إطمئنوا ..الأمور تسير حسب المخطط المرسوم / أسعد العزوني

 

أسعد العزوني ( الأردن ) الإثنين 20/4/2015 م …

 نحن العرب العاربة والمستعربة  على حد سواء ، أصبحنا  منذ أربع سنوات ونيف في وضع لا نحسد عليه ، ودخلنا نفقا مظلما  جرى  تحضيره لنا ، و تهيئتنا له ، منذ ماية عام ، بعد أن قبلنا بالتشظي إلى دول قطرية “بضم القاف “، لم تتعد مرتبة  المزارع الفاشلة وإن كبر بعضها ، ومع ذلك إرتضينا بالتشظي وفرحنا به ، ولم ندرك مدى ضآلة وزننا النوعي ، ومدى   إستغلال العام لنا  ، ضعفاء ، هنّا على أنفسنا ، فهنّا على الآخرين  الموحدين  ، وها نحن الآن نندب حظنا العاثر ، ونلقي اللوم على الآخرين ،ونعلق  أخطاءنا وأوساخنا على شماعات الآخرين ، ونستعين  بالرداحين الذين تربوا على الدجل والنفاق والإنتهازية والمتاجرة  بالمباديء و”القلب” المستمر في المواقف حسب الدفع بعد الرفع أو قبله لا فرق .

إكتملت اللعبة  وبتنا في عين العاصفة  التي لن تبقي ولن تذر ، وسنصبح ربما بنهاية العام 2017 المقبل 56 مزرعة  بعد أن كنا 22 ، ملّ حتى البؤس منا  ، وضج العالم من وضعنا وإستغرب الجميع  من ضعفنا إلى درجة أن بضعة ملايين من يهود بحر الخزر أسسوا لهم “مستعمرة ” أسموها إسرائيل، وطحشوا فينا  ووضعوا بصمتهم  على أقفيتنا  مزرعة بعد مزرعة ، وهذا ما كنا نسمعه  من الأصدقاء الأجانب بعد هزيمة  حزيران 1967 ،  والتي أدت إلى إنقلاب أصدقائناعلينا  وتوجههم ناحية “مستعمرة “إسرائيل “، لأن أحدا لا يحب الضعيف الذي يقبل على نفسه المذلة والمهانة، وأتحدى  أي صاحب مزرعة أن يقول أنه خال من  بصمة “مستعمرة ” إسرائيل ، التي باتت تطوقنا  ، بل  تلتف علينا  بنسج علاقات مريبة مع  دول الطوق الإسلامية غير العربية ، وها هي تتربع نوويا في أعالي النيل  وفي “دولة “جنوب السودان   وكردستان العراق ، وستحقق أهدافها لا حقا بالعبث في نهر النيل.

ها  هما جبهتا سيناء والجولان  تشتعلان  نارا   نستطيع وصفها بالسرمدية ، ولكن هاتين الجبهتين مع الأسف الشديد ، لم تشتعلا مقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي ، بل أريد لهما إشتعالا  من نوع الحرب الأهلية ضمن مخطط مشروع الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد لا فرق  ،والذي جاء تنظيم الخوارج الجدد “داعش ” ليقوم بدور السمسار له .

هذا الداعش الداشع  يحير السذج بظهوره المفاجيء وإنسيابه العفريتي من العراق  إلى سوريا إلى سيناء وليبيا  فاليمن  ، وسيأتي يوم نسمع أنه وصل الصين للعبث فيها وفقا للمخطط الأمريكي  ، وتمهيدا للعبث الأمريكي في ذلك الإقليم ، لكنه أبدا لن يتحرك ناحية فلسطين ، وهناك أسئلة عديدة تطحن في الرأس ، وليس شرطا أنني لا أعرف الإجابة ، ومنها : كيف ظهر هذا التنظيم المتوحش ؟ولماذا ؟ولماذا  إنطلق في العراق وسوريا قلب الهلال الخصيب ؟ ومن يدعمه ؟ ولماذا  يتمدد رغم أن هناك تحالفا دوليا ستينيا “يحاربه “أو هكذا يفترض ، ومع ذلك  ، فإنه يبدو مثل “السحلية ” التي تبني أعضاءها المقطوعة فورا ، إذ أنه بالأمس  أعاد السيطرة على نصف مصفاة بيجي  ويتمدد في العراق رغم أنهم يشنون عليه حربا شعواء !!!؟؟؟.

الحال ذاته ينطلق على عاصفة الحزم  التي تضم عشر دول  ومع ذلك  نرى الحوثيين يتمددون وكأن الطائرات العربية ، “ترش “  وتغدق عليهم بروح الحياة ، لأنهم وكما تقول الأخبار باتوا يجابهون الجيش السعودي على الحدود اليمنية –السعودية .

أنا شخصيا  أتمنى  لو أن  تحالف  الستين  ضد داعش  كان من أجل فلسطين وأهلها ، وأن يكون تحالف العشر دول  في عاصفة الحزم  ،ضد  إسرائيل ومن أجل فلسطين ، حتى أكون أول المتطوعين فيهما ، لكن ما يجري ، هو إنحراف للبوصلة العربية وحتى الإسلامية ، ومعروف أن العرب تنبهوا إلى الخطر “السوفييتي” في تورا –بورا بأفغانستان  ورأينا الإمكانيات  بأشكالها في الوقت الذي كان الصمت العربي- الإسلامي تجاه فلسطين والأقصى سيد الأحكام والمواقف ، كما أنهم  حاليا  تنبهوا  إلى خطر الحوثي في صعدة ، مع أنهم لم يتنبهوا إلى الخطر الصهيوني في فلسطين ، وها هو الأقصى  قيد الإنهيار والتهويد ولا أحد يحرك ساكنا ، بل أن العرب العاربة  والمستعربة  على حد سواء صالحوا  إسرائيل  وتحالفوا معها  ، فأي عرب نحن ؟

نحن هذه الأيام   نشهد توريطا  خطيرا للمحروسة مصر ، وبدأ ذلك منذ الإنقلاب  السياسي الذي نفذه السادات المقبور  ، وعمقه  مبارك المخلوع ، وها هو السيسي يضع المحروسة على عتبة التشظي من خلال توريط  جيش المحروسة  مصر في سيناء وليبيا واليمن ، علما أننا كنا نسمع بعد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أن مصر تعبت من الحروب .

كما أننا نشهد توريطا للسعودية  وهي القوة العربية المؤثرة الثانية  وتتسم  بالقوة السياسية والمالية والدينية  ، ولكن عاصفة الحزم ، ستعيد تقييم الأمور ، وتضعنا في وضع لا نحسد عليه ، لكن  هذه هي طبيعة الأشياء والطبيعة تكره الفراغ ، ونحن كما قلت قبلنا  ألا يكون لنا وزن  وأثر وتأثير ، وقلبنا المفاهيم ، وأولها مصادقة الأعداء ومعاداة الأصدقاء.

بعد تورا –بورا  وصعدة ، سيكون   التركيز العربي على العربالأحواز في إيران وكأننا نكتشفهم للمرة الأولى  ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على قصور في تفكيرنا.

لذلك أقول وأكرر : إطمئنوا  ..فإن الأمور تسير على ما يرام ووفق المخطط المرسوم ، لأن أبناء وزوجات اليهوديات يقومون بدورهم خير قيام ، وامجاد يا عرب امجاد

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.