أكراد الشريط الشمالي الشرقي السوري بين الوهم والحقيقة / شاكر زلوم
شاكر زلوم* ( الاردن ) الأحد 28/1/2018 م …
*باحث وناشط سياسي …
يخرج علينا بين وقت وآخر أحد ممثلي ما يسمى بقسد ليحاضر علينا بالديمقراطية وحقوق الإنسان متناسياً أن سوريا هي التي منحته الحق ليبقى إنساناً حتى الآن , منذ هجرتهم لسوريا في العام 1925 على اثر ثورة الشيخ سعيد بيران , لقد بقيت هجراتهم من تركيا لسوريا مستمرة حتى خمسينات القرن الماضي , لقد استقبلتهم سوريا كعادتها باستقبال كل اللاجئين اليها نتيجة لارثها الحضاري الكبير عبر تاريخها الممتد لآلاف السنين .
في برنامج حواري شارك فيه من القامشلي (سوهارتو ديبو) ممثلاً عن الحزب الديمقراطي الكردي تكلم المتكلم عن التدخل العسكري التركي في الشمال السوري واصفاً إياه بالغزو والعدوان ناسياً ومتناسياً أنه و أمثاله هم من قدموا الحجة للتركي للتدخل في الشأن السوري وانهم هم من أدخل المستعمر الأمريكي للأرض السورية , هذا مع كامل الإدانة للعدوان التركي و الأمريكي على الأرض السورية .
لقد وصلت الوقاحة بالمتحدث الكردي (سوهارتو ديبو) تحديد شكل النظام السياسي في كل سوريا من شمالها لجنوبها زاعماً ان قسد تمثل العرب والأرمن والسريان والآشوريين والإيزيديين وو.. , بينما هو يعلم علم اليقين أن قسد أداة صهيونية أمريكية لتفتيت سوريا , من عجائب الزمن أن يتحدث من قذفه القدر على سوريا عن مستقبل سوريا و مصيرها .
قبل العام 1925 لم يكن أكراد في الشريط الشمالي السوري بل لم يدعِِ ممثلهم لمؤتمر سيفر الجنرال (شريف باشا) بوجود أراضٍ لما يسمى بكردستان في سوريا و هذا حسب الخريطة المقدمة للمؤتمر من قبله وهو الممثل للأكراد حسب تفويض اهم تنظيماتهم وأحزابهم في حينه . الجنرال شريف باشا : هو محمد شريف بن سعيد باشا بن حسين باشا الخندان، من عائلة بابان الكردية المشهورة، التي تسلمت الكثير من الوظائف العليا في الدولة العثمانية.
القارئ للتاريخ الحديث للمسالة الكردية يجد أنهم كانوا مطايا للعثمانيين في حروبهم منذ الحرب الصفوية العثمانية في القرن السادس عشر وفي مخططاتهم في التطهير العرقي في القرنين التاسع عشر والعشرين ثم تحولوا بعد ذلك لمطايا للإنجليز والفرنسيين في أوائل القرن العشرين و بعد ذلك لمطايا للصهاينة والأمريكان و المؤسف غياب الدراسات و الأبحاث عن هذه المسألة المهمة , وهم كردستان هو هاجس زعامات الأكراد عموما والهدف هو النهب والسلب و شواهد الحاضر خير دليل على ذلك و الأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى .
في الوقت الذي تنفي فيه الجماعات الكردية الإنفصالية نيتها في الإنفصال عن سوريا نجد أن أدبياتهم تفصح صراحة عن نيتهم في الإنفصال وهنا أقتبس ما ورد من موقع (مدارات كرد) :
مقارنة بين سيفر و جنيف 2
سيفر 1920 | جنيف2 – 2014 |
1- ذهب الكرد للمطالبة بدولة كردية. | 1- ذهب الكرد للمطالبة بدولة كردية. |
2- الهدف إعادة تقسيم الدولة العثمانية.
