الثورة اليمنية …. ستنتصر / د.أحمد فاخر
د.أحمد فاخر* ( الأردن ) الأربعاء 22/4/2015 م …
*عضو الأمانة العامة لحركة اليسار الإجتماعي الأردني
لم يستطع التحالف الصهيوني الأمريكي وأتباعه من الرجعية العربية أن يحتمل انتصار الثورة اليمنية على قوى الرجعية المسيطرة، فبادر إلى شن عدوان وحشي على الشعب اليمني تحت حجج الحفاظ على شرعية وهمية
لم يستطع التحالف الصهيوني الأمريكي وأتباعه من الرجعية العربية أن يحتمل انتصار الثورة اليمنية على قوى الرجعية المسيطرة، فبادر إلى شن عدوان وحشي على الشعب اليمني تحت حجج الحفاظ على شرعية وهمية أسقطتها قوى الثورة الشعبية المندفعة لتحقيق طموحات وآمال الشعب اليمني بدولة مستقلة عمادها انتصار قيم العدالة والتحرر والتنمية الاقتصادية لشعب فقير بائس بقي طويلا رهناً لإرادة آل سعود في فرض سياسات التخلف والإفقار والتجهيل وأنفقت الكثير في سبيل إبقاء الشعب اليمني يرزح تحت نير هذه السياسات.
لم يُعهد في السياسات “السعودية” السابقة استخدام القوة العسكرية في تنفيذ السياسات القهرية المعادية للشعوب بل كانت تلجأ إلى وسائل المؤمرات والدسائس عبر صرف الأموال في شراء الذمم والنفوس لفرض سياساتها المرتبطة بالدوائر الاستعمارية والصهيونية واستعملت الأموال الطائلة المتوفرة من استغلال ثروات شعب الجزيرة العربية في تنفيذ هذه المؤامرات ليس على حركات التحرر العربية فقط بل على حركات التحرر العالمية قاطبةً.
لابد هنا من التفكير في الأمر الذي دفع النظام “السعودي” إلى هذا الجنون المطلق بالعدوان العسكري الوحشي على الشعب اليمني ،والأسباب الحقيقية لهذا العدوان و التغيير في نهج آل سعود السياسي السابق، يبدو واضحاً هنا أن “السعودية” قد أحست بتعاظم إمكانياتها ودورها وتصورت واهمةً أنها قد أصبحت شريكاً صغيراً للدوائر الإمبريالية والرأسمالية العالمية لها الحق في مساحة من الحرية تخدم بها هذه المصالح دون أن تدرك أنها تورطت بحرب لا يمكن أن تكسبها ضد إرادة شعب طامح بالانعتاق نحومستقبل آخر غير الذي رُسم له من قبل الدوائر الإمبريالية وأدواتها الرجعية، ويبدو أيضاً أن هذا الورطة التي تتخبط بها “السعودية” اراحت بعض الدوائر الامبريالية والتي لا يمكن أن تقبل شريكاً أحمقاً غير مسؤول وغير قابل للإصلاح مهما تعرض لضغوط من هذه الدوائر الاستعمارية لتطوير هذا النظام ضمن رؤى هذه القوى بإطلاق مساحة شكلية من الحريات الفردية والاجتماعية والسياسية والتي يصم هذا النظام آذنيه عن الاستماع لها أو الخضوع لتلك الضغوط ،فلا بد من تعريضه لصدمة عنيفة قد تزيله أو تدفعه لتقديم تنازلات يمكن أن تخفف من وطأة الضغوط الدولية على الولايات المتحدة الأمريكية الحاضن الرئيسي لهذا النظام عبر تاريخه.
وقد ساعد في الحماس لفكرة توريط “السعودية” في حرب خاسرة سلفاً، موقف آل سعود و سياستهم النفطية والتي آذت مصالح الولايات المتحدة والشركات النفطية الكبرى والقضاء على الاستثمارات النفطية الضخمة في حقل الزيت الصخري خلال الحرب الاقتصادية التي شنتها “السعودية” للسيطرة والحفاظ على حصتها في أسواق النفط.
كانت اندفاعة الثورة اليمنية كبيرة بحيث أصبح من الصعب السيطرة عليها من قبل “السعودية” وعملائها في الداخل اليمني ورغم كل محاولات “السعودية” والدوائر الامبريالية في إبقاء الثورة اليمنية في نطاق الثوارت الملونة إلا أنها اندفعت بعيداً وتجاوزتها إلى أن أصبحت ثورة حقيقية تسعى إلى التغيير الشامل في مواجهة مشاكل اليمن الكبرى وهي الاستقلال السياسي التام والتنمية للقضاء على الفقر ، وباتت الثورة اليمنية إلى جانب انتصارات الجيش العربي السوري وانتصار الوطنية العراقية على مؤامرات التقسيم وصمود المقاومة وانتصارتها في لبنان وغزة باتت كلها تشكل المعالم الرئيسية للعالم العربي في بناء مستقبل جديد بعيداً عن إرادات دوائر الإمبريالية والصهيونية وخدمها من الرجعية العربية.
