عفرين ثلاثة بواحد.. سورية تحترف صناعة النصر .. بقلم هيئة تحرير التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
الخميس 2018/1/25
الأردن العربي –
عفرين ثلاثة بواحد.. سورية تحترف صناعة النصر
بقلم هيئة تحرير التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
عمان ، 25 ك2 ، الأردن العربي (خاص )
تورطت تركيا في سورية بوهم أن تستخدمها كمنصة للاقليمية والعالمية باستعادة العثمانية وتجديد شبابها بعد أن كانت رميماً…
تعاقد اردوغان مع امريكا لتجديد مشروعها بعد هزائمها في لبنان وغزة والعراق وكابول… اعلن نفسه وكيلها في إقامة الشرق الاوسط الجديد، فحاولت امريكا عبر حزب العدالة والتنمية تقديم ما سمّته الاسلام المعتدل والمعجزة الاقتصادية وتحويل تركيا من ساحةٍ الى فاعلٍ وقاعدة.
ناور اردوغان وأتقن دوره، واحتوى جماعات الاسلام السياسي والمسلح، واحتضن القاعدة، وأعدّ مع الـ”سي آي إيه” جيشه العثماني من التركمان والانغوش والقوقازين والشيشان… قاد حركة الاخوان المسلمين للتحالف مع امريكا وإسرائيل، وانقلب على سورية بعد أن صادقته وأعلت من شأنه واطلقت يده في العرب والاقليم وكاد أن يصير زعيماً… فتوهم بـ”الربيع العربي” وافترض أن شروط هيمنته باتت بين يديه!
شكّلت تركيا الخنجر المسموم في ظهر سورية والعرب، واستقدمت مئات الالاف من المسلحين ودربتهم وسلّحتهم وزجّتهم في سورية بالتحالف مع (قطر – السعودية – إسرائيل) والكلّ يعمل بأوامر الامريكي ولخدمته…
اخفق اردوغان وجيشه العثماني في ريف اللاذقية، واعتذر من بوتين، واضطر لتفكيك المسلحين في حلب التي سقطت بيسرٍ وسرعةٍ، وبدأت سورية وحلفها والروسيّ هجوماً استرتيجياً كسر ظهر داعش واسقط المشروع الامريكي للتقسيم وبناء جدار يفصل دمشق عن طهران… وعندما جاء زمن ادلب، بدأ الهجوم الشامل، فذُعِر أردوغان وهوَّل واستدعى السفيرين الروسي والإيراني، وزجّ بمسلّحيه للدفاع عن النصرة في ادلب..
أبلغه الايراني والروسي بأن مغامرته حمقاء ودونها حربٌ كبرى، ولن يسمح له بالتشاطر، فإدلب حُسِم قرارها وعليه أن يساعد بتحريرها أو ينقلب على التفاهمات ويدفع أثماناً باهظة…
حسبها اردوغان، فطلب ما يحفظ ماء وجهه بإعطائه فرصة أن يجرِّب بعفرين، والتزم بسحب المسلّحين الموالين له من ادلب وزجّهم بقتال الكرد… فأُعطي الضوء الاخضر ما دام قادة الكرد يعيشون وهم التحالف مع امريكا وانها ستدافع عنهم في وجه الهجوم التركي….
بدأت معركة عفرين، وزجّ بالمسلحين فيها، والمعركة معقّدة وصعبة ومكلفة، بينما تتساقط مواقع المسلحين في ادلب بيد الجيش السوري وحلفائه بسهولة وسرعة كما جرى الاتفاق.
وبينما الجيش وحلفاؤه يحققون مكاسب ميدانية ويعتزمون تحرير ادلب سريعا، تتعقد عملية اردوغان في عفرين، وتتصاعد خلافاته مع امريكا والاتحاد الأوروبي، وبين الكرد والقوات الامريكية، ويدفع المسلحون الموالون لتركيا الخسائر بالجملة وفي الميدان.
معركة عفرين تستنزف الكرد والمسلحين الموالين لتركيا وامريكا، وتربك المشروع الأمريكي، بينما تتقن سورية الافادة والاستثمار بتناقضات الأعداء…
عفرين ثلاثة بواحد لصالح سورية وحلفها!
بعد ان أُخِذَت حلب من بين يدي اردوغان، وكان ينام على انه سيبقى في ادلب، وجرى تجميع مسلّحي المصالحات فيها، جاء دورها وتتساقط، وكذا ستكون الحال بعد حين في عفرين والشريط الذي يريده أردوغان…
ولّى زمن العثمانية قديمها وجديدها، ولن تعود لو بلع اردوغان البحار الخمسة!
التعليقات مغلقة.