر وعديم الخبرة في شؤون المكتب البيضاوي، أقوال حليفه السابق وكبير مستشاريه ستيف بانون، الذي أمره محامو الرئيس كذلك بالكف عن إفشاء معلومات.
ونقل الكتاب عن بانون قوله إن التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص، روبرت مولر، في قضية التدخل الروسي بانتخابات عام 2016، سيركز على قضايا تتعلق بتبييض أموال.
من بين الأمور الأخرى التي كشفها الكتاب، أن بانون يعتقد أن الاجتماع المشين الذي عُقد في يونيو/حزيران عام 2016، بين دونالد ترمب الابن، وغاريد كوشنر، وباول مانفورت، والروس الذين قدموا فيه معلومات من شأنها الإضرار بهيلاري كلينتون، في برج ترمب- كان “خيانة”، و”منافياً للوطنية”، و”مقززا”.
وأشار الكتاب إلى أن بانون قال إن ترمب كذب عندما قال إنه لم يقابل الروس بشكل ورط الرئيس في تحقيق “أف بي آي” حول التدخل الروسي.
وبيّن مؤلف الكتاب أيضاً أن بانون “كان يخبر الناس بشيء آخر، أنه (ستيف بانون) كان سيترشح للرئاسة. وقد تحولت عبارة، (لو كنت رئيسا)، إلى عبارة عندما أكون رئيسا”.
وقد كتب وولف أيضاً أن بانون كان يتودد إلى كبار المتبرعين من الحزب الجمهوري، وقال: “إنه يبذل أقصى ما في وسعه من تملق وتبجيل لجميع الأعضاء البارزين”.
ويُقدم أحد فصول الكتاب “نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض” بعض التفاصيل عن الحياة الشخصية لترمب، وتصرفاته داخل البيت الأبيض، ومنها أنه كان غاضبا وغير مستمتع في أثناء أدائه اليمين لتولي منصب الرئاسة.
ويشير المؤلف وولف، الكاتب السابق في صحيفة ” الغارديان”، ومؤلف السيرة الذاتية لروبرت مردوخ، إلى أن ترمب دخل في شجار مع زوجته ميلانيا يوم أدائه القَسم، حتى إن ميلانيا كانت على وشك البكاء.
ورفضت المتحدثة باسم السيدة الأولى ميلانيا ترمب ما ورد في الكتاب، بأنها بكت عندما فاز زوجها في الانتخابات.
وأورد الموقع الكتاب عما حصل بين ترمب وميلانيا، “يحكي مجددا الفيديو الشهير الذي كانت تحاول فيه ميلانيا رسم ابتسامة على وجهها، فقد كان ترمب يشعر بالاضطهاد والاستخفاف وجاءت تصرفاته من هذا المنطلق”.
ويفيد الكتاب بأن ترمب دخل الانتخابات متوقعا الهزيمة، لكنه اعتقد أن حملته ستكون مربحة، وستزيد من شهرة علامته التجارية، ويزعم بانون أن مزاج ترمب تغير مع بدء عد الأصوات، من “ترمب المرتبك إلى ترمب غير المصدق إلى ترامب الخائف”، وذلك عندما اكتشف أنه في طريقه ليصبح رئيسا، و”بدا ترمب كمن شاهد شبحا”، بحسب ما قاله ابنه دونالد جي آر.
وبحسب التقرير، فإنه ورد في الكتاب أن ترمب ظهر في حفلة التنصيب كأنه يتشاجر مع زوجته، وقال إنه وجد الحياة في البيت الأبيض مثيرة للاستفزاز، وأنه ينام على سرير منفصل عن سرير ميلانيا، وهو أول رئيس ينام منفصلا عن زوجته منذ كيندي، وطلب ترامب أن يتم تركيب جهازي تلفزيون إلى جانب الموجود في غرفته، وطلب وضع قفل على باب غرفته، ما أدى إلى مواجهة بينه وبين حرسه، الذين طالبوا بأن يكون معهم مفتاح لدخولها.
ويذكر الكتاب أنه يقال إنه منع عمال الخدمة البيتية من لمس أشيائه، خاصة فرشاة أسنانه؛ لخوفه من التسمم، حيث إن هذا الرهاب يساعد على تفسير تفضيله للطعام السريع المعد مسبقا من طهاة مطاعم ماكدونالدز، الذين لا يعرفون من سيتناوله، مشيرة إلى أن تامب أخبر مسؤولي الخدمة البيتية في البيت الأبيض، أنه سيبلغهم متى يريد تغيير فرش سريره، وأنه هو الذي سيقوم بنزعه.
