كلمات على هامش الحوار الوطني.. مسيرة تحرير وسلام من دمشق إلى سوتشي / د. مي حميدوش
د. ميّ حميدوش ( سورية ) الثلاثاء 30/1/2018 م …
الأردن العربي – السلام لسورية هو عنوان المرحلة القادمة وعندما نتحدث عن السلام لابد لنا من الحديث حول مقومات هذا السلام وخطوطه العريضة لنتمكن من العبور إلى ضفة هذا السلام.
سبع سنوات من الحرب الظالمة استزف فيها المجتمع السوري من حرب إرهابية إلى عقوبات اقتصادية ناهيك عن شبح التقسيم.
وعلى الرغم من هذه السنوات إلا ان المجتمع السوري بقي متماسكاً في وجه هذه الظروف القاسية والاستثنائية إلا قلة قليلة باعت ضميرها للمستعمر الحديث وباتت أداة لتنفيذ مخططاته التآمرية والهدف الحقيقي هو تفتيت محور المقاومة وتوقيع اتفاقات مذلة مع كيان الاحتلال الصهيوني وتحت عنوان ( شرق أوسط جديد ).
اليوم وفيما الجيش العربي السوري وحلفاؤه يحقق انتصارات ميدانية استراتيجية في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة إقليمياً ودولياً تبدأ مرحلة جديدة من الحراك السياسي وما بين جنيف وأستانا وفيينا أتت سوتشي لتعلن انطلاق مرحلة جديدة عنوانها التوافق السياسي للخروج من نفق الإرهاب المظلم.
وهنا لابد لنا من التأكيد بأن المشاركين في مؤتمر سوتشي يمثلون مختلف أطياف الشعب السوري وهنا نتحدث عن الوفد الحكومي والشعبي إضافة للمعارضة الوطنية في الداخل ولا نقصد من طلخت أيديه بدماء الشعب السوري أو من نقل إقامته إلى فنادق الخمسة نجوم.
إذا مع من نتحاور ولماذا سوتشي؟ هذا هو السؤال الأبرز في هذه المرحلة ..
حوار في سوتشي برعاية من الحليف الروسي وبحضور دولي لسحب ذرائع دول التآمر والعدوان ولإثبات مصداقية القيادة السورية في إيجاد حل سياسي لوقف نزيف الدم السوري وبالتالي التأكيد على الثوابت الوطنية المتمثلة بما يلي:
أولا: الحرب ضد الإرهاب مستمرة حتى اقتلاع جذوره وتطهير كل شبر من المساحة الجغرافية للجمهورية العربية السورية وبالتالي على من يقومون بدعم التنظيمات الإرهابية بتجفيف مصادر الدعم.
ثانياً : سورية كل لا يتجزأ لا جغرافياً ولا سياسياً ومن غير المقبول الحديث عن مناطق عازلة ومناطق آمنة وما شابه ذلك من عناوين هدفها تجزئة سورية وبالتالي فأي تواجد عسكري دون أذن من الشرعية الدستورية مرفوض وهو احتلال لابد من مجابهته بكل الوسائل.
ثالثاً : الحديث عن مرحلة انتقالية أمر مرفوض فمن أراد المشاركة في تحرير سورية وإعادة اعمارها عليه أن يخضع لإرادة الشعب الذي صمد في وجه الحرب الظالمة.
رابعاً: إعادة الإعمار شأن سوري ولا مكان فيه لدول ساهمت في تدمير البنى التحتية ولدول دعمت التنظيمات الإرهابية وبالتالي لا وجود لنفوذ اقتصادي معادي لإرادة الشعب.
خامساً : مسألة المصالحة الوطنية كانت ومازالت قائمة وكثيرة هي الشواهد ومن يريد المصالحة عليه أن يعترف بذنبه ويمد يده لبناء وتحرير وطنه وهذه المسألة ليست بحاجة إلا إلى نية صافية وقرار صادق.
لن نطيل أكثر فكثيرة هي التحليلات حول الحوار الوطني وسورية قيادة وجيشاً وشعباً ستبقى محافظة على ثوابتها ولن تخضع لضغوط خارجية ومصلحة الوطن فوق الجميع.
التعليقات مغلقة.