رسائل وبشارات أمل من مطار أبو الضهور العسكري! / د. خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) الأحد 21/1/2018 م …  

بعد سنوات من المواجهات العنيفة التي خاضها الجيش السوري وحلفاؤه، ها هو مطار ابو الضهور العسكري يتحرر بشكل كامل من قبضة جبهة النصرة والفصائل المرتبطة بها، بعد أن استولت عليه عام 2015، لما يمتلكه هذا المطار من موقع استراتيجي مهم ويمثل نقطة ارتكاز رئيسية وجسراً يصل الساحل والجنوب بالشمال السوري.




الإعلان الرسمي عن تحرير مطار ابو الضهور لا شك أنه يشكل فرحة عظيمة لدى كافة الشعب السوري، حيث خاض الجيش السوري  معارك عنيفة مع ارهابيي جبهة النصرة أدت لمقتل العشرات منهم , وفرار الباقي باتجاه بلدة ابو الظهور والمناطق الشمالية، إلا أنه في الوقت نفسه يضع العديد من التساؤلات عن مستقبل الجماعات الإرهابية بعد تحرير المطار، وهل يعني هذا التحرير نهاية الجماعات المتطرفة فوق الأراضي السورية؟ إضافة إلى ملامح الخارطة الميدانية الجديدة لسورية بعد هذا النجاح الذي حققه الجيش السوري وحلفاؤه؟.

يعتبر مطار أبو الضهور العسكري أحد القواعد العسكرية المهمة للجيش السوري في الشمال السوري، وثاني أكبر قاعدة بعد مطار تفتناز العسكري، كما للمطار موقع جغرافي هام، يتوسط ثلاث محافظات سورية، هي حماة، وحلب، بالإضافة إلى ادلب، ويعتبر مدخلاً إلى البادية من جهة الشرق، حيث تتيح السيطرة على مطار أبو الظهور، توسيع منطقة الأمان حول محافظة حماة، وحماية مدينة حلب من جهة الجنوب، كما يبعد عن مدينة سراقب المعقل الهام للإرهابيين في الريف الادلبي حوالي 23 كلم، وبالتالي إمكانية فتح الطريق وفك الحصار عن الفوعة وكفريا.

يستميت تنظيم جبهة النصرة والفصائل المرتبطة به في درء مصيرهم المؤكد بتجرّع الهزيمة المرّة في سورية، وتحررها الكامل منهم، حيث يدركون جيداً مدى ترابط تحرير مطار أبو الضهور بتحرير محافظات أخرى دائرة الصراع ، ويعني ذلك اتساعاً للمعركة شمالاً وغرباً، فضلاً عن حصار مسلحي النصرة و داعش في جيب كبير بريف حلب الجنوبي وادلب وحماة، الذي قد يكون مدخلاً لمواجهة تُفضي إلى تحريرها وانحسارهم في حيز جغرافي مغلق، يفقدون معه المنافذ ومصادر الدعم والإمداد.

مع إستكمال المرحلة الأولى فى معركة تحرير مطار ابو الضهور العسكري, يمكنني القول، أن ثمة هناك مساراً جديدا ستدخله سورية باتجاه إنهاء الجماعات المتطرفة فى البلاد, بعد أن ظلت تهيمن على مساحات شاسعة فى أنحاء مختلفة من الأراضي السورية، والمؤكد أن هذا الإنتصار, سيشكل البداية الحقيقية لطرد الجماعات المتطرفة من محافظات حلب وحماه وادلب والمنطقة بأكملها, وهو الهدف الاستراتيجى للجيش العربي السوري والذي يواصل استعداداته اللوجستية والتكتيكية لإنهاء هذه الجماعات المتطرفة ومن ورائها، مستفيداً من الإسناد الذى يقدمه الطيران الروسي.

في هذا السياق يبعث تحرير مطار الضهور رسائل قوية في غاية الأهمية, تحمل فى طياتها الكثير من الدلائل من أهمها: أن سورية  ستتغلب على الإرهاب، إذ تشير كافة المعطيات الى صمود الجيش السوري وحسمه المعارك الميدانية، لذلك تجد أمريكا وإسرائيل نفسيهما أمام مازق كبير في مواصلة العدوان على سورية، فبعد اكثر من سبع سنوات من بداية إعلان حربها على سورية، لم تستطيع أمريكا وذيولها الانتصار النهائي في هذه الحرب الشرسة وحسمها، وإنما أصبحت تواجه العديد من المشاكل الكبيرة التي وقفت عائقاً أساسياً أمامها في إدارة دفة هذه الحرب لصالحها، وبرغم أن أمريكا تعاونت الى أبعد الحدود مع القوى المتطرفة في إعطائها  السلاح والوقت الكافي لكي تقوم بعملية الحسم لهذه الحرب، إلا أنها لم تستطع إنهاء الحرب لصالحها، وفشلت في الإنتصار على خصومها السوريين، فلم تستطيع أن تصد التقدم للجيش السوري في مطار ابو الضهور والمناطق المحيطة به، ولم تستطيع هذه الجماعات أن تستعيد مواقعها التي خسرتها هناك بالرغم من عشرات المحاولات الهجومية وتدفق المزيد من المقاتلين الأجانب والأسلحة إليها، وفيما يتعلق بتركيا، أن قياس ربح او خسارة تركيا من التطورات التي تجري في سورية، تعد من أهم الخاسرين في الإقليم، لا سيما بعد صمود الجيش السوري وطرد داعش من بعض المناطق السورية بمعنى إنه بعد صمود الجيش أمام الحرب الشرسة عليه، ووقوف حلفائه معه، فإن الامور متجهة نحو الحسم النهائي للمعركة.

مجملاً…..اليوم سورية تؤرق مضاجع قادة الغرب وجنرالاته، وستثبت الأيام القادمة إن كل الرهانات على إسقاط سورية هي رهانات خاسرة، فكلمات وأحاديث الرئيس الأسد جاءت لتؤكد ان سورية قادرة على دحر المؤامرة ومواجهة التحديات.

وبالمناسبة….سيكون هذا العام هو عام نهاية تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية وسوف تتحرر سورية والمنطقة من هذه التنظيمات الدموية ، فسورية القوية التى أكدت نفسها فى كل مرحلة فإنها واثقة الخطى على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها، وأن النصر على الإرهاب ودحره وإجتثاثه باتت قريبة من المنال.

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.