أكاديميون وباحثون أردنيون يتوافقون في جلسة حوارية على ضرورة استقلالية مراكز الدراسات والأبحاث ماليا وإداريا وتوفير باحثين دائمين لها
عمان 30 كانون الثاني ، الأردن العربي
أكد أكاديميون وباحثون ضرورة استقلالية مراكز الدراسات والأبحاث ماليا وإداريا، مشيرين إلى أن الأردن يعاني من نقص في الباحثين.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان( لماذا مراكز البحث والتفكير مهمة؟ ) عقدها مركز الدراسات الاستراتيجية – الجامعة الأردنية، بالتعاون مع منتدى الاستراتيجيات الأردني.
وتوافق المتحدثون على أهمية المراكز البحثير ، وعلى حاجتها إلى تطوير عملها بصورة كبيرة، وضرورة استقلالها ماليًا وإداريًا، وتمتعها بالموضوعية والحيادية والشفافية.
ويأتي عقد هذه الجلسة الحوارية بالتزامن مع لقاءات بـ 150 مدينة حول العالم، بمناسبة صدