أسطورة عقائدية وشجاعة جبهة النصرة .. هروب وتدافع مذعور لغربان الجولاني
الإثنين 22/1/2018 م …
الأردن العربي – نارام سرجون
اعدادهم كبيرة في كل هجوم كقطعان الجرذان .. وتراهم في الصور حول جثامين شهدائنا يزدحمون ويتدافعون بالأكتاف والرؤوس ويزجون بوجوههم الملتحية أمام العدسات كي ينالوا شرف الصورة مع جثة جندي سوري شهيد يمثلون بها .. يتنافسون حتى يكادوا يتقاتلون كالطيور التي تتقاتل حول جثة ماتت .. وتنقر بعضها وتتجاذب قطع اللحم بين مناقيرها بغضب .. وترى ان مبعث فخرهم واجمل صورهم التذكارية هي مع جثة جندي أو مواطن رفض دعوتهم أو حينما يلوكون القلوب البشرية النيئة ليظهروا البأس لنا والشكيمة .. انهم المقاتلون الاسلاميون الجهاديون الذين يكونون اما من النصرة او داعش او الجيش الحر او جيش الاسلام أو من تلك الفصائل التي لاتنتهي أسماؤها .. لطالما وصف هؤلاء بأنهم مقاتلون شرسون عقائديون لايتحركون من اماكنهم حتى الموت .. وبأنهم يمارسون تجارة مع الله بارواحهم وأنفسهم .. ولكن مايلفت نظر كل من تابع الحرب في سورية هو ان الجيش السوري يدخل كل منطقة محررة ولايرى فيها أيا من هؤلاء القبضايات الذين ازدحموا في استوديوهات الصور الاعلامية .. أين يتبخرون؟؟ وأين يختفون؟؟ .. وكيف يهزمون بسهولة ويجرفهم الجيش في ساعات .. فيما تراهم يلومون الطيران الروسي والبراميل المتفجرة والصواريخ .. وينسون عندها تفاخرهم ببطولاتهم وملائكتهم وأن الله ينصرهم على الطاغوت ويثبت قلوبهم .. ولكن لا قلوب ثابتة بل الرعب يدب في تلك القلوب الخشبية .. وهذا مايجيب على سؤال يسأل عن سبب سهولة تحرير الجيش لعشرات القرى في يوم واحد وانتزاعها من فك النصرة ..
في بداية الحرب كنا نجد هؤلاء الارهابيين في كل موقع سوري يقتحمونه يتجولون بين كثير من جثامين شهدائنا من الجنود ومعهم كثير من الأسرى الذين نفذت ذخيرتهم أو غلبتهم الكثرة والعدد وهم يقاتلون حتى آخر طلقة دون أن يستسلموا .. رغم أن قرار القيادة السورية كان كثيرا من الاحيان يميل لاخلاء المواقع حفاظا على المقاتلين بسبب تفوق أعداد المهاجمين الى حد لايجب المغامرة فيه بأرواح قلة من الجنود في تلك المواقع .. ولكن تقرر الأقدار ان يقعوا في أسر هذه القطعان من الجرذان التي تستقوي على الاسرى العزل وتلتقط الصور معهم قبل اعدامهم وتمارس اذلالهم ثم تقتلهم بوحشية وتتباهى بعرض الجثامين .. وكأن عقول هؤلاء المجرمين لاتستطيع أن تتحمل ولاتفهم معنى أمانة الأسير المجرد من سلاحه والذي صار من العار أخلاقيا أن يقتل وهو بلا سلاح يدافع به عن نفسه أو يبارزهم به .. فتصوره تلك المجموعات قبل الاعدام وأثناء الاعدام وبعد الاعدام .. ولاتكتفي بذلك .. بل تأخذ من الضحايا أشياءهم الشخصية وهواتفهم وتتصل بذويهم من تلك الهواتف وتقول للأهل بوحشية اننا قتلنا ابنكم منذ لحظات وقطعنا رأسه .. وتستمتع بصراخ الأمهات وعويل الأخوات وبكاء اليتامى على الهاتف وتتلذذ بسادية حيوانية بعذابات الامهات ..
ومع هذا فان الجيش عندما يحرر تلك الأماكن التي كانت فيها آلاف الطيور اللاحمة والغربان السوداء من الارهابيين التي لاتأكل الا الجثث وتتباهى بعضلاتها ولحاها .. فان نسبة الأسرى من هؤلاء الغربان تكون قليلة كما ان نسبة القتلى التي يجدها الجيش قليلة بالقياس الى أعدادهم الكبيرة وبالنسبة للاعتقاد أنهم سيثبتون ويموتون ولايهربون أو يستسلمون .. ويتوقع أحدنا أن يجد مئات الجثث التي قررت ألا نمرّ الا عليها ولكن بالكاد نجد مانتوقع .. وهذا ليس بسبب براعة الانقاذ والاخلاء بل بسبب براعة الهروب والفرار .. وهذا مايتعارض مع الدعاية الاعلامية وعملية أسطرة الميول العقائدية لدى هؤلاء القتلة والترويج من أنهم لايفرون ولايهربون بل يموتون في أرضهم .. ابتغاء مرضاة الله وقبولهم بالاستشهاد ..
