شاعر إسرائيلي يثير عاصفة سياسية بقصيدته عن عهد التميمي
الثلاثاء 23/1/2018 م …
الأردن لعربي – أصدر وزير الجيش الإسرائيلي افيغدور ليبرمان تعليماته صباح اليوم الثلاثاء الى إذاعة الجيش الإسرائيلي بالكف عن استضافة الشاعر الإسرائيلي يونتان غيفن او اسماع أي من اشعاره على اثير الإذاعة المذكورة.
ويأتي هذا الحظر بعد ان نشر الشاعر غيفن على صفحة التواصل الاجتماعي منشورا يشبه فيه الصبية الفلسطينية عهد التميمي المشتبهة بالاعتداء على جنود إسرائيليين بالصبية اليهودية آنا فرانك التي تحولت الى اسطورة بعدما اشتهرت بمذكراتها التي دونتها في مخبأها في هولندا إبان مطاردة النازيين لليهود في سنوات الأربعين.
وصرح الوزير ليبرمان: “أصدرت تعليماتي الى قائد إذاعة الجيش بوقف بث أي اشعار او مقابلات إذاعية مع يونتان غيفن في كل برامج إذاعة الجيش”. وأضاف الوزير: “لن تمنح إسرائيل منصة لشخص سكير بأن يساوي بين فتاة قضت نحبها في المحرقة وهي مناضلة بطلة تصدت للنازية وبين عهد التميمي المشاغبة التي اعتدت على الجنود”. وتابع ليبرمان: “ان سعي غيفن لاحتلال العناوين مثير للاشمئزاز. ان المنصة الملائمة لسخافات غيفن هي محطة المنار التابعة لحزب الله”.
تجدر الإشارة الى ان قرار الوزير ليبرمان جاء في اعقاب بضعة ابيات نشرها الشاعر يونتان غيفن على حسابه على شبكة التواصل الاجتماعية “انستغرام” جاء فيها (ترجمة بتصرف):
“صبية جميلة في الـ 17 من العمر
قامت بعمل سيء،
وحين توغل جندي إسرائيلي فخور الى بيتها
صفعته على وجهه.
انها ولدت وسط هذا،
وهذه الصفعة
حملت 50 سنة احتلال واذلال،
وحين تقص حكاية النضال،
فإن عهد التميمي ذات الشعر الأحمر،
كما صفع داوود جوليات،
ستصطف الى جانب
جان دارك وحنا ساشا وآنا فرانك”.
الوزير ريغيف: لقد تخطى الخط الأحمر
من ناحيتها عقبت وزيرة الثقافة ميري ريغيف على قصيدة الشاعر يونتان غيفن، بقولها: “لقد تخطى الخط الأحمر. ان حديث يونتان غيفن المثير للغضب عن عهد التميمي على انها موازية لحنا سنش وآنا فرانك والملك داوود، لهي جزء من هلوساته”.
وخاطبت الوزيرة الشاعر فقالت: “يونتان! ان عهد التميمي ليست بريئة وليست تلك الطفلة الاجمل في الروضة، انها مشاغبة داعمة للإرهاب وهي تقبع الآن في المعتقل. انصحك بالعودة الى اشعارك والتخلي عن دورك كشاعر جُنِد لتحرير فلسطين”.
المستشار القضائي: ليبرمان ليس له صلاحية بذلك
وتعقيبا على اعلان الوزير ليبرمان، أوضح المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية افيحاي مندلبليت، ان الوزير لا يملك صلاحية قانونية للتدخل بمحتويات البث الإذاعي في محطة إذاعة الجيش الإسرائيلي”. وحسب قول مندلبليت: “ان الصلاحيات القانونية في تحديد واختيار المحتويات التي تبثها الإذاعة من نصيب المسؤولين المهنيين في الإذاعة ذاتها فقط”. الى ذلك أوضح المستشار القضائي للحكومة ان “هذا لا يعني منح أي شرعية للمحتويات المثيرة للغضب التي قيلت”.
ورفض الوزير ليبرمان موقف المستشار القضائي حول الامر ورد قائلا: “مهمتي كوزير للأمن ان أكون درعا لحماية الجنود الذين لا يستطيعون الرد على السياسيين والشخصيات العامة. انني اتصرف وفقا لقانون العقل السليم الذي يرتقي فوق كل التوجيهات البيروقراطية”.
وعقب عوفر شيلح، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “يش عتيد” على ذلك بقوله: “الشاعر يونتان غيفن شخصية ثقافية إسرائيلية، ولأنه كذلك بالذات: فج التعابير، مباشر، وأحيانا مستفز، فإنه سيحتل الذاكرة زمنا طويلا جدا بعد ان تغوص أسماء الكثيرين منا نحن السياسيين الى جوف النسيان. إذاعة إسرائيلية لن تكون متكاملة بدون قصائد واغاني يونتان غيفن، ومن غير المسموح لوزير الامن التدخل في هذا”.
لائحة اتهام ضد التميمي
يشار الى ان النيابة العسكرية الإسرائيلية تقدمت مطلع الشهر الجاري بلائحة اتهام ضد الصبية الفلسطينية عهد التميمي تنسب اليها تهمة “الاعتداء على جندي وعلى ضابط إسرائيليين” وتهمة تتعلق بخمس وقائع مختلفة “هاجمت خلالها من يخدمون في صفوف الجيش الإسرائيلي والقت باتجاههم الحجارة وهددتهم واعاقت عمل قوات الامن وشاركت في الاعمال المخلة بالنظام وحرضت الآخرين على المشاركة في ذلك”، وفقا للائحة الاتهام التي اودعتها النيابة في المحكمة. وقد مددت المحكمة العسكرية مدة اعتقال الصبية عهد التميمي حتى الانتهاء من الإجراءات القضائية في ملفها.
كما تقدمت النيابة العسكرية الإسرائيلية بلائحة اتهام ضد والدتها، ناريمان تميمي، تنسب اليها “التورط في حادث الاعتداء على الجندي والضابط الإسرائيليين والمشاركة مع ابنتها في واقعة يوم الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2017 والتحريض عبر فيسبوك على القيام بعمليات عدائية”، وفقا للائحة الاتهام التي اودعتها النيابة لدى المحكمة العسكرية الإسرائيلية.
اوري افنيري يشبه عهد التميمي بجان دارك
يذكر ان هذه ليست الحالة الأولى التي يجرؤ أحد الكتاب او الشعراء بربط اسم عهد التميمي بأسماء فتيات اشتهرن عبر التاريخ في التصدي لجيش أجنبي. فقد ربط الكاتب الصحفي اليساري المعروف اوري افنيري في مقال نشرته صحيفة هآرتس الشهر الماضي بين الصبية عهد التميمي وبين المناضلة الفرنسية جان دارك التي تحولت الى قديسة بفضل مشاركتها في حرب المائة عام بين فرنسا وانجلترا في القرن الخامس عشر ضمن صفوف الجيش الفرنسي.
التعليقات مغلقة.