فى زمن الفتن ووسط حروب العرب ضد بعضهم البعض ، نسيناهم : الأسرى المصريون والعرب والفلسطينيين فى سجون العدو / د.رفعت سيد أحمد

 

د.رفعت سيد أحمد ( مصر ) الخميس 23/4/2015 م …

* فى يوم الأسير (22 أبريل) – الذى مر دون أن نتذكره – نقدم الحقائق المرة عن ستة آلاف أسير فى أسوأ سجون العالم قاطبة .. سجون العدو الصهيونى !!

* الأسرى المصريون فى سجون إسرائيل سبعة أسرى نسيتهم مصر منذ 2003 أشهرهم المسجون (محمد حسن عثمان) المتهم بإلقاء قنابل على العدو !!

* الأسرى العرب 32 أسيرا منهم 24 أردنياً شاركوا فى مقاومة الوحشية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى وتخلت عنهم حكوماتهم !!

* انشغلنا .. نخب سياسية وحكام ، صحافة وفضائيات ، بفتنة الصراعات العربية – العربية ، والتى كان أحدثها (حرب اليمن التى أعلن من الرياض عن توقف عاصفتها وأعلن من صنعاء عن بداية الثأر والقصاص ضد آل سعود !!) هذه الحرب التى قلنا ، ولازلنا – نقول – أن المنتصر فيها مهزوم لأن الحصيلة هى مزيد من الدماء اليمنية العربية والحصيلة هى أن هوة الخلاف والصراع المذهبى (سنى – شيعى) ستتسع ، والصراع السياسى الاستراتيجى بين إيران والسعودية وأحلافهم الملتحقة بهما ستزداد حدة وبغضاً ، على حساب قضية الأمة المركزية (فلسطين)! ، وأن المنتصر الأول والأخير هو (السلاح الأمريكى) الذى يتقاتلون به ، والعدو الصهيونى الذي ينوبون عنه فى إضعاف بعضهم البعض وتراجع قوة جيوشهم فى حروب عبثية مجرمة ، إن هذه الفتنة الدائرة منذ عام 2011 (بداية ما سمى بالربيع العربى) والتى بدأت حربها الأهلية التى أسماهم العملاء (ثورة) فى سوريا ثم فى ليبيا فاليمن كأن أحد أبرز نتائجها هو نسيان كل أطراف الربيع العربى لفلسطين ، التى لم تعد هى القضية المركزية للأمة ، ولم يعد شعبها هو (الشعب المعلم) كما كان ، وأضحت حركات المقاومة بها موضع اتهام ؛ وانحرف البعض بها عن طريق الجهاد الحقيقى ضد العدو الصهيونى ، وبات شهداءها ومقاتليها الشرفاء ، مكروهين من (الفلول المجرمة) العائدة على الدبابات الأمريكية وصواريخ مشايخ الفتنة فى الخليج وخارجه ، والداعين لوهم اسمه ثورات ربيع عربى من غير فلسطين!! فلا جاء الربيع ولا عادت فلسطين .

* إن الأهم فى ملف (ضياع فلسطين) هو ملف أسرى المقاومة والشعب المدافع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين ، الذين أضحوا منسيين فى غيابات السجون الصهيونية لا يتذكرهم أحد خاصة فى يوم ذكراهم ، يوم الأسير (22 أبريل من كل عام) ، لم يعد أحد يتذكرهم لأننا انشغلنا بالفخ اليمنى (الذى قيل أن عاصفته – عاصفة الحزم – توقفت وفى الواقع أنها قد بدأت الآن فقط وربما ستستمر لعقود) .

* المهم ، لقد نسينا الأسرى فى يوم عيدهم ولكننا اليوم نعيد تذكرهم ، بهدف إعادة ضبط البوصلة ، بوصلة الصراع الحقيقى فى المنطقة ، صراعنا مع العدو الصهيونى . فماذا عن الأسرى الفلسطينيين والعرب فى سجون العدو؟ .

***

الأسرى : القائمة الكاملة

تحدثنا الحقائق القادمة من فلسطين اليوم (أبريل 2015) أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال قد وصل إلى ما يقارب من ( 6500 ) أسير فلسطيني من كافة فئات وشرائح المجتمع يتوزعون على 23 سجنا ومعتقلا وخريطة هؤلاء الأسرى كالتالى : 370 أسير من قطاع غزة -600 أسير من القدس وأراضي الـ48 – 5600 أسير من الضفة الغربية المحتلة – 32 أسير من العرب من جنسيات مختلفة .

الأسرى الإداريين :ارتفع عددهم في الشهور الاخيرة ووصل إلى : 500 معتقل إداري .