وقد قال لي احد المواطنين السوريين من منطقة محررة في ريف حلب انه من خلال مارأى فانه مبهور بشجاعة رجال الجيش السوري وأن مافاجأه هو أن أكثر المقاتلين جبنا هم مقاتلو جبهة النصرة بعد أن شهد هروبهم السريع قبل القتال في بلدته بمجرد سماع هدير دبابات الجيش وأزيز الطائرات .. ولايقل الدواعش عنهم جبنا ولكن قسوة تنظيم داعش على مقاتليه وعدم تردده في تصفيتهم جعلتهم أكثر بأسا وعقائدية الزامية مما أكسبهم شراسة بعكس مقاتلي النصرة .. فيما قال لي احد الضباط ان ارهابيي جبهة النصرة وداعش وغيرهم نجحوا سابقا في اقتحاماتهم عموما لأنهم لايعتمدون على القتال المباشر بل يعتمدون اساسا على مجموعة من الانتحاريين المجانين الذين يتم اعطاؤهم مهلوسات وعقاقير .. وهؤلاء هم الفئة العقائدية التي صنعت كل انجازات التنظيمات الارهابية .. والذين ماان ينفذوا عملياتهم وانغماساتهم وتتفتت أجسادهم حتى يصبح المدافعون عن الموقع من المقاتلين السوريين – وهم عادة قلّة – في وضع أقل قوة بسبب عصف التفجير والغبار والفوضى وهذا مايسهل اقتحام الغربان السوداء للموقع حتى دون قتال كبير ليلتقطوا الصور مع الاسرى أو بعد قتل الأسرى .. فمن يموت من المهاجمين هو مجموعة من 3-4 انتحاريين ولكن الباقين بكثرتهم يتقدمون الى الموقع دون قتال تقريبا .. وهذا لايعكس قوة أو باسا لأنه يعتمد على تأثير الصدمة على الخصم وليس على قوة شكيمة المهاجم .. الا أن صدى المعركة لايكون كبيرا الا بسبب مشاهد قتل الاسرى الجماعي واعدامهم بقسوة في مجازر جماعية مصورة لالقاء الصدمة في نفوس الناس وليس بسبب جسارة الارهابيين وشجاعتهم وانبهار الناس بجرأتهم ومهاراتهم القتالية .. ويلاحظ أن جبهة النصرة وداعش والجهاديين عموما بنوا هيبتهم من ترويج صور الاعدام والذبح للأسرى وتصوير الاعدامات الجماعية وعمليات الانتقام الهمجية بحق المدنيين والعسكريين في القرى والبلدات التي اقتحموها .. وهذا جزء من اسلوب الدعاية لبناء السمعة الدموية والبأس والحرب النفسية على الطريقة الصهيونية في مرحلة التمكين في فلسطين .. ولكن كل هؤلاء القبضايات من القتلة الذين يستأسدون على الأسرى والمدنيين يهربون قبل وصول مدرعات وقوات الجيش السوري الى تلك المواقع لتحريرها فلا يبقى هناك من يموت من طلاب الحور العين ولامن يبتغي وجه الله ولا التجارة معه التي لاتبور .. والهرب هو دينهم وعقيدتهم .. وهم من أجبن المقاتلين .. ومن يفشل في الهرب يقرر الصعود لاحقا في باصات خضراء ويسافر الى ادلب بدل الذهاب الى الجنة الخضراء في السماء كما يدعي .. وهذا مايفسر سهولة تحرير الجيش لعشرات القرى في أيام قليلة وكأنه في نزهة أحيانا كان الارهابيون يمضون أشهرا للاستيلاء عليها .. وهذا الهروب الجماعي لمقاتلي النصرة ايضا يفسر قلة الاسرى بينهم وقلة الجثث التي يجدها الجيش خلفهم .. بينما يثبت الجنود السوريون ويقاتلون فيؤسرون أو يستشهدون .. وقد رأينا صور الدواعش والاسلاميين وهم الأكثر شراسة حسب الدعاية النفسية وهم يرتدون ثيابا نسائية .. ويضعون الماكياجات لتخفي وجوههم وهم يهربون ..
