داعش يكشف صهيونيته في مخيم اليرموك / أسعد العزوني
أسعد العزوني ( الأردن ) الخميس 16/4/2015 م …
وضع طبيعي أن يقوم مسلحون من السيل الإرهابي التكفيري المتدفق على سوريا ، من كل أنحاء العالم – ليس لتحرير هضبة الجولان المحتلة ، على سبيل المثال ، بل للإسهام في تدمير سوريا بالإشتراك من نظامها الذي حول هذا البلد العريق إلى كومة ركام ، وحول غالبية أهلها إلى لا جئين هنا وهناك يتسولون لقمة العيش – بالإستيلاء على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين القريب من العاصمة السورية دمشق .
لكن من غير الطبيعي والشاذ جدا ، قيام هؤلاء الخوارج الجدد الذين يطلق عليهم داعش ، بحرق العلم الفلسطيني وإلغاء التراث الفلسطيني في ذلك المخيم ، والإعتداء على أطفاله ونسائه وجز رؤوس العديد من رجاله .
صحيح أن الحرب تشهد تجاوزات غير مقبولة ، لكن ما قام به هؤلاء الخوارج الجدد يفوق كل وصف ، ويتعدى كل حدود ، ولكن ممارساته اللا إنسانية تبدو طبيعية عندما يفهم الجميع طبيعة وهوية وأهداف وصانعي هؤلاء الخوارج .
لم يطل الوقت لإنكشاف أمر هذه الجماعة الشيطانية ، إذ أن الخطوط العريضة قد ظهرت جليا لمن أراد أن يفهم ، وهم ليسوا من الإسلام في شيء ، حتى أن مختصر إسمهم باللغة الإنجليزية “ISIS” يعني “الخدمات السرية الإسرائيلية الإستخبارية” ، وهذا دليل على نشأة وتوظيف هؤلاء الخوارج الجدد ، الذين جاؤونا في وقت عجز فيه المحراثان الأمريكي والإسرائيلي عن تقسيم منطقتنا إلى كانتونات إثنية وعرقية تكون مرتبطة كلها بوتد في تل أبيب .
ومن باب التذكير فإن هؤلاء الخوارج الجدد قد بشر بهم بوش الصغير عندما قال ذات يوم :”سنخلق لهم إسلاما جديدا “، وهذا هو داعش الشيطاني البعيد كل البعد عن الإسلام السمح الوسطي الذي جاء لهداية الناس كافة وهو دين الرحمة والمحبة .
ليس سرا القول أن أهداف أي حركة سياسية أو دينية أو إجتماعية ، تميط اللثام سريعا وبكل السهولة المعهودة ، عن هوية الحركة بغض النظر عن مضمونها ، وقد أماط الخوارج الجدد “داعش ” اللثام بصفاقة عن هويتهم الصهيونية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ، عندما قام خوارجه بحرق العلم الفلسطيني ، وإلغاء التراث الفلسطيني في المخيم ، دليلا ساطعا ومكشوفا على نشأة هذه الجماعة الكافرة ، وتوظيفهم لتحقيق ما عجز عنه الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني.
إن ما قام به هؤلاء الخوارج الجدد ، يعزز الفكرة التي تقول أن جهاز الموساد الإسرائيلي أسهم وبكثافة في تأسيس هذه الجماعة الكافرة ، وتولى تدريب الشيطان الأكبر في هذه الجماعة أبو بكر البغدادي لسنة كاملة على علم اللاهوت “الفقه” وفن الخطابة ، كي تكون عملية إغتصابه لمنبر رسول الله سهلة عليه ، لكنه ومع ذلك يظهر كالخرتيت ، ما يدلل على عدم أهليته للخطابة والقيادة على حد سواء.
ليس سرا القول أن جرائم الخوارج الجدد “داعش” الصهيوني الأخيرة في مخيم اليرموك ، قد حسمت الجدل حول نشأته وتوظيفه ، ولذلك يجب النظر إليه من هذا المنظار ، والتعامل معه وفق هذا المنطلق ، فهو مجموعة من الخوارج الجدد عن الدين والذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا جزءا من مشروع تدمير الأمة ، وبحق فإنه إكتسب لقب “سمسار “ مشروع الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد لا فرق ، وكما هو معروف فإن هذا المشروع سيمزق الممزق ويؤسس ليهودية الدولة في “مستعمرة “إسرائيل الخزرية ، وقريبا سنرى هؤلاء الخوارج الجدد ، يظهرون في الصين للعبث فيها لحساب الولايات المتحدة الأمريكية ، التي يذعلها زحف الصين إلى عرش العالم قوة غير إستعمارية .
هناك العديد من الدلائل على صهيونية هؤلاء الخوارج الجدد ، فهم وعندما أذنت لهم الإستخبارات العالمية التي أسستهم بالظهور الإنكشاري ، ونشر خرائط تضم مساحات شاسعة من الدول في العالم ، لم يقتربوا من حدود فلسطين حيث “مستعمرة ” إسرائيل ، وكأنهم لم يقرأوا شيئا عن الإحتلال ولا يعرفون معنى كلمتي القدس والأقصى ، مع ان إمكانيات أجهزة الإستخبارات العالمية على وجه الخصوص مسخرة لهم .
لقد حسم أحد قيادييهم الأمر وغرد على حسابه في “تويتر ” مؤخرا “إن الله لم يأمرنا أن نحارب إسرائيل “! ولعمري أن هذا الخارجي الجديد ،كان يعني بتغريدته أن “يهوه ” لم يأمرهم بمحاربة إسرائيل ، وهنا يكون هذا الخارج الجديد عن جادة الصواب قد نطق صدقا لأن إله الحرب في التلمود عند يهود لن يأمرهم بمحاربة “مستعمرة ” إسرائيل”.
بدهية لا نقاش فيها ، وهي أن كل من يعادي الشعب الفلسطيني ، ولا يقف مع فلسطين ،ويعتدي على الفلسطينيين ، إنما هو صهيوني أشر ،وهذا هو تنظيم داعش الخارج عن دين الله القويم ، يكتسب هذه الصفة بجدارة ، وربما أنه أراد مساعدة السذج من المسلمين الذين يظنون أن هؤلاء الخوارج الجدد ، مسلمون مجددون!!!؟؟؟؟؟
التعليقات مغلقة.