أما عن توزيع الأسرى حسب الفئات :

الأسيرات : هناك 26 أسيرة في سجون الاحتلال من بينهن:3 قاصرات لا تتجاوز اعمارهن 18 عاماً – 5 مريضات يعانين من امراض مختلفة ، ولا يتلقين علاج مناسب – 7 محررات اعتقلن سابقا ، منهن 4 تحررن ضمن صفقة وفاء الأحرار – 10 اسيرات محكومات ، اعلاهن حكما الاسيرة “لينا الجربونى” ومحكومة بالسجن لمدة 17 عام ،ومعتقلة منذ 2002 .

أما عن الأسرى من الأطفال : فهناك 250 طفل لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر ، بينهم 140 محكومين، والباقي موقوفين ينتظرون المحاكمة .

أما نواب البرلمان الأسرى فهناك 13 نائب من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني ، معظمهم يخضعون للاعتقال الإداري، واثنين يخضعون لأحكام مرتفعة – وزير واحد سابق وهو الوزير “وصفى قبها” من جنين – 65 اسير من محرري صفقة وفاء الاحرار اعاد الاحتلال اختطافهم مرة أخرى – العشرات من قادة التنظيمات و الأكاديميين والوجهاء .

أما الأسرى المرضى : فهناك 1200 أسير مريض في سجون الاحتلال من بينهم : 24 أسير يعانون من السرطان – 44 يعانون من السكري – 21 معاق حركي ونفسي – 5 أسرى يعانون من مرض ضمور العضلات – 15 أسير يعانون من الفشل الكلوي – هنالك ( 16) أسيرا مقيمون بشكل دائم فيما يُسمى “مستشفى الرملة” أصحاب اخطر الأمراض .

أما الأسرى القدامى : فلا يزال الاحتلال يحتجز 30 أسيرا من القدامى اى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو في 1994م، أقلهم أمضى 20 عام في السجون وقد رفض الاحتلال إطلاق سراحهم ضمن الدفعة الرابعة من بينهم : 9 أسرى من الضفة الغربية – 2 من قطاع غزة – 14 من المناطق المحتلة عام 1948 – 5 أسرى من القدس المحتلة .

أما شهداء الحركة الأسيرة فبلغ عددهم حتى اللحظة (206) من الشهداء منهم : 72 شهيد ارتقوا نتيجة التعذيب – 53 نتيجة الاهمال الطبى – 74 نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال – 7 قتلوا باعيرة نارية داخل السجون .

***

الأسرى العرب .. والمصريين

لعل ما لا يعرفه الكثيرون من المتابعين لقضايا الأسرى فى فلسطين أن ثمة (أسرى عرب) داخل سجون العدو الصهيونى وأنهم يتعرضون لذات الإجرام الصهيونى الذى يتعرض له الأسرى الفلسطينيين ، وقبل أن نوثق أعدادهم دعونا نتذكر الأسير اللبنانى الأشهر يحيى سكاف والأسيرة المغربية نادية البرادلى ، وغيرهما من المجاهدين العرب ، والعمليات البطولية التى قاموا بها ضد العدو الصهيونى منذ السبعينات وحتى اليوم . ثم نعود إلى أعدادهم فى سجون العدو حيث يوجد اليوم 32  اسيراعربياً داخل سجون العدو منهم 7 مصريين ، و24 أسيرا أردنياً ، بينهم الطفل (محمد مهدى سليمان) الذى اعتقل من نابلس حيث تسكن والدته بتاريخ  15/3/2013، وهو يبلغ من العمر 16 عاماً فقط،  وتم الاعتداء عليه أمام والدته وإخوانه،  أما الأسرى المصريين غالبيتهم من سكان محافظات سيناء والذين يتهمهم الاحتلال بإدخال السلاح الى قطاع غزة وأقدمهم الأسير “محمد حسن عثمان السيد” من سكان القاهرة وهو معتقل منذ 2003م ، ومحكوم بالسجن لمدة 13 عاماً، بتهم إلقاء قنبلة على دورية للاحتلال على حاجز أبوهولى وسط قطاع غزة .

* وأشار رياض الأشقر – وهو الناطق باسم مركز أسرى فلسطين – إلى أن دماء الأسرى العرب اختلطت بدماء الأسرى الفلسطينيين حيث ارتقى عدد منهم شهداء خلال مسيرة الحركة الأسيرة بينهم الاسير المصري “حسن السواركة” من العريش والذى ارتقى في سجن عسقلان نتيجة التعذيب في عام 1972، كذلك الأسير السوري “عمر شلبي” الذى سقط في سجن عسقلان نتيجة التعذيب أيضاً عام 1973 .بينما ارتقى بعد التحرر الأسير “سيطان الولي”  من الجولان، نتيجة الأمراض التي أصيب بها في سجون الاحتلال، والأسير المحرر ” هايل أبو زيد”  الذى عانى من مرض السرطان خلال فترة اعتقاله .

