بيان لأمين عام حزب البعث العربي التقدمي ” في الأردن ” فؤاد دبور
الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الخميس ) 23/4/2015 م …
*الأمة العربية حاضنة للرسالات السماوية وناشرتها للبشرية جمعاء
*الإسلام ثورة على التخلف والتعصب والفرقة والتشرذم، ودعوة الى الوحدة والتضامن والتكافل
*بمواجهة الغزو الاستعماري لا بد من إحياء المشروع النهضوي الوحدوي العربي
*قيم الاسلام شكلت قاسما مشتركا بين كل العرب المسلمين والمسيحيين
*نرفض حرف الدين نحو التطرف والإرهاب، ولخلق تناقضات طائفية ومذهبية تهدد الوحدة الوطنية.. وتحويله الى احزاب تجعل منه اداة للتفريق بين الناس
أوضح الرفيق فؤاد دبور أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ( في الأردن ) أن محاولات استغلال الدين وحرف بوصلته باتجاه الإرهاب والتطرف ليست من الدين في شيء ، مؤكداً على جدلية العلاقة بين الإسلام والعروبة وعلى وحدة الأمة مسيحيين ومسلمين ، مشددا رفض محاولات خلق حالة من العداء بين العروبة والإسلام ، لغايات أن الأمة العربية حاضنة للرسالات السماوية وناشرتها للبشرية جمعاء.
وأكد الرفيق دبور أن الأمة العربية حاضنة للرسالات السماوية وناشرتها للبشرية جمعاء. . وأن الإسلام شكل ثورة على التخلف والتعصب والفرقة والتشرذم، ودعا الى الوحدة والتضامن والتكافل، محولاً هذه القيم الى قوة حركت الأمة العربية ووحدتها وحشدت طاقاتها الحضارية.. مشدداً على العلاقة التكاملية بين العروبة والاسلام ومواجهة كل المحاولات الرامية الى وضع حواجز بينهما واظهارهما في مظهر التناقض والعداء .
مذكراً بأن الغزو الاستعماري الغربي عمل على تمزيق العرب وإضعافهم مستهدفاً هويتهم الثقافية والحضارية،خدمة لمشاريعه في السيطرة والهيمنة عليهم وسلبهم ثرواتهم ومقدراتهم وقرارهم السيادي المستقل، وزارعاً الكيان الصهيوني في قلب الامة للبقاء على هذا التمزق والضعف.
وقال أنه بمواجهة الغزو الاستعماري لا بد من إحياء المشروع النهضوي الوحدوي العربي الذي يؤكد على التواصل بين الأصالة والتحديث، بين التراث ومتطلبات العصر، وأن الدين مكون اساسي من مكونات هذا المشروع سيما وانه يمثل قاعدة أساسية في ميل الانسان العربي.
وقال أن الفئات الضالة استغلت هذا الميل عند الإنسان العربي فدفعت باتجاه سلوكيات ليست من الدين في شيء .. بل واستخدمت الدين نحو التطرف وممارسة الإرهاب، ولخلق تناقضات طائفية ومذهبية تهدد الوحدة الوطنية..مشدداً من رفض استغلال الاسلام وحرفه خدمة لاغراض سياسية لبعض الجماعات التي تدعيه وجماعات اخرى توظفه في اعمال إرهابية ..
ومعارضا الاتجاهات التي تنادي باستخدام الدين وسيلة لتحقيق مصالح خاصة واظهاره بمظهر العائق دون تطور الامة وتقدمها وتحويله الى احزاب تجعل منه اداة للتفريق بين الناس.
مؤكداً احترام الاديان وحرية التدين لكل المواطنين.. منوهاً بأن قيم الاسلام شكلت قاسما مشتركا بين كل العرب المسلمين والمسيحيين، داعيا إلى تعزيز قيم الاديان السماوية الحقيقية الداعية الى النضال ضد الظلم والطغيان والاستغلال والاحتلال وتحض على عمل الخير وتحرير الانسان وحفظ كرامته وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين ابناء الوطن الواحد.
وفيما يلي النص الكامل لبيان أمين عام البعث العربي التقدمي في “الأردن ” فؤاد دبور، بعنوان ( الدين والثقافة العربية الاصيلة)
تحتل مسألة الدين والتدين حيزا خاصا في مجمل الشخصية الثقافية العربية، وتعتبر هذه المسألة واحدة من اهم ما يميز الثقافة العربية عن غيرها من الثقافات حيث تؤكد جوهرها الانساني وعمق مضامينها الفكرية، ذلك لان الارض العربية هي مهد الرسالات السماوية، والأمة العربية حاضنة هذه الرسالات وناشرتها للبشرية جمعاء. ويظهر التماييز الحقيقي للعرب في أبهى صورة عبر الدين الاسلامي الذي اكد بوضوح على القيم التي آمن بها العرب عبر تطورهم التاريخي وهي قيم التسامح والمحبة والدعوة للخير والعمل وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في المجتمع ومناهضة الظلم والطغيان ومقاومة العدوان والاحتلال والدفاع عن الكرامة.
