بين فرعون والدجال… هل تاه هامان أم استكان ؟!

 

 د. يحيى محمد ركاج* ( سورية ) الخميس 16/4/2015 م …

 *باحث في السياسة والاقتصاد

تتجدد الأحداث التي عصفت بمنطقتنا العربية بثوب جديد أكثر قذارة مما كان عليه، وبرؤية نتنة أشد فتكاً مما تبدو عليه أيضاً، رغم الحفاظ على أدواتها العميلة نفسها من كذب وتضليل ودجل مكشوفٍ للقاصي والداني أكثر من أي وقت مضى إلا من أراد أن يختبأ خلف بنصره ليحجب شمس الحق في عالم البهتان، وما أكثرهم في بلداننا العربية وللأسف من شعوب وحكام .

ولعل الباحثين والكتابَ قد أشاروا في مواضع كثيرة بالتحليل والتفصيل إلى خطورة ما جرى في الأيام الأخيرة في الساحتين الإسلامية والعربية وارتباطه الجلي بين مخططات القوى الغربية الطامعة في فرض السيطرة على العالم، وما تسعى إلى تحقيقه بعض القوى الصاعدة في العالم، ودرجة ارتباطه أيضاً بغباء بعض الكلاب النابحة المأجورة ممن يسمون ثواراً أو أحراراً أو مدافعين عن العقيدة ,سواء أكان ذلك في سورية أو مصر أو ليبيا أو اليمن أو باكستان وباقي الدول الأخرى.

 إلا أن الخطورة التي سبق و أشرنا إليها تتمثل في وجهها الجديد بكسر العملاء لقواعد الشارة الحمراء وتجاوز كل القيود الممنوعة بملامسة فكر الأجيال القادمة وبنيانهم الصحيح عبر فرعون هذا الزمان (الإعلام) ومساندة الدجالين من وزراء وحكام متنوعي الصفة وممثلي الهيئات الدولية والدبلوماسية وغيرهم، والأخطر من ذلك ما يتم تداوله عبر الدروس اليومية وخطب الجمعة لرجالات الدين في بيوت الله، وأيضاً ما قد ينجم عن الأحداث الأخيرة بعد استصدار مجلس الأمن القرار الأخير المتعلق باليمن, لما سيكون عليه الرد الاستراتيجي غير المباشر للولايات المتحدة الأمريكية في مثل هذه المقايضات, خاصة فيما يتعلق بالساحة السورية وموانئ المتوسط والسيطرة المطلقة على الممرات المائية وأماكن مرور وتواجد الغاز والنفط كما يتوقع معظم الباحثين والمحللين.

 لقد بدأت التحضيرات للأحداث الحالية قبل بدئها بسنوات طوال، فنجد توقيتاً غريباً لعدة أمور تتناسب وسيناريوهات المصالح الغربية التي وصلنا إليها في الأحداث الحالية:

         أولها ظهور نسخة ورقية من آيات الذكر الحكيم مكتوبة من زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وأنصاره وأتباعه وأتباع أتباعه وذريته إلى يوم الدين، فهل يا ترى سنشهد جدلاً جديداً يقود بالنهاية إلى صراع بين فرق تدافع عن التحريف والتشويه الذي سعت إليه أمريكا وحلفائها لتغيير بعض كلمات وآيات القرآن أم أنها ستكون فاتحة شرٍّ لما ورد عن التنظيم الإرهابي المسمى (داع ش) من تغيير في بعض سور القرآن كسورة الكافرين وغيرها، خاصة في ظل احتضان الغرب والذي يجاهر بالحرب على العروبة والإسلام للشباب العربي والمراهقين منهم (على وجه التحديد) تحت مسميات اللجوء الإنساني وحق الحياة والحرية والتعليم رغم ثقتنا المطلقة بقوله تعالى قولاً وعملاً: ” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” .

          ثانيها تركيز فرعون الإعلام الخنزيرة القطرية على المس بالمفهوم السليم للعروبة والقومية العربية من خلال التضليل باستخدام بعض الوقائع الصحيحة في غايات وأهداف غير نزيهة كما في تركيز قناة الدجال العبرية الناطقة بالعربية تحت مسمى القناة العربية أيضاً على تهديم كيانات الدولة العصرية الحديثة من خلال التركيز المتعمد والمفضوح على العصبية القبلية في اليمن باعتبارها أقوى من الدولة وأنها يجب أن تبقى أقوى من الدولة التي لا تعتبر حليفاً لساسة هذه القناة ومشغليها.

         التركيز على وجود إيران مثنى وثلاث ورباع ومائة وأكثر من ذلك في أبسط حوار في مختلف وجهات النظر حتى بين الرجل وزوجه في أمورهم المنزلية والعائلية أو حتى في متابعة برامج السخافة العربية، والتي كان آخرها أو ما قد يكون غداً من إعلان أسر ضابطين إيرانيين في كوكب “بلوتو سيلوم” الوهمي غير المكتشف بعد يقومان بتدريب المسلحين للسيطرة على مثلث برمودا ونشر المذهب الجنّي فيه.

إن هذه المؤشرات وإن تبدو مألوفة لدى غالبية الأشخاص المتابعين بنوع من النأي بالنفس اللبناني عما يحدث في المشهد الدولي، إلا أنها تحمل في ثناياها من الخطورة ما يفوق ما شهدته المنطقة في السنوات الماضية، إذ هل يرضى الأمريكيون (هامان الزمان الحالي) بخروج أتباعهم عن رأيهم والتغريد بعيداً عما يرغبونه مع الحليف المنافس والعدو الروسي، أو أن التنسيق بأمر وإيعاز منهم.

فإذا كانت الأولى فإننا سنرى دسائس جديدة وواجهات جديدة تحمل دولاً أخرى على الظهور كما حدث مع الذئب القطري الذي لبس لبوس الحمل في البداية. ولن نورد أسماء بعينها رغم بروزها للعيان، ولكن لمجرد التذكير.

 كما أن الأمريكي لن يرضى أن يكون الأمر خارج ملعبه تيمناً بما ورد في كتابه الكريم عن فرعون الكفر قوله: ” أآمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ”.

أما إذا كانت الثانية فما هو المقابل الذي سيحصل عليه الأمريكي من هذا التوافق والتهدئة المؤقتة وهو الذي بدء لتوه بإدارة الجولة الجديدة من تدمير حضارة المنطقة العربية ومنطقة شرق المتوسط من أجل السيطرة على خيراتها.

وأياً كانت الخيارات التي تمَّ العمل عليها فإننا أمام مرحلة جديدة في كل شيء حتى في خطورتها وأدوات تطبيقها، على الرغم من كل السيناريوهات السابقة التي عملوا عليها والتي كانت فاشلة كلياً في تحقيق أهدافهم، الأمر الذي اضطرهم إلى تغيير جذري فيما عملوا عليه. وهو ما سيكون أيضاً فاشلاً بالنسبة لهم إيماناً بالله وبعزته ونصره سبحانه وتعالى وقوله: ” مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَائيلَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ” وثقةً بقدرة وصمود الشعب السوري الذي أسقط المراحل السابقة من العدوان بمشيئة الله

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.