لماذا أعاد أبو مازن وفده إلى دمشق؟! / يوسف المصري
يوسف المصري ( الخميس ) 23/4/2015 م …
توجد داخل قيادة فتح في رام الله خلافات حول الموقف من أحداث مخيم اليرموك وخطوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتراجع عن تغطية قيام ائتلاف فلسطيني بإخراج التكفيريين بالتعاون مع الجيش العربي السوري منه. طبعاً عاد أبو مازن تحت ضغط نقد خطوته داخل فتح وأرسل مجدلاني إلى سورية لاستدراك الأخطاء والسير بمشروع حماية المخيم وحماية لاجئيه وطرد الإرهابيين منه.
لماذا تراجع عباس وفقاً لما كشفه لـ«البناء» مصدر فلسطيني مطلع:
أولاً: سقوط مشروع تلميع «جبهة النصرة» على المستوى الدولي، وقادت هذا المشروع في شكل خاص قطر التي توجد لعباس علاقة وثيقة بها. فالحجج التي قدمها لوبي تقوده قطر ومؤلف من شخصيات من جنسيات عربية مختلفة بينها لبنانيون، لـ«مفاتيح مفصلية» في المحافل الدولية لإقناعها بأنّ هناك فرقاً بين «داعش» و«النصرة»، وأيضاً بين «النصرة» و«القاعدة»، تهاوت جميعها. وكان الفصل في هذا الأمر مطالبة الدوليين لهذا اللوبي بأن تعلن «النصرة» جهاراً بأن ليس لها علاقة بـ«القاعدة»، الأمر الذي رفضه الجولاني. وعند هذا الحدّ بدّل لوبي قطر وجهه وأخذ يبحث عن عنوان جديد من أبرز رموزه جماعة زهران علوش. ولكن هذا التبدّل قاد إلى إحداث تغيير في دعم قطر لمشروع إيقاع مخيم اليرموك بين أنياب تحالف حماسيين مع «النصرة». وبذلك أصبحت قطر في حلّ من خدمات عباس لمنع تشكل ائتلاف فلسطيني في اليرموك يقاتل تحت عنوان لجان الحماية الشعبية المؤيدة من الجيش العربي السوري.
الأمر الثاني هو أن مناورة الدوحة الأخيرة لإعلان انسحاب «داعش» من اليرموك لمصلحة إظهار أنه بات مسيطراً عليه من «النصرة» وحدها، أيضاً فقدت أهميتها. فالقرار الدولي الجديد، وتحديداً من الدول الأوروبية لا ينص فقط خروج «داعش» من المخيم بل أيضاً النصرة. صحيح أن الولايات المتحدة تستمر في توظيف إرهاب «النصرة» و«داعش» في الأزمة السورية، لكنها لا تريد وصول هذه الظواهر إلى مخيم اليرموك حالياً على الأقل، لأنها تخشى انتقال عدوى ما يحدث في اليرموك إلى مخيم عين الحلوة الذي أصبح نسيجه الديموغرافي ممزوجاً ببيئات النازحين الفلسطينيين من مخيم اليرموك، ما يعني أن إحداث أي تغيير في الأول سينعكس على الثاني. وواشنطن تحت ضغط الدول الأوروبية تعمل لعدم استقرار إرهاب «داعش» أو «النصرة» في عين الحلوة لأن ذلك سيهدد أمن قوات اليونيفيل في لبنان المشكّلة بكاملها من أوروبيين.
يضيف المصدر أن هناك ضغطاً أوروبياً لتحييد مخيمات سورية ولبنان عن الحريق، في مقابل أن هناك خطة أميركية بطلب من «إسرائيل» لأخذ مناسبة اشتعال النار في سورية ذريعة لضرب المخيمات وتحويلها إلى ساحات إرهابية، كمقدمة للقضاء على حق العودة.
يختم المصدر أن أوان توقيت المؤامرة الأميركية – «الإسرائيلية» على مخيمات سورية ولبنان لم يحن بعد، فهو مؤجل إلى لحظة اقتراب المفاوضات «الإسرائيلية» الفلسطينية المتعثرة الآن من مرحلة الحل النهائي.. وبانتظار ذلك فإن أجندة المخيمات وبخاصة عين الحلوة وشقيقه اليرموك في سورية هي أوروبية وتراعي مصالح انتشارها ضمن اليونيفيل في لبنان. ويكشف المصدر أن الأسبوع الماضي شهد تدخلات أوروبية لدى الدوحة ورام الله لوقف اشتعال نار الإرهابيين في اليرموك. وإعادة أبو مازن لوفده إلى سورية هي تعبير عن الاستجابة لهذا الضغط الأوروبي.
التعليقات مغلقة.