، كما شكل الاسلام ثورة على التخلف والتعصب والفرقة والتشرذم ودعى الى الوحدة والتضامن والتكافل طبعا، هذه القيم حملتها كل الديانات السماوية الاخرى، الا ان الإسلام حولها الى قوة حركت الأمة العربية ووحدتها وحشدت طاقاتها الحضارية وجعلتها واحدة من أهم الأمم وأكثرها شأنا عبر عصور متوالية لكن الامة قد وصلت الى مرحلة صعبة عندما تفككت الدولة الواحدة وتحولت الى كيانات متناقضة، وجاء الغزو والاستعمار الغربي الذي عمل على تمزيق العرب وإضعافهم عبر استهداف هويتهم الثقافية والحضارية، خدمة لمشاريعه في السيطرة والهيمنة عليهم وسلبهم ثرواتهم ومقدراتهم وقرارهم السيادي المستقل وزرع الكيان الصهيوني في قلب الامة للبقاء على هذا التمزق والضعف.
ومن الطبيعي ان يكون الرد على مخططات الاستعمار ومشاريعهم العمل على إحياء المشروع النهضوي الوحدوي العربي الذي يؤكد على التواصل بين الأصالة والتحديث، بين التراث ومتطلبات العصر، ويشكل الدين مكونا اساسيا من مكونات هذا المشروع سيما وان الدين يمثل قاعدة أساسية في ميل الانسان العربي وقد استغلت الفئات الضالة هذا الميل عنده لدفعه الى سلوكيات ليست من الدين في شيء بل اكثر من ذلك ذهب هؤلاء الى تأطير الانسان العربي باستخدام الدين نحو التطرف وممارسة الإرهاب.
مثلما يتم استغلال الدين ايضا لخلق تناقضات طائفية ومذهبية تهدد الوحدة الوطنية للامة وهذا الامر الخطير يتطلب التعزيز المستمر للفكر القومي الذي يؤكد على الترابط بين العروبة والاسلام والذي يعمل على ترسيخ هذا الترابط بشكل منظم عبر نشر الوعي بكل الوسائل المتاحة تربويا واعلاميا وبتحميل أعضاء الحزب مسؤولية اساسية في نشر هذا الوعي بين الجماهير العربية. وتحقيقا لهذه المهمة والتي تؤكد على العلاقة التكاملية بين العروبة والاسلام ومواجهة كل المحاولات الرامية الى وضع حواجز بينهما واظهارهما في مظهر التناقض وحالة من العداء نؤكد على التمسك بما يلي:
1- احترام الاديان وحرية التدين لكل المواطنين.
2- ان الاسلام، بوصفه تعبيرا عن جوهر الثقافة العربية الانسانية فهو يشكل عاملا رئيسيا في نهوض العرب وانتقالهم الى عصر الفعل والوحدة حيث اسس العرب، استنادا الى قيم الاسلام حضارة انسانية لا يزال العالم بأسره مدينا لها في تقدمه وتطوره وقد شكلت قيم الاسلام قاسما مشتركا بين كل العرب المسلمين والمسيحيين.
3- ولما كانت قيم الاسلام تعبر عن جوهر الثقافة العربية فإن محاولات استغلال الاسلام وحرفه عن هذه القيم خدمة لاغراض سياسية لبعض الجماعات التي تدعيه وجماعات اخرى توظفه في اعمال ارهابية مثلما يحصل في العديد من اقطار الوطن العربي سورية، العراق، مصر، ليبيا وغيرها وجماعات ثالثة تستخدمه في دعوات مذهبية وطائفية تنافى مع قيمه فيجب على الحريصين على الاسلام وقيمه وتعاليمه السمحة ان يواجهوا هذه الجماعت عبر توضيح هذه التعاليم لابناء الامة العربية والاسلامية والعالم اجمع.
4- نؤكد أهمية تعزيز قيم الاديان السماوية الحقيقية والتي تدعو الى النضال ضد الظلم والطغيان والاستغلال والاحتلال وتحض على عمل الخير وتحرير الانسان وحفظ كرامته وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين ابناء الوطن الواحد، مثلما تدعو الى التسامح والوحدة الوطنية والدفاع عن الوطن وتحرير الارض المحتلة وتكاتف جميع ابناء الوطن في مواجهة الطامعين بأرضه وارض الامة.
5- نعارض ونواجه كل الاتجاهات التي تنادي باستخدام الدين وسيلة لتحقيق المصالح الخاصة واظهاره بمظهر العائق دون تطور الامة وتقدمها وتحويله الى احزاب تجعل منه اداة للتفريق بين الناس، كما نؤكد على خطورة محاولات العزل بين العروبة والاسلام، مثلما ندين ونواجه ايضا توظيف الدين في قتل الانسان وذبحه وحرقه وتدمير مؤسساته وكذلك توظيفه لعمليات ارهابية فالأديان السماوية جميعها تحث على الالفة والمحبة وتنادي بالكفاح والشهادة من اجل عزة الوطن والمواطن واستعادة الحقوق المسلوبة فالدين حق، واتباع تعاليمه السمحة حق وحرية التدين حق، والدفاع عن قيم الدين حق.
الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فـــؤاد دبـــور
التعليقات مغلقة.