وأما الحاجة للطيران والدعم الروسي فكانت بسبب كثافة انتشار هؤلاء الارهابيين بأعداد كبيرة على مساحات كبيرة واعتمادهم على دعم لوجستي واستطلاعي وتقني أميريكي وتركي وعلى كم هائل من العربات وسيارات الدفع الرباعي والمجنزرات والدبابات التي كانت بالآلاف والتي اشترتها لهم دول الخليج .. أ اننا كنا نواجه جيوشا مجهزة تجهيزا ممتازا .. ومافعله الطيران الروسي أنه جردهم من تفوق تقني أميريكي ومن ترسانة هائلة من السلاح والعربات ومستودعات الذخائر الكبيرة التي تم قصفها .. ولذلك صارت المواجهة وجها لوجه معهم وأحيانا بالسلاح الأبيض فتم دحرهم بسرعة .. كما أن خسائرهم الكبرى كانت عموما في عمليات الاقتحام الكثيرة المتكررة عندما يستوعب الجيش صدمة الهجمات الانتحارية وتكون المواجهة بعدها من مسافات قريبة .. حيث يتم حصادهم حصدا ويقتلون بالمئات وهم يظنون ان الانتحاريين قضوا على جنود الحامية .. ولكنهم في الدفاع جبناء جدا ويهربون بسرعة ولايصمدون .. والدليل هو معركة حلب التي كانوا فيها يملكون التفوق العددي وتفوق الوجود في حصون من الابنية والاحياء المعقدة والأنفاق مع وجود آلاف من المدنيين كدروع بشرية .. والمتابع سيلاحظ بالتأكيد كميات السلاح وترسانة الذخائر والعتاد التي يتركها هؤلاء الجبناء ويتخلون عنها وهم يهربون دون قتال بعد تقدم الجيش في كل مناطق داعش والنصرة ..
وفي ادلب يتكرر المشهد .. حتى ان الجيش السوري هناك صارت لديه معلومات أن كثيرا من القرى صارت عمليا بلا مقاتلين للنصرة وأنه يستطيع التمدد بحرية وضم عشرات القرى الى قائمة التحرير منذ الغد .. وقال أحد الضباط بأن جنود الجولاني أصابتهم حمى الرعب حتى أنهم في اية قرية أو موقع لايشبهون فعلا الا الغربان على شجرة .. ماان تسمع صوت رصاص الصيادين حتى تحدث موجة طيران جنونية لترك الشجرة خلال ثوان .. وهذا يتردد في اصوات الاستغاثات والتخوين والتشاتم .. وتوقع أن تكون عملية تحرير ادلب أسهل بكثير مما يظن الكثيرون لأن كل هذا التجمع من المقاتلين صار عبئا عقائديا على الجسم المسلح .. فهؤلاء يائسون على العموم وفقدوا ارادة القتال .. وأن سلوك المقاتلين عموما صار يميل الى الفرار والقاء السلاح حيث انكشف الجزء الجبان من شخصية الارهابي الذي كانت تغطيه دعاية البطولة الفارغة ..
الحرب كشفت أن الاعلام صنع من الجبناء مقاتلين أسطوريين وعقائديين .. ولكن الوحشية لاتصنع أبطالا .. بل ان الوحوش ذات قلوب ضعيفة جدا .. وتهتز كما أوراق الخريف أمام الرياح العاتية .. وسنرى في الأيام القليلة القادمة كيف ان أغلب مقاتلي النصرة وجيش الاسلام ليسوا مقاتلين عقائديين الى الحد الذي يتم الترويج له .. بل هم من أجبن المقاتلين وأكثرهم طراوة وهشاشة .. ولهم قلوب كقلوب الديدان ..
كيف للجبناء أن يصنعوا السياسة وان يقرروا المصائر والتاريخ؟؟ ان أكثر مايجيده الجبناء هو الهروب ولكنه يتفوق على أي ممثل في اتقان أدوار الشجاعة والبطولة أمام أسير أو جسد مسجى .. وأنه ينفخ صدره ليوحي أن صدره يضيق بقلبه الضخم .. أمام جمهور لايرى أن أصغر شيء في جسد الجبان هو قلبه الذي يختبئ في ضلوعه .. بحجم قلب الفأر ..
نعم علمتنا الحرب أن العقائدية المتوحشة هي من خصائص قلوب الجبناء الهزيلة .. وأما العقائدية الانسانية الرحيمة فهي من خصائص قلوب الشجعان والفرسان ..
======================
هذا الرابط نموذج للجبناء من أشاوس جبهة النصرة الذين يتباهون بوحشيتهم ويتصلون بسيدة حلبية ليبلغوها بأنهم قطعوا رأس ولدها ليتلذذوا بعذابها .. ولكنهم في معركة حلب فروا مثل الجرذان والفئران في شاحنات القمامة ولم يجرؤوا على القتال كالرجال ..
أما الفيديو المرفق الثاني فهو مؤثر جدا .. لمقاتل سوري يدخل مطار أبو الضهور ويتذكر رفاقه الشهداء الذين صمدوا فلايقدر على مقاومة دموعه وعبراته وهو يبحث عن اي أثر لهم .. الفرق بين عقائدية الجبناء وعقائدية الابطال .. واضح
التعليقات مغلقة.