ولم يكن ترمب بهذا القدر من السعادة عندما انتقل إلى البيت الأبيض، بحسب ما قاله وولف، حيث أشار إلى أن الرئيس الأميركي كان مذعورا من البيت الأبيض، “فهو في أغلب حياته كان يعيش وفقا لقواعده كملياردير عقارات، تسمح له ثروته بعمل ما يريد، فكان تكييف نفسه لقواعد البيت الأبيض، الذي وصفه هاري ترومان يوما بأنه السجن الأبيض العظيم، بمثابة صدمة له”.
ويسرد الكتاب أيضا تفاصيل عن العلاقة بين الرئيس ترمب وابنته إيفانكا، وقال وولف إن إيفانكا تسخر من تسريحة والدها، وإنها قالت لصديقاتها في السابق إن “سبب هذه التسريحة عملية زرع شعر خضع لها والدها”.
ويعود الشكل غير الطبيعي لتسريحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تعرضه سابقا لعملية زرع الشعر. أعلن ذلك الصحفي مايكل وولف، نقلا عن نجلة الرئيس الأمريكي الحالي إيفانكا.
جاء ذلك في كتاب وولف “النار والغضب: بيت ترامب الأبيض من الداخل” الذي نشرت صحيفة The New York Post مقتطفات منه.
وقال وولف:” كثيرا ما أخبرت صديقاتها بالجانب الفني للقضية. وذكرت أن زراعة الشعر تمت على رأس أصلع بشكل تام، وانتشر الشعر المجعد في الغرة وعلى الجانبين”.
ويؤكد وولف أن الشعر على رأس دونالد ترامب موجه من كل الجهات بشكل يسمح له بالتجمع في الوسط، وبعد ذلك جرى تسريحه وتثبيته بالجيل الهلامي”.
وأضاف وولف القول: “أما بالنسبة للون، فلطالما سردت ابنته قصة طريفة حول ذلك. سبب هذا اللون يكمن في مادة Just for Men التي كلما بقيت فترة أطول على الشعر بات لونه غامقا أكثر. وبسبب عدم صبر ترامب حصل على هذا اللون الأشقر البرتقالي”.
ولاحظت الصحيفة أن عملية مكافحة الصلع التي لجأ إليها ترامب تفترض إزالة القسم الذي أصابه الصلع من فروة الرأس، وشد الأماكن القريبة الغزيرة بالشعر إلى هناك.
وجرى مؤخرا تداول تعبير “جارفانكا” عند الحديث عن إيفانكا وزوجها غاريد كوشنر، وبيّن الكِتاب أن بانون هو من أطلق هذا التعبير، وأشار الكتاب أيضا إلى أن إيفانكا تتطلع إلى منصب الرئاسة في المستقبل بناء على اتفاق مع زوجها كوشنر.
ووفقا لوولف، فإن إيفانكا وزوجها، جاريد كوشنر، “وافقا على بدء دورهما في الجناح الغربي من البيت الأبيض بقرار مشترك للزوجين، ونوعا من العمل المشترك، متجاوزين النصائح التي قدمها لهما أقرباؤهما”.
وأوضح أنهما “أبرما اتفاقا جديا مع بعضهما البعض، مفاده أن إيفانكا ستترشح للرئاسة حال ظهور أي فرصة لذلك في المستقبل”.
وأشار موقع “روسيا اليوم”، في نقله لتقرير المجلة الأمريكية، إلى أن إيفانكا دائما ما كانت تقول مازحة إنها هي من ستكون الرئيسة الأولى للولايات المتحدة وليست هيلاري كلينتون، التي كانت منافسة ترامب خلال السباق الانتخابي عام 2016.
وإيفانكا تشغل منصب “مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون خلق فرص العمل، وتوسيع الإمكانيات الاقتصادية، وتطوير القوة العاملة ومجال الأعمال”، وفق ما عرفت بها نفسها على صفحتها الرسمية في “تويتر”.
أما زوجها، جاريد كوشنير، فيشغل منصب كبير مستشاري الرئيس الأمريكي
ونشرت أبرز صحف العالم مقتطفات من الكتاب من بينها “الغارديان”و ” نيويورك” و” نيويورك تايمز” و”وول ستريت جورنال”.