|
2- الهدف حل الأزمة السورية |
3- تطرقت للقضية الكردية، وخصص قسم من المعاهدة للكرد | 3- لم تتطرق للقضية الكردية ورفضت المعارضة ادراج الاتفاقية مع الكرد في الرؤية السياسية. |
4- الوفد الكردي مستقل. | 4- الوفد الكردي مشترك مع المعارضة (( مع وفد الائتلاف )). |
5- أعضاء الوفد الكردي 5 اشخاص | 5- أعضاء الوفد الكردي 3 أشخاص |
6- تم إدراج القضية الكردية على جدول الأعمال | 6- لم يتم إدراج القضية الكردية على جدول الأعمال. |
7- دافع حلفاء الكرد « الأرمن » عن الكرد. | 7- لم يدافع حلفاء الكرد « المعارضة » عن الكرد. ولم يقدموا الرؤية السياسية حتى لا يتطرقوا للقضية الكردية ويشيروا إلى الاتفاق بين المجلس الوطني الكردي والائتلاف. |
8- اقر المؤتمر استقلال كردستان، وانشاء دولة كردية. | 8- لم يتطرق المؤتمر إلى القضية الكردية. |
بالرغم من وعد إقامة دولة كردية بمؤتمر سيفر إلآ أن القوى الإستعمارية قد خذلتهم وتنكرت للوعد في مؤتمر لوزان في العام 1922 فالعملاء يتم التخلي عنهم بعد استنفاذ أمر تشغيلهم لكن الأكراد لا يعتبرون من دروس التاريخ .
الأحزاب الكردية أحزاب قومية شوفينية مارست الخراب بحق بلدان استضافة الأكراد سواءًا في سوريا أو العراق , لقد مارست قياداتهم الإبادة والتطهير الديني والعرقي بحق اهل الأناضول من أرمن وكلدو آشوريين , لقد أرتكبوا أبشع الجرائم بحق أهل البلاد الأصليين , من المفيد الإشارة أن الوافدين الأكراد لم يقوموا بإنشاء مدينة واحدة من المدن التي احتلوها سواءً في الأناضول أو العراق وسوريا , اليكم نبذة عن المدن التي يدعي الأكراد أنها مدنهم بما يسمى بكردستان :
مدينة اربيل
هي مدينة آشورية الأصل ، تأسست عام 2300 قبل الميلاد على يد السومريين واسمها الاصلى اريخا وتعنى مدينة الآلهة الأربعة يكفى إن تشهد قلعتها التاريخية العظيمة على اشوريتها واكديتها .
مدينة دهوك
فهي مدينة آشورية الأصل ، واسمها الاشورى (نوهدرا) ويسميها البعض من اهالى القوش وقرى سهل نينوى (ات توك) منذ القدم . وفيها معالم آشورية تعود إلى زمن الملك سنحاريب (705 – 568) قبل الميلاد .
مدينة:تلسقف
قرية تلسقف هي كلمة سريانية أي تلازقيبا الكلمة الأولى تعني التل ومعنى الثانية الصليب أو المرتفع . فبعضهم يقول أن في جنوبها ثلاث تلال ترمز إلى الصليب ، فيكون معناها تل الصليب ، هذه أسماء بعض المدن الأشورية التي كردوها الأكراد
مدينة ماردين
يعود ذكر المدينة إلى العصر الآشوري في الألف الأول قبل الميلاد تعود أصل تسمية المدينة إلى اللفظة الآرامية بمعنى القلعة
مدينة ديار بكر
هي مدينة سريانية أرامية ورد ذكرها في القرن الثالث عشر قبل الميلاد , سكن بها العرب بعد الفتح بجانب سكانها الأصليين , قام الكرد بقتل أهلها بعملية تطهير عرقي فيما بعد فكردوها .
القامشلي ، دير الزور وكل مدن الجزيرة السورية فهم مدن آشورية , ابدع الأكراد بتغيير حرف اليائ الى واو فتحولت لكردية! القامشلي أصبحت بقدرة قادر قامشلو فصارت كردية !!.
ما يقوم به أكراد سوريا الدخلاء من خيانة للوطن الذي آواهم وحماهم لا يختلف عن خيانة البرزاني وعصاباته فهم كخنجر إسرائيلي في خاصرة العراق وسوريا, لقد وصف الكاتب الهندي (كارينجا) أكراد العراق بخنجر اسرائيل بكتابة (خنجر اسرائيل).
في الختام أشير أن المسالة الكردية تحل بالمواطنة للمواطنين الكرد الصالحين لا في مشاريع الإنفصال الإستعمارية , بينما تسعى أوروبا العجوز باستماتة للحفاظ على وحدة دولها نجدها تحرض أكرادها العملاء على الإنفصال ليكونوا حصان طروادة لكل مستعمر ضد دول استضافتهم .
التعليقات مغلقة.