الشأن المعرفي و ضرورة العناية به / حسن حمزة العبيدي
حسن حمزة العبيدي ( السبت ) 27/1/2018 م …
تتعدد شؤون الحياة لكل فرد من أفراد المجتمع و لكنها لا تعدو أن تكون من جنس واحد و مصدر واحد و مهما اختلفت و تباينت فيما بينها فتبقى تدور في محيط و محور واحد بل لا يمكنها الاستغناء عنه بغيره بل و يملك حق السيادة على البقية الآخرين إلا وهو الشأن المعرفي الذي يُعد بحق سيد الشؤون الحياتية للإنسان و الأساس الذي تنحدر منه بقية الدوائر لتلك الشؤون ، فالشأن المعرفي هو مصدر الهام و أساس ركيزة حياتية يتمتع بها كل فرد على وجه المعمورة ، ففي نظرة خاطفة على ما وصلت إليه البشرية في العصر الحديث من تقدم كبير و ازدهار عظيم و أفق واسع المجال و تكنولوجيا متطورة و أساليب حديثة لم يشهدها المألوف كلها بفضل العلم و المعرفة المنفتح على رحاب تلك الآفاق الواسعة بما قدم لها من دعم لوجستي و نظريات علمية ساهمت و بشكل كبير في تقدم عجلتها إلى الأمام و بمديات واسعة قد فاقت كل التصورات و جميع الاحتمالات التي كانت و لا تزال تراود فكر الإنسان و مخيلته ، ومن هنا نستطيع القول أنه لا غنى للإنسان عن الشأن المعرفي ، فشؤون الحياة لا يمكن أن تسير وفق ما مرسوم لها و بالشكل الصحيح مالم يكن هناك أسس و قوانين نظرية و علمية تضع أمامها خط مسارها الصحيح و الذي يضمن لها بلوغ مآربها التي رسمتها لها السماء تماشياً مع نظامها الدقيق فتكون حينها في مأمن من الانزلاق بدهاليز العتمة للجهل و الانحطاط الأخلاقي ، فالشأن المعرفي من ضرورات الحياة المستقرة و البعيدة عن الانزواء و الاعتكاف الذي لا طائل منه فباتت المعرفة و دائرتها من ضروريات كل شيء يرتبط كلياً بواقع الإنسان فالشأن المعرفي بات يشكل عصب الحياة و جوهرها الثمين فقد أصبح واجباً نبيلاً و هدفاً أسمى قبل أن يكون شرعياً و قانونياً ، وحتمية ممارسة نشاطه المتنوع وفي مختلف العلوم الفكرية والأدبية والثقافية والفنية يتطلب منا الغوص في أعماق العلوم المرتبطة بحياة الإنسان وخاصة العلوم التاريخية والعقدية، مادام هذا الشأن المعرفي يولد من رحم العلم ، حتى نكون على دراية في معرفة الجذور التاريخية والعقدية والفكرية للتكفير التي أسس لها راعي التكفير الأول أئمة و قادة الدواعش الارهابين وواضع حجر الأساس لمدرسة التطرف الفكري المعاند، الذي صار القضية الحياتية اليومية الرئيسية في تفكير مجتمعاتنا المعاصرة التي تضررت بمحتوى الأفكار المنحرفة التي تبنت أدلتها عصابات الخوارج المارقة لتصبح قضية اجتماعية تؤثر في طبقات الناس على اختلاف توجهاتها لارتباطها الوثيق بالظروف التاريخية والدينية والاجتماعية والسياسية وحتى نقطع أمل داعش و أذنابها وعصاباتها الإجرامية في تمدد فكرها الضال صار لزاماً علينا الاهتمام بالشأن المعرفي واجبًا إنسانيًا وضرورة حتمية
بقلم // الكاتب حسن حمزة العبيدي
التعليقات مغلقة.