وأعطى وولف في الكتاب نظرة أكبر عما اكتشفه وهو يجلس “يوماً بعد يوم على أريكة الجناح الغربي” لمدة عام. وأشار إلى أنَّ المسؤولين في الإدارة لا يعتقدون أنَّ ترامب قادر على القيام بوظيفته كرئيس.
وكتب وولف: “كان الجميع على وعيٍ، بشكلٍ واضح حد التألم، بازدياد وتيرة تكراره للكلام. فكان معتاداً على تكرار القصص الثلاث ذاتها، كلمةً كلمة وتعبيراً تعبيراً، كل 30 دقيقة، والآن أصبح يُكررها كل 10 دقائق. وبالفعل، كانت الكثير من تغريداته نِتاجاً لهذه التكرارات، إنَّه فحسب لا يستطيع التوقف عن قولِ شيءٍ ما”.
وأضاف وولف “كان انطباعي، الذي لا يُمحى، الذي خرجتُ به من التحدُّث إليهم (موظفي البيت الأبيض)، الذين يأملون في حدوث الأفضل، وفي ظل اعتماد مستقبلهم الشخصي ومستقبل البلاد عليه، ومراقبتهم خلال السنة الأولى من رئاسته هو أنَّهم جميعاً – بنسبة 100٪ – يعتقدون أنَّه غير قادر على أداء وظيفته”.
وفي حكاية أخيرة، كَتَبَ وولف: “في مار آلاغو (وهو منتجع الرئيس ترمب الخاص في ولاية فلوريدا)، وقبل العام الجديد بالضبط، فشل ترمب في التعرف على مجموعة من الأصدقاء القدامى”.
ويصف الكتاب حكاية عن ترمب عندما كان في مقر إقامته في فلوريدا “مار- إي- لاغو”، حيث أثارت قلق المحيطين به، عندما لم يستطع التعرف على عدد من أصدقائه القدامى، وكشف عن دعوة بروفيسورة في علم النفس من جامعة ييل إلى الكابيتال هيل، حيث استمع الساسة لتقييمات صحية حول ما إن كان هناك ما يدعو لعزل الرئيس بناء على صحته العقلية.
ونقل موقع “بوليتكو” عن باندي لي قولها إنها أخبرت المشرعين، بمن فيهم نائب جمهوري، أن الرئيس سينهار و”نشاهد إشارات على هذا”.
وقد ارتقى كتاب وولف -“المليء بالقصص الخاطئة والمضللة” وفقاً للبيت الأبيض- من المركز 48449 في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في موقع أمازون إلى المركز الأول.
وقال المؤلف إنَّ كتابه استند إلى أكثر من 200 مقابلة، بما في ذلك محادثاتٍ متعددة مع الرئيس وكبار الموظفين. وقالت سارة ساندرز إنَّ وولف “لم يجلس فعلياً مع الرئيس قط” وتحدث معه مرةً واحدة، لفترةٍ وجيزة، بعد تولي ترمب منصبه. ورفضت سارة هذا الكتاب ووصفته بأنَّه “صحافة صفراء تافهة وخيالية”.
ولن يكون ترمب سعيداً عندما يعرف القراء أن الرئيس الذي كان يفكر جدياً في تغيير حال الدبلوماسية الأكثر أهميةً وتعقيداً بالعالم في العام الماضي، كان يواجه عقبة رئيسية تتمثل في أنه لم يستطع نطق اسم الزعيم الصيني شي جين بينغ.
وكان الحل بأن يُفكر ترمب في نظيره الصيني كامرأة عندما يلفظ اسمه؛ حتى لا يتلعثم أمامه، وأشار الكتاب إلى أن المفاجأة التي كشف عنها وولف، أن مساعدي الرئيس الأميركي أسدوا له تلك النصيحة؛ استعداداً لعقد القمة التي استمرت يومين مع زعيم الحزب الشيوعي، بمنتجع مارالاغو، في أبريل/نيسان من العام الماضي.
وتحدث كتاب وولف عن طلب ترمب “بعض التدريب” فيما يتعلق باسم عائلة نظيره الصينى، والذي يُنطق بتصرفٍ “شي”. وبحسب “الغارديان”، فليس لدى ترمب مواهبه اللغوية، وكان ينوي مناداة زعيم ثاني أكبر دولة اقتصادية في العالم بـ”زي X-i”.
