رسالة الى السيد حيدر العبادي / كاظم نوري الربيعي

نتيجة بحث الصور عن رسالة  الى السيد  حيدر العبادي

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 27/1/2018 م …




بداية   اتمنى ان تصل هذه الرسالة الى ”  السيد العبادي” اذا كان هناك من ينقل له  الحقائق او انه يتابع  بنفسه  كما يتابع الرؤساء ليس الهدف من ورائها مكسبا او امتيازات او من منطلق ” النفاق ” المستشري  في العراق  او تحقيق هدف  ما مثلما يفعل الاخرون من الذين ينتفعون من الماساة العراقية منذ  الغزو و الاحتلال وحتى يومنا الحاضر

لكن هدفنا هو وضع الامور في نصابها لاننا من المتابعين بل   المطلعين  على الشان  العراقي  بحكم الاختصاص كيف  لا  ونحن نتابع  وبدقة تفاصيل الامور لما يجري في  العراق منذ  ذلك الوقت  الذي  سبق  غزوه واحتلاله عام 2003 وحتى وقتنا الحاضر.

كان بالامكان  الحصول  على مكسب  او ان   نكون في موقع متقدم في سلطة تحكم  البلاد منذ  الاحتلال  الامريكي   لكن  لله الحمد  لن يدور  ذلك  في بالنا  ولن يحصل  لاننا لسنا  من المهرولين وراء دبابات  المستعمر ونعد ذلك  مكسبا  مشرفا   والا لاصبحنا  في عداد الذين يتعرضون   للنقد اللاذع  بل ” للشتم”  يوميا  من قبل العراقيين خاصة وان النماذج التي تسيدت المشهد السياسي بكل صنوفها  وقعت في المصيدة سواء كانت تخطط لذلك او انها  ارتكبت خطا  مقصودا  كان بالامكان تجاوزه والتنصل من المسؤولية  في السلطة  طيلة هذه السنوات التي اعقبت الغزو وهم يرون الكارثة باعينهم لكنهم  يغضون الطرف   ويصرفون النظر عنها وبقى  العراق كما ترون يراوح في مكانه  على كافة الاصعدة رغم مرور اكثر من عقد من السنين  هدرت خلالها ” المليارات ” وسرقت اضعاف  ذلك  دون  ان يخضع ” نفر واحد”  للمحاسبة .

دعيت كما دعي غيري  في  الاعوام التي سبقت  الغزو و الاحتلال  الى  عاصمة اوربية  شرقية  لتسلم موقع اعلامي  في مؤسسة اعلامية تم تاسيسها  قبل الغزو  قيل انها موجهة ضد النظام الحاكم انذاك   اكتشفت عند تلبية الزيارة  ان ”  جهاز الاستخبارات الامريكية ” يديرها   لكني اخترت الطريق الذي  كنت مؤمنا به الا وهو ان” طاطاة الراس  للاجنبي تعني” الذل والمهانة” وفقدان الكرامة والرضوخ لمشيئة المحتل وهو ما نلمسه اليوم  فرفضت في حينها كل الامتيازات التي   حاولوا تقديمها لي بما في ”  ذلك   ”   حتى  لعائلتي  الى جانب امتيازات ” مالية ” اخرى”  لايستهان بها  دفعت بالكثيرين غيري  للاستجابة .. .

كان بالامكان ان  اوافق ” كمعارض ” للنظام السايق  لكتي شعرت منذ تلك اللحظة ان ” هؤلاء” الذين يسعون الى اسقاط نظام صدام هدفهم هو تدمير العراق وليس  تحريره  اضافة الى  نهب ثرواته وتجنيد ” المرتزقة ” من اجل استباحته وليس اشاعة الديمقراطية التي يتغنى بها البعض وهو ما نلمسه الان  من ” تزوير للحقائق وقتل  وتدمير وتجويع .

والى كل من شهد الحملة العسكرية ضد العراق عام 2003 بهدف احنلاله بامكانه ان يلاحظ عملية التدمير الممنهج للبلاد والا ما علاقة تدمير   الجسور في بغداد  مثلا باسقاط نظام صدام   او قصف محطات الطاقة  او حتى حل الجيش العراقي المهني ولا اعني ” حرس النظام السابق وقواته الخاصة  .

السيد العبادي منذ الغزو  والاحتلال وانت تحتل مواقع متقدمة في السلطة الحالية وان الحزب الذي تنتمي اليه ارتضى بالعملية السياسية”  المشوهه ” التي رتبها  ووضع اسسها  ودستورها المحتل وكان من نتائجها ما يعانيه العراقيون اليوم.

وكان مجيئك الى رئاسة الحكومة بارقة امل هكذا اعتقد  البعض  لانقاذ العراق كما كان  يتصور  الكثيرون نظرا  لما  لحق بالعراق من اثار كارثية قبل ذلك سواء في عهد ” علاوي” الذي اختاره المحتل كرئيس للحكومة وهو الذي لازال يتبجح بانه اختير من قبل ” مجلس الحكم” وحتى لو كان كذلك فان من اختار  مجلس االحكم هو المحتل  ذاته وليس الشعب العراقي

نسجل لك  ما تحقق من هزيمة للارهاب  هزيمة لم تكتمل بعد  لكننا لاننس دور الشعب العراقي ” والحشد الشعبي ” والقوات  العسكرية والامنية  والتضحيات التي قدموها ” جيش وشرطة” في تلك الحرب مثلما نسجل ل  اسلافك ما عاناه  الوطن من  كوارث سواء في عهد الجعفري او المالكي” دون ان يخضعا للمساءلة  او ان  يمسهما ” قانون او فقرة من  دستور .

منذ فترة طويلة  ونحن نسمع  وانت تردد وبلسانك عبارات  عن ” محاربة الفساد” ومحاسبة الفاسدين ووصل الحال ان تربط  ممارساتهم  ب” الارهاب”   ولانعتقد انك تحتاج الى دليل على ” فساد هذا التجمع ” او ذاك ولانقول ” الحزب” لان ما نشهده في العراق هو مجرد ” تقاسم نفوذ ” ومحاصصة”  بين جماعات تستحوذ على مقدرات البلد وهو اشبه باسلوب ” المافيات”.

ترد بين فترة واخرى اخبار مفادها ان السلطات المعنية ضبطت” شخصا ” متلبسا ب رشوة او شيئ من هذا القبيل وحكم عليه بالسحن وهي اخبار مثيرة للضحك حقا فهل تحتاج   وانت رئيسا للحكومة وكنت تتبؤا مناصب مختلفة في السلطة منذ الغزو والاحتلال وكونك عضو  متقدم في  حزب ” الدعوة” الى دلائل جديدة عن  حيتان النهب والسرقة  من الذين يهيمنون على مناطق العراق في الجادرية والمسبح والكرادة و مطار المثنى وشارع الزيتون في الحارثية  وكل منطقة مهمة في  محافظات  العراق  التي تحولت الى  مقاطعات  لهذا  التجمع او لتلك الجهة  في البلاد؟؟

ان اكثر ما يثير غضبنا وسخريتنا اننا نسمع من ” الاعلام العراقي  المتخلف”  ان موظفا مرتشيا في مؤسسة من مؤسسات الحكومة تم اعتقاله  وايداعه السجن لتقاضيه ” ميلغا من المال” بينما حيتان السلطة التي   تشطت كما   تتشظى الطحالب استعدادا لللانتحابات  المهزلة القادمة تتلاعب على هواها باموال وثروات  العراقيين سواء في جنوب  العراق او شماله وحتى غرب البلاد؟؟

لاندري السيد العبادي اذا كنت جادا بالتخلص من هذه الحيتان ام لا؟ لان كل المؤشرات تدلل ان خطاباتك واحاديثك الحماسية التي تتسم برفع الايدي هي للاستهلاك المحلي خاصة وان هناك  مسالة هامة تتعلق ب” وجود المحتل الامريكي وغيره ” الذي يصر على البقاء تحت حجج وذرائع كاذبة لكننا لم  نلمس عملا جديا  يصب في التصدي لهؤلاء الذين يريدون ان يفرضوا اجنداتهم على  العراق تحت ذرائع واهية لكننا نسمع بالمقابل  وهو  ما يثير  الشبهات انكم وافقتم على ان تدرب قوات من ” حلف ناتو العدواني” الوحدات  العراقية.

فهل   العراق يحتاج الى  ذلك  ايها السيد العبادي وانت تعلم ان العراقيين هم من كان يشرف على تدريب قوات دول عربية وان الكثير من عسكرييها تعلموا ودرسوا في الاكاديميات العسكرية  العراقية ام ان في ذلك اتاحة الفرصة لبقاء ” قوات امريكية” تحت هذه الذريعة خاصة وان واشنطن التي تتحدث عن مستشارين تكذب كعادتها وان حبل كذبها اقصر من ” شوارب” اولئك الذين باعوا كل شيئ وارتضوا  التمترس  في المنطقة الخضراء  بهدف الاثراء على حساب عوز وفاقة  العراقيين؟؟

محاربة الفساد  والفاسدين لاتحتاج الى ” خطابات” او تهديد ووعيد  فالموضوع واضح وضوح الشمس وان اللصوص والسراق يحتمون بالمنطقة ” الخضراء” وان الاموال المسروقة  تتكدس في بنوك ومصارف  دول الجوار ودول الغرب والولايات المتحدة  لكن احدا لا يجرؤ على  المساس بهم  او ان يطالب تلك الدول  باستعادة الاموال المسروقة  او الذين سرقوها من الذين  يعيشون حياة ترف وبذخ في عوصم تلك الدول او يحتمون  في منطقة شمال  العراق  التي سوف تبقى ” السكين في الخاصرة  العراقية  .

وبدلا من  ذلك تلجاؤون الى الاستقطاعات من رواتب الموظفين او المتقاعدين او فرض بعص الرسوم على المواطنين للتغطية على  التدهور الاقتصادي والمالي الناجم عن تلك السرقات المليارية؟؟؟

فهل انتم  بصدد وضع حد لهذا الاستخفاف ب” العراق ” وثرواته ومواطنيه من  قبل ساسة الصدفة” من الحيتان”   الذين استباحوا البلاد  ام انتم بانتظار من  يعلق الجرس ” في   رقبة القط لانكم تخشون المغامرة ؟؟”

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.