الكاتب الأردني حمادة فراعنة ينتقد استمرار طرح المبادرة العربية في حين يتعامل مع ايران وأثيوبيا وتركيا بتشدد

 

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الخميس ) 16/4/2015 م …

اعتبر الكاتب الأردني حمادة فراعنة في مقالة له اليومم نشرت على صفحات جريدة الأيام الفلسطينية ، أن الدول العربية تكيل بمكيالين ، ففيما منحت  قمة بيروت العربية  المنعقدة في 28 آذار 2002 ، ( إسرائيل ) الإعتراف المجاني ، من خلال طرح المبادرة العربية ، وإنتظرت طويلاً حتى تقبل بها ( إسرائيل ) وما تزال في حين رد شارون رئيس حكومة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلية ، على المبادرة العربية آنذاك بخطوتين :

الأولى : إعادة احتلال المدن الفلسطينية التي سبق وانحسر عنها الاحتلال بفعل اتفاق أوسلو التدريجي متعدد المراحل عام 1993 وأعاد احتلالها بعد يومين فقط من إعلان المبادرة العربية، وتطويق مقر الرئيس الفلسطيني وحصاره في رام الله، ومنعه من السفر أو التحرك تمهيداً “ لمساعدة الله على التعجيل بإزاحته “.

والخطوة الثانية ، وضع شارون 14 نقطة اعتراضية على نص المبادرة العربية وقدمها للرئيس بوش في نيسان 2004، وباعتراضه على مضمونها يكون  تم تفريغها من محتواها، ليصبح الاعتراف بالمشروع الاستعماري الإسرائيلي حاصلاً، دون تقديمه أي مقابل من حقوق الشعب العربي الفلسطيني بما في ذلك إقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين ، مع إستعادة ممتلكاتهم من القرى والمدن التي طردوا منها عام 1948، أو الانسحاب من الجولان السوري وجنوب لبنان.

ونوّه فراعنة بأن القمم العربية ما زالت تؤكد على المبادرة العربية،( رغم ذلك ) وآخرها قمة القاهرة في أذار 2015، رغم نتائج الانتخابات الإسرائيلية يوم 17 أذار التي أفرزت سياسة نتنياهو.  في حين لم تعامل الدول العربية ، تركيا وإيران وأثيوبيا، كدول مجاورة،

وقال فراعنة أن الصهاينة بدلاً من قبول المبادرة عملوا على جلب التطبيع بصفته أساس الحل دون تقديم ثمن، وبات شعارهم السلام مقابل السلام هو أساس التحرك، بمعنى إعطاء السلام والأمن من قبل الإسرائيليين لأطراف النظام العربي، مقابل حصول المشروع الصهيوني على السلام والتطبيع معه دون أي تراجع من جانبه عن الأرض، وخلاصة ذلك أن قادة المشروع الصهيوني لم يتجاوبوا مع المبادرة العربية، ولن يتجاوبوا من بعد، لأنهم ينظرون إلى حالة التمزق والاقتتال البيني داخل النظام العربي بكونه سلاحاً منعشاً لمشروعهم الاستعماري وحماية له من أي تطلعات استقلالية، وإضعافاً لأي محاولات عربية في امتلاك القوة، بل هو تدمير لقدرات الجيوش العربية وأنظمتها الحاكمة، وإنحسار دورها على المستوى الإقليمي والدولي، وخاصة من قبل سورية والعراق واليمن والسعودية ومصر والسودان، وحتى الجزائر والمغرب، مقارنة مع دول المنطقة إيران وتركيا وأثيوبيا وباكستان، وهذا كله يصب لمصلحة المشروع الاستعماري الإسرائيلي العدو الوطني والقومي والديني والإنساني للعرب وللمسلمين وللمسيحيين .

وتساءل فراعنة لِمَ لَمْ تمارس الدول العربية ذات الدور الذي مارسته تجاه الكيان الصهيوني  لِمَ “ يُطولوا بالهم “ مع الأطراف الأخرى التي اصطدموا معها أو تعارضت مصالحهم مع مصالحها، كإيران وتركيا وأثيوبيا، إذ بقي الموقف العربي حازماً تجاه إيران وتركيا وأثيوبيا، فيما تعاملت الدول العربية ؛ مع عدوهم القومي الصهيوني الذي يحتل أرض 3 بلدان عربية فلسطين وسورية ولبنان، وتطاول على العديد من البلدان العربية واعتدى عليهم من الإمارات حتى الجزائر، من موقع المهادنة وطول البال، والتوسل نحو نسج العلاقات معه على الأقل إتقاءً لشره، دون أي حس بالمسؤولية أو الكرامة أو حفظ المصالح الوطنية والقومية والدينية وفي مواجهة مشروعه الاستعماري التوسعي !! .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.