معركة السيطرة على عدن: اشتباكات بين قوات “الانتقالي الجنوبي” و”حكومة هادي”
الأحد 28/1/2018 م …
الأردن العربي –
** قوات ما يسمّى بـ “المجلس الانتقالي الجنوبي” تعلن سيطرتها على مقر رئاسة الوزراء في عدن، إضافة إلى معسكر النقل بخور معسكر ومعسكر حديد في كريتر بالمدينة، ومصدر في حكومة هادي يقول إنّ قوات الحماية الرئاسية أحكمت سيطرتها على مديرتي التواهي وخور مكسر.
أعلنت قوات ما يسمّى بـ “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعومة إمارتياً سيطرتها اليوم الأحد على مقر رئاسة الوزراء في عدن، إضافة إلى السيطرة على معسكر النقل بخور معسكر ومعسكر حديد في كريتر بالمدينة.
وأشارت مصادر صحافية للميادين إلى أنّ مسلحي المجلس الانتقالي يقصفون بالمدفعية القصر الرئاسي في كريتر.
وتمدد الاشتباكات إلى حي دار سعد شمال المدينة بعد اندلاع مواجهات بين أفراد من قوات الحزام الأمني التابعة للانتقالي الجنوبي وقوات الحماية الرئاسية التابعة لقوات الرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من السعودية.
وكان مراسل الميادين أفاد بسيطرة هذه القوات على مقر الأمانة العامة لحكومة هادي في مدينة عدن، بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل حوالي 20 شخصاً وجرح 30 آخرين بينهم 5 مدنيين، وفق مصدر أمني يمني. في حين ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن مستشفى المنظمة استقبل 90 قتيلاً وجريحاً بينهم امرأة إثر الاشتباكات التي دارت في عدن خلال الساعات الماضية.
وأكّد مراسلنا أنّ رئيس حكومة هادي أحمد بن دغر وجّه بوقف إطلاق النار فوراً في عدن وعودة القوات العسكرية إلى ثكناتها.
وذكرت وسائل إعلام محلية في عدن أن قوات اللواء الأول مشاة التابعة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي الموالي للإمارات سيطرت على معسكر النقل التابع لقوات هادي في المدينة.
وعنفت المواجهات بين الطرفين بالتزامن مع انتهاء مهلة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً للرئيس هادي لإقالة حكومة أحمد بن دغر وإحالتها للمحاكمة.
هذا وحلّقت طائرات التحالف السعودي على علوٍ منخفضٍ فوق مناطق متفرقة من عدن، في ظل إغلاق معظم الشوارع الرئيسية والمدارس والجامعات في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى غياب شبه كامل لمظاهر الحياة العامة في مديرية خوْر مكْسّر التي تتخذها حكومة هادي عاصمة مؤقتة لها منذ 3 أعوام.
مصدر في حكومة هادي: قوات الحماية الرئاسية تحكم سيطرتها على مديرتي التواهي وخور مكسروقال مصدر في حكومة هادي بعدن لمراسل الميادين إن قوات الحماية الرئاسية استعادت سيطرتها على مبنى القضاء والأمانة العامة بخور مكسر، وأحكمت سيطرتها على مديرتي التواهي وخور مكسر، وذكرت مصادر محلية بعدن أنّه سمع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في التواهي وخور مكسر والمنصورة ودار سعد وأنّ الدبابات تقصف معسكر جبل حديد.
من ناحيتها قالت وزارة الداخلية في حكومة هادي إن الأوضاع في عموم مناطق ومديريات عدن “تحت سيطرة قواتها الأمنية والعسكرية”، ودعت المواطنين في المدينة إلى “عدم الانجرار خلف الشائعات” التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
بن دغر: اليمن يتمزّق لأننا نصمت ونخاف قول الحقيقة
من جهته قال رئيس حكومة هادي، أحمد عُبيد بن دغر إنّ ما يجري هو انقلاب على الشرعية ومشروع الدولة الاتحادية وطالب بالامتناع عن “الممارسات غير الواعية” في عدن.
وفي تغريدات له على تويتر، قال بن دغر “لابد من كلمة صادقة، لاينبغي أن تذهب جهود العرب ودماؤهم في اليمن إلى سقوط الوحدة وتقسيم اليمن” متهماً إيران بأنها تسعى للحصول على تعزيز لوجودها في اليمن عن طريق “الحوثيين”، وأنّ هذا “التقسيم” يمنح طهران ثلث الأرض وثلاثة أرباع السكان اليمنيين وفق تعبيره.
وبحسب بن دغر فإنّ اليمن يتمزّق “لأننا نصمت ولا نصرخ ونخاف قول الحقيقة”.
وناشد رئيس حكومة هادي كلا من السعودية والإمارات ودول التحالف السعودي بـ “الصراحة والصدق” في التعامل مع الأزمة في عدن التي تنحو شيئاً فشيئاً نحو المواجهة العسكرية الشاملة وطالبهم بإنقاذ اليمن من التقسيم والتقزيم.
وطالب بن دغر التحالف السعودي والعرب جميعاً أن يتحركوا لإنقاذ الموقف، مؤكداً أنّ الإمارات هي صاحبة القرار اليوم في عدن العاصمة المؤقتة لليمن، منادياً بوقف الاشتباكات فوراً وأن تعود القوات إلى ثكناتها، والعودة إلى حوار بين أطراف الحكم في عدن، وقال “يجب ألا يقبل الحلفاء اليوم تصفية الشرعية التي رعت التحالف لخوض المعركة مع الحوثيين”، حسب تعبيره.
المجلس الانتقالي: ما قمنا به اليوم يندرج في “الإطار السلمي”
وبعد ساعات من الاشتباكات أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بياناً يؤكد التزامه بـ “النهج السلمي” في المطالبة بتغيير الحكومة والوقوف على الاختلالات في كافة المحافظات والوزارات التي انعكست سلباً على توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة للمواطن.
كما شدد البيان على الالتزام الكامل بالشراكة في “محاربة العدو المشترك وإنهاء الانقلاب المتمثل في مواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران وتحرير ما تبقى”.
وبحسب البيان فإنّ خروج المجلس اليوم يندرج في “الإطار السلمي”، كما أشار أيضاً على تجنب الاحتكاك العسكري وأية مظاهر مسلحة في الجنوب مع الحرص على عدم المساس بمؤسسات الدولة.
البيان أوضح أنه “يثق كل الثقة” أنّ التحالف السعودي “سيتدخل بكل إمكانياته لحل كافة الاختلالات جذرياً، ودعا الجميع إلى الالتزام بالسلمية والحوار والبناء لغاية “تصويب الاختلالات”.
التعليقات مغلقة.