لقد اكتسبت الثورة اليمنية أهمية خاصة واحتراماً كبيراً في حراك ثوري مذهل ومدرك تماماً لوضع وخصوصيات اليمن ،تم فيه تحديد الأصدقاء والأعداء بصورة واضحة لا تقبل التراجع ،وهذا ما أكسب هذه الثورة عظمتها، وكيف تم التعامل بين القوى الثورية فيما بينها بالرغم من الخلافات الكبيرة بين القوى السياسية ومشاربها الفكرية والعقائدية بروح ثورية مسؤولة ولم تلجأ إلى الإقصاء أو العنف إلا مع أعداء الثورة وأعداء الشعب اليمني مهما رفعوا من يافطات براقة أو خادعة ولم تمر محاولات بذر الشقاق والخلاف بين القوى الثورية التي تصرفت بروح إبداعية وإنسانية ثورية في التعامل مع الاختلافات فيما بينها.
لجأت القوى الإمبريالية وأدواتها الرجعية إلى شن حملة إعلامية واسعة تظهر فيه محاولات سيطرة طائفة دينية يمنية أصيلة وجزء من التاريخ اليمني والإسلامي ،ومحاولات إظهار “الحوثيين” بإنهم مجموعة عميلة تأتمر بأوامر إيران وتنفذ أوامر المرشد الأعلى في طهران ، وذلك في محاولات يائسة لتهييج أبناء الطائفة السنية في اليمن على أخوانهم وأبناء شعبهم من أبناء المذهب الزيدي وإثارة خلاف طائفي دون أن تدرك هذه الرجعيات أن مشروعها سيفشل حتماً وذلك لإن الثورة اليمنية منذ بدايتها أعلنت تجمع فئات الشعب اليمني على أهداف واضحة ومحددة بعيدة كل البعد عن الاصطفافات الطائفية أو المذهبية.
بعد تصفية عملاء الدوائر الاستعمارية والرجعية “السعودية” في الداخل اليمني وشن الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن والذي تم بنائه بأموال وإشراف “سعودي” وأمريكي وصهيوني بهدف تدمير اليمن وإغراقه في الصراعات المذهبية، لم يجد آل سعود أمامهم سوى التدخل المباشر بشن عدوان همجي وحشي على الشعب اليمني وتدمير بناه التحتية البدائية أصلاً واهمة بأنها ستتمكن من سحق ثورة الشعب اليمني وتحطيم أماله في الانعتاق والسير نحو القرن الواحد والعشرين وإطلاق قيم التحرر والعدالة والتنمية والاستقلال الوطني .
كما في كل الثورات الحقيقية بعيداً عن ثورات الاستعمار الملونة ساهم العدوان “السعودي” الأحمق في وحدة الشعب اليمني وخلق وطنية يمنية جديدة تعرف معنى الانتماء الوطني وتعتز به وتدافع عنه ولا تفكر في الاستسلام أمام همجية آل سعود وخدمهم وأصدقائهم وحماتهم وهذا هو النصر الأكيد والضمانة لمستقبل يمني جديد دفع ثمنه ألاف اليمنيين من الشهداء والجرحى والملايين من المظلومين وأطلقت روحاً جديدة صلبة في مواجهة العدوان على اليمن، وسوف ترتد نتائج هذا العدوان على آل سعود وحماتهم الذين سيتخلون عنهم ويسعون إلى الخلاص منهم لتهدئة المنطقة والخروج بأقل قدر من الخسائر التي سيدفعها الغرب الاستعماري نتيجة لدعمه لهذا العدوان الوحشي على شعب باسل.
ستنتهي الحرب بهزيمة ماحقة سياسية واقتصادية وعسكرية لآل سعود وسيبدو اليمن بوجهه الجديد جزئاً من عالم جديد يجري بناءه بالدم والتضحيات إلى جانب إخوته في حلف المقاومة العربي للشعوب في سورية والعراق ولبنان وفلسطين في تحالف دولي ضد الإمبريالية والصهيونية وخدمها من الرجعيات العربية يقود هذا الحلف معركة الانتصار لعالم جديد طمحت إليه طويلاً شعوبنا العربية وباتت أقرب إلى النصر من أي وقت مضى، وعندها لن تكون الحكمة يمانية…..بل والثورة أيضاً.
التعليقات مغلقة.