أمريكا وتركيا… من لا يملك يعطي من لا حق له! بقام هيئة تحرير التجمع العري والإسلامي لدعم خيار المقاوة

الجمعة 26/1/2018




الاردن العربي –

هكذا تكرر القوى الاستعمارية نفسها في أزمنة مختلفة ولا تعير اهتماما لمقولة ان التاريخ يعيد نفسه بصورة هزلية وماساوية..

أمريكا تمنح موافقة لتركيا لتقيم حزاماً أمنياً في شمال سورية بعمق 30 كم… يعيدنا الامر الى عام 1917 ووعد بلفور الانكليزي للصهاينة، لكن في 2018 للعثمانيين!

بعد مائة عام تقلّد امريكا العجوز المتصابية التي اهتز عرشها وانهارت هيمنتها المتفرّدة والمتعجرفة على النظام العالمي من بوابة هزيمتها في الحروب مع سورية، تعيد تكرار مسلك بريطانيا ايضا مع سورية في محاولة اقتطاع شمالها كما تم اقتطاع غربها الجنوبي –

فلسطين-. لكن الزمن تغير ومرت مائة سنة، فلا الزمن زمن الاقتطاعات والهبات الامبريالية من حساب الامم والشعوب، ولا سورية وحلفها هم في زمن الانتدابات، ولا هي في زمن نهاية الحرب العالمية الاولى وسقوط السلطنة العثمانية وتقاسم مناطقها بين المنتصرين.

فالجاري هو زمن سورية وحلفها المقاوم وحليفها الاستراتيجي روسيا، القوة العالمية الصاعدة من منصة سورية وصمودها وانتصارها في الحرب العالمية العظمى التي تخوضها باقتدار وتمكّن.

إذاً، الواهب مختلف والمعطى له مختلف ومن يجري التآمر عليه في وضعية المنتصر والصانع المؤثر في اعادة تشكيل الاقليم والعالم نظماً وجغرافيا واوزان.

في ميزان الواقع ومجرياته، لا امريكا قادرة ولا هي مقرّرة في العطاءات، وليست تركيا قادرة على امتلاك ما اعطاها الامريكي من حساب غيره!

العطاء الامريكي هو (شك) بلا رصيد وليس من بنك قادر على صرفه، فالمفلس لا يعطي الا شيكات ورقية بلا قيمة… والمعطى له غير قادر على إلزام العاطي، ولا قادر على اخذ وعده من حساب غيره..

إذاً، هو عطاء فارغ اعلامي في حملة دبلوماسية، او هو وعد الواهم للموهوم…

الشمال السوري ومستقبله يقرّره الجيش العربي السوري وحلفه وحده دون شريك… والحروب العظمى العالمية تتقرر نتائجها كحقائق في ختامها وبناتج حاصل الانتصارات في معاركها وليس في الوعود الخلّبية والعطاءات الهوائية الإعلامية..

والحق يقال، ان توريط تركيا في اعزاز ومن ثم في عفرين من شأن مساراتها ونتائجها تصحيح خلل العطاء الفرنسي لكمال اتاتورك في انطاكيا ولواء اسكندرون السليب، وعلى ذات السياق توقيع ترامب قرار اعطاء القدس وفلسطين للكيان جاء في زمن مختلف فالشعب الفلسطيني ينتفض والمقاومة يدها على الزناد وعزيمتها تحرير القدس وستفعلها.

للحروب الكبرى والعالمية وللحرب العالمية العظمى التي خاضتها سورية وحلفها ان تغير الخرائط والنظم في العرب والاقليم والعالم ومن العقل ان نلتقط مؤشراتٍ وارهاصاتٍ تدلنا على اكتشاف سيناريوهات المستقبل التي تفيدنا بأن اقل المتوقع سيكون تكبير جغرافية سورية لا تصغيرها باستعادتها لما اقتطع منها وفي المقدمة شمالا وجنوبا والاتي من الزمن القريب سيشهد…

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.