ولتجنب مثل هذه الزلات خلال زيارة شي، “قيل للرئيس أن يفكر فيه كامرأة ويدعوه (شي she)، التي تعني (هي) باللغة الإنكليزية”، وفقاً لما ذكره وولف في كتابه الجديد.
ويكشف الكتاب أن تعلُّم ترمب اللغة الصينية، ومحاولته ترك انطباع جيد لدى الزعيم الصيني شي، بمنتجع ترامب، في بالم بيتش بفلوريدا، آتتا ثمارها؛ إذ “كان الرئيس الصيني في مزاج جيد، وكان من الواضح أنه على استعداد لتقبُّل فكاهة ترمب. وسرعان ما أدركوا أنه إذا جاملتَه ببعض الكلام الطيب، فسيجاملك هو أيضاً”.
وعقب ذلك الاجتماع، خفَّت حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وأشاد ترمب، الذي هاجم بكين بشكل متكرر خلال حملته الرئاسية، ببدء “علاقة كبيرة جداً جداً مع بكين”.
وتعيد التفاصيل التي ذكرها وولف في كتابه، إلى الأذهان مسلسل “سبيتينغ إيماج-Spitting Image” أو “البصق على الصور”، وهو مسلسل كارتوني بريطاني ساخر عُرض في ثمانينيات القرن الماضي، ويظهر فيه مساعدو رونالد ريغان وهم يكافحون لتعليمه كيف ينطق اسم “ميخائيل غورباتشوف باستخدام لوحات تحتوي على صور للفم، وأغنام وطباخ معه طبق من الألسنة.
“تذكَّر سيدي الرئيس، إنه يُنطق، غوب.. با.. تشيف”. ولكن ريغان، الذي فشل في نطقه، أجابهم قائلاً: “فم.. خراف.. لسان.. جي، أليس هذا هو الرجل الصيني؟”.
وذكرت الصين عدة مرات في كتاب وولف. في أحد الأقسام، ينقل وولف عن ترمب شكواه قائلاً: “إذا كان علينا أن نكون في أفغانستان (يقصد لمحاربة الإرهاب).. فلماذا لا يمكننا كسب المال من ذلك أيضاً؟ الصين لديها حقوق التعدين، وليس الولايات المتحدة”.
وفي مكانٍ آخر، أفاد وولف بأن صهر ترامب، غاريد كوشنر، أصبح منذ البداية “القائد والمتحكم في اعتقادات ترمب”، وجعل السياسة الخارجية لكلٍ من الصين والمكسيك، والمملكة العربية السعودية “حالات تجريبية”؛ إذ “عرض على كل بلد الفرصة لجعل صهره -ترمب- سعيداً”.
ويلفت تقرير صحافي إلى أن البند الـ 25 ينص على إزاحة الرئيس في حال صوت كل من نائب الرئيس وبقية الحكومة على “عدم صلاحيته لمتابعة سلطات وواجبات مكتب الرئيس”.
وردت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكبي ساندرز على من يشككون في صحة الرئيس العقلية، قائلة بأنها ادعاءات “مخجلة وتدعو إلى الضحك”، وأكدت أنه زعيم قوي.
وتقول الصحيفة إن شكوك بانون حول صحة الرئيس العقلية، جاءت بعدما ألقى اللوم على المتظاهرين من الجانبين في التظاهرة التي شهدتها مدينة شارلوتسفيل في آب/ أغسطس، وذلك قبل أن يصحح نفسه ويلوم النازيين الجدد على التظاهرات، وتراجع ترمب مرة أخرى بعد ذلك، ولام الطرفين في استعراض غاضب ترك الكثير من مساعديه يتساءلون حول قدرته على القيادة.
ويورد التقرير ما كتبه وولف، قائلا: “لم يكن النقاش، بحسب بانون، فيما إن كان الرئيس يواجه وضعا صعبا، ولكن فيما إن كانت المادة 25 سيئة”، وقدم الكاتب بعد ذلك تكهنات بانون حول بقاء الرئيس في الحكم أو عزله، سواء من خلال المحاكمة وهو في منصبه الرئاسي، أو استقالته، حيث أعطاه نسبة 33.3% في حال تعرض لتهديد باستخدام البند 25 من الدستور، ونقل وولف عن بانون قوله: “لن يواصل الحكم لأنه فقد طريقه”.
ونشر كتاب مايكل وولف “النار والغضب في البيت الأبيض”، تفاصيل العلاقة بين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وترمب. و جاء في كتاب وولف أن بلير حذر ترمب من قيام بريطانيا بالتجسس عليه أثناء الحملة الانتخابية لعام 2016.
ونفى بلير ما جاء في الكتاب، وقال إنه “فبركة بالكامل”، وأشارت تقارير سابقة أشارت إلى أن بلير قابل صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، في عدة مناسبات.
وينقل عن وولف، قوله إنه ينقل “الشائعات من أن البريطانيين وضعوا أعضاء فريق ترمب تحت الرقابة، وتنصتوا على مكالماتهم الهاتفية والاتصالات الأخرى، وربما على ترمب نفسه”. وقال وولف أن بلير حاول الحصول على دور مستشار لشؤون الشرق الأوسط من ترمب.
ويشير الكتاب، إلى أن سبق توني بلير كان أحد رعاة جاريد كوشنر، حيث تعرف عليه عندما التقيا على ضفة نهر الأردن عام 2010، وحضرا تعميد ابنتي إمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ، غريس وتشولي من زوجته السابقة ويندي.
وعاشت إيفانكا ترمب ووزوجها كوشنر في بناية ترمب في بارك أفنيو، حيث كان يعيش ميردوخ، وأصبحت ويندي واحدة من أقرب صديقات ويندي، وعندما أصبحا في البيت الأبيض، أصبح جارد وإيفانكا محلا لاهتمام بلير، الذي يدير جمعية خيرية، ولديه مصالح تجارية، ويعمل دبلوماسيا خاصا في الشرق الأوسط، وكان مصمما على مساعدة كوشنر في عدد من مبادراته في الشرق الأوسط.
وبحسب الكتاب زار بلير كوشنر في البيت الأبيض في شباط/ فبراير، حيث كان بلير في هذا الوقت قد استقال من عمله بصفته ممثلا للرباعيةـ مشيرا إلى أنه يعمل الآن دبلوماسيا حرا، وأراد أن يثبت فائدته من خلال ذكر “الشائعة المثيرة”.
و يصور الكتاب، عالما من الفوضى في البيت الأبيض، وخلافات داخلية بين أفراد طاقم الرئيس المقربين منه، الذين عبر بعضهم عن احتقارهم لترامب.
وكان من أبرز ما تضمنه الكتاب فحوى حديث بين ترمب وأصدقاء له، قال فيه إن غاريد كوشنر زوج ابنته إيفانكا قام بهندسة انقلاب في السعودية ووضعَ الأمير محمد بن سلمان في قمة الحكم بالسعودية.
وأورد الكتاب أن زيارة الأخير للرياض سبقها بأيام محادثات مع السعوديين للترتيب للزيارة، “وأبلغ الرئيس الأمريكي من هم حوله بأن السعودية ستمول وجودا عسكريا أمريكيا جديدا في السعودية ليحل محل القيادة الأمريكية الموجودة في قطر”.
وعن الأزمة الخيلجية أيضا، أورد الكتاب أن ترمب “تجاهل نصيحة فريقه للسياسة الخارجية، وتحداها خلال وجوده في السعودية، عندما منح موافقته بممارسة البلطجة على قطر”.
وأضاف أن زيارته للسعودية كان يتوقع ترمب منها أن “تحدث أكبر اختراق على صعيد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بالتاريخ”، وقال: “ستتغير اللعبة بشكل كبير وغير مسبوق”.
وكشف الكتاب أن السعودية أنفقت على سهرة رقصة السيف لترامب وعائلته في الرياض 75 مليون دولار.
وبمجرد أن أكد محمد بن سلمان لفريق ترمب أنه “سيقدم بعض الأخبار الجيدة”، دعي لزيارة البيت الأبيض.
وقال: “عرض ابن سلمان سلة من الصفقات والإعلانات التي من شأنها أن تتزامن مع زيارة ترمب المقررة للمملكة العربية السعودية، وقال لترمب ستحصل على فوز مهم”.
وكشف الكتاب أن ترمب قال أنه سيحدث أكبر اختراق في التاريخ على صعيد المفاوضات “الفلسطينية الإسرائيلية”، وقال إنه سيغير اللعبة بشكل كبير وغير مسبوق.
كما نقل الكتاب كلاما لمستشار البيت الأبيض السابق ستيف بانون، عما سمي بصفقة القرن، قائلا: “إن ترمب يوافق عليها تماما”، وأضاف أن “الضفة الغربية ستكون للأردن وقطاع غزة لمصر”.
التعليقات مغلقة.