وأضاف الأشقر أن من بين الأسرى العرب يقضون أحكام بالسجن المؤبد مدى الحياة وأبرزهم الأسير الفلسطيني الذى يحمل الجواز والرقم الوطني الأردني “عبد الله البرغوثي” وهو صاحب أعلى حكم في العالم  67 مؤبدا ومعتقل منذ العام 2003. ، والأسير  الأردني ” مرعي صبح أبو سعيدة ” ومحكوم بالسجن المؤبد 11 مرة ، ومعتقل منذ عام 2004 والأسير الأردني “منير عبد الله  مرعي” 5 مؤبدات، والأسير الأردني ” هشام احمد كعبي” 4 مؤبدات .

* واعتبر الأشقر حكومتي الأردن ومصر مقصرتان بشكل واضح في الاهتمام بأسراهم في سجون الاحتلال، رغم توقيعهما على معاهدة سلام مع الاحتلال والتي بموجبها لابد من إطلاق سراح كافة الأسرى، وقد اضطر السفير الأردني لدى الاحتلال خلال إضراب الأسرى الأردنيين عن الطعام وتحت ضغط شعبي منتصف العام 2013 الى زيارة عدد منهم ، وهى الزيارة الأخيرة التي كانت لهم .وطالب مركز أسرى فلسطين الحكومتين الأردنية والمصرية، وكذلك الجامعة العربية بالعمل الجاد لإنقاذ حياة هؤلاء الأسرى والضغط على الاحتلال وإلزامه بتأمين زياراتهم وتوفير كافة احتياجاتهم الحياتية، والإفراج عنهم التزاما بوثيقة السلام الموقعة بين الدولتين وسلطات الاحتلال .

***

تساؤلات لحكومة محلب عن أسرانا !!

* والسؤال الآن بعد معرفة أن لدينا أسرى فى سجون إسرائيل : هل يا ترى هناك فى حكومة (محلب) المصرية التى تدعى الدفاع عن حقوق الإنسان المصرى وبخاصة وزارة خارجيتها النائمة فى العسل ، من سيهتم بهؤلاء الأسرى ؟! وهل يعلم رئيس الوزراء (الهمام) أن سعيهم للإفراج عنهم سوف يمثل خطوة مهمة على صعيد توحيد أهل سيناء ووقوفهم إلى جانب حكومته ضد الإرهاب الداعشى ؟ لأنه إذا استطاعت حكومتنا الإفراج عنهم فإن عوائلهم وقبائلهم فى سيناء  سيعتبرون هذا جميلا عظيما تقدمه الحكومة لقبائلهم وسيكونون ، عوناً لنا فى مواجهة إرهاب (داعش ولاية سيناء) التى هى بالتأكيد منتج إسرائيلى مزروع فى قلب سيناء بهدف خدمة إسرائيل باسم الإسلام ، والدين منه براء ؟! هل يتحرك وزير خارجية مصر (سامح شكرى) ليدخل معركة مواجهة الإرهاب فى سيناء من هذا الباب الجديد والمهم ، باب الإفراج عن الأسرى المصريين فى سجون العدو الصهيونى ، لكى ينضموا لنا هم وعوائلهم فى مواجهة إرهاب جماعات التكفير (داعش وأخواتها) التى تتاجر بقضيتهم لدى قبائل سيناء ؟

* وأيضاً ، متى يلتفت العرب ، والقيادات الفلسطينية فى غزة ورام الله ، ولو من زاوية الاهتمام الإنسانى بقضيتهم الرئيسية المنسية قضية فلسطين ؟ ومتى يجعلون من أحد أبرز ملفاتها ملف الأسرى ، قضية ذات أولوية تتجاوز جلسات الدردشة البائسة فى جامعة الدول العربية التى صارت سيفاً على حقوق العرب وليس سيفاً لهم ؟ متى يخرجون من فتنة سوريا وليبيا واليمن ، لتتجه ببوصلتهم إلى المكان الصحيح ، والعدو الصحيح ؛ العدو الصهيونى ؟

أسئلة برسم المستقبل وإن كنت أشك أن أحداً من هؤلاء العرب الحاكمين-ومن تلك النخب التائهة والبائسة – يملك قراره المستقل لكى يجيب عن تلك الأسئلة ، بصدق ، ونخوة عربية مفقودة !! .

E – mail : yafafr @ hotmail . com

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.