استشراف الوضع العربي لعام 2018 بقلم هيئة تحريرالتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

عمان ، 31 ك2 ، الأردن العربي ( خاص )

بعد العام 1948 كانت النكبة وضياع أكثر من نصف فلسطين وتأسست القاعدة الاستعمارية الجغرافية في قلب الوطن العربي، وفي تلك اللحظة وفي ظل التخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لم يستطع كثيرون استشراف ما بعد النكبة، لكن نخبة وبعد أربع سنوات استطاعت أن تفجّر ثورة في مصر انتقاماً من النكبة، وبدأت الشعوب العربية تسمع خطابا مختلفاً عن كل ما سبق منذ الإحتلال العثماني للوطن العربي ومن بعده الإحتلال الأوروبي الغربي الاستعماري وقيام الكيان الصهيوني، وهو خطاب ركز على العروبة والوحدة العربية ومحاربة الاستعمار، وثبت هذا الخطاب مفاهيم جديدة وواقعية ساهمت بشكل كبير في هزيمة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وكانت لحظة فارقة في الوعي العربي إلا أن قوى العدوان لم تسكت ولم تستكين فبادرت العرب عبر قاعدتها الاستعمارية الكيان الصهيوني بعدوان عام 1967 واتساع رقعة الكيان الصهيوني جغرافياً، ورغم قساوة العدوان الا أن الخطاب القومي الوحدوي لم يُقبر ما بعد الحرب وبقي صامدا واستمر الأمل معه بتحرير الأرض والإنسان وجرى الاستعداد على قدم وساق لرد اللطمة الاستعمارية واستمر ذلك حتى وفاة جمال عبد الناصر حيث أدخلنا النظام الساداتي في نفق أن 99% من أوراق اللعبة في المنطقة بيد الولايات المتحدة الأمريكية، وخاض النظام الساداتي الحرب على هدي هذه القاعدة وفرح الجميع بالنصر الذي حققه الجيشان السوري والمصري إلا أن هذا الفرح لم يدم لأكثر من عدة أيام ومن هذه النقطة تحديداً بدأت حقبة الخيانة والبترودولار وتشويه كل ما هو ديني وسياسي، واستطاع مفكرو هذه المرحلة وعبر تقدم وسائط الإعلام المختلفة أن يسيطروا على العقل العربي فأضاعوا البوصلة وأهانوا العقل العربي وروَّجوا لكل ما هو انفصالي وقُطري،




ومع الأسف طالت هذه الحقبة لأكثر من واحد وأربعين سنة حتى فُجِعنا بما أسموه الربيع العربي وهي المؤامرة الجديدة بثوب مختلف عن كل ما سبق من مؤامرات استعمارية، ولقد حصد هذا الربيع العربي كل فكر مقاوم وذبح كل أمل قومي وحدوي فأصبح تدمير مصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن وجهة نظر ليس إلا، مع أن هذا الرديء العربي كان الأخطر في مسلسل المؤامرات الاستعمارية ضد المنطقة.

ذلك ما كان في عجالة حتى نهاية العام 2017 حيث أصبحنا أمام وقفة جادة يطرحها كثير من الوحدويين والقوميين والمفكرين والعقلاء في هذا الوطن العربي حيث أوضح هؤلاء حقيقة المؤامرة وأهدافها القذرة، والأمل لدينا أن يتنامى فكر هؤلاء في عقلية الحاكم والمحكوم لنخرج من عنق زجاجة الوضع الراهن ونبدأ مرحلة ترسيخ القناعة بأننا أبناء وطن واحد ونملك كل مقومات التماسك والتوحد والنهوض دينا وتاريخا وجغرافيا لا يملكها أي شعب آخر في العالم.

هو امل نتمنى أن يتحقق مع هذا العام حتى ننجو من المحرقة الاستعمارية وأطماعها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.