بتة الشيطان

 

خالد الناهي




الأردن العري ، 27 ك2

 نبته يعرفها اغلب الفلاحين، وطبيعة هذه النبتة انها تنمومع الزرع، وتبدو ضعيفة في بادئ الأمر، ومن ثم تنتشر انتشاراً واسعاً ، لدرجة انها تفتك بالزرع الذي نمت معه، وتنتقل مع الماء او الهواء.

وبطبيعة الحال هي في العادة تستفحل في بستان الفلاح الكسول والمهمل، الذي لا يعتني في ارضه، بالرغم من ان علاج هذا النبات في البداية، امر سهل جداً.

ان العلاقة طردية بين الفلاح الكسول ونبتة الشيطان، تشبه الى حد كبير ما يجري من علاقة بين الشعب العراقي، وبعض المتطفلين على الساحة العراقية، حيث  يجعل هولاء المتطفلين انفسهم حريصين على الشعب وحقوقه، من خلال كلام انشائي يستهويه الشعب، ويدغدغ افكاره واحلامه في التغيير، او من خلال مبادرات يدرك قائلها بأنها غير منطقية او واقعية لكن لها رواج وقبول في الشارع .

فيبدون مساكين ضعفاء، فتارة يتحدثون بالمدنية، واخرى بالتحضر، ومرة ثالثة بفصل الدين عن السياسة، والأهم من ذلك انهم يحاولون ان يوحون للشعب انهم فقط من يستحقون ان يمثلونهم .
فقاموا بضرب جميع المتدينين، من خلال شعارات سوّقت الى الشعب في لحظة ضعف وغضب من مجمل العملية السياسية، فتقبلها الشارع ؛ القبول الحسن مثل شعار ( بأسم الدين باگونة الحرامية( 

ثم عادوا الينا بشعار ( كلهم حرامية ) وبعدها حمّلوا المرجعية كل الأخطاء التي حصلت في العملية السياسية. 

ان تكاسل الشعب، وعدم رغبته بتحمل مسؤولياته، من خلال البحث عن الحقائق، والأعتماد على استسقاء المعلومة من خلال وسائل التواصل الأجتماعي فقط، والذي تعتبر البيئة المناسبة والمكان المثالي لنمو وامتداد الطفيليات، جعلت الأمر يسير لنمو وتوسع هؤلاء، فأخذ صوتهم يعلوا ، وها هي طبولهم تقرع بصوت عال، واصواتهم النشاز اخذ الجميع يسمعها، والأنكى من ذلك أن جمهوراً واسعاً عند سماع هذه الأصوات أحذ بالتناغم معها والطرب لها، وكأنه يستمع الى المطربة ام كلثوم، وهي تغني ( خذني بحنانك خذني ) فيعيش لحظة أحلام وردية،فيتشبث بما يسمع، جاعلاً منها المنقذ الوحيد. 

لكن حقيقة الأمر ان هذه (الكائنات) متى ما تسلطت واستقوت، تحولت الى تلك القوى التي تحطم كل شيء يقف بطريقها ، فيا أيها العراقيين احذروا نبت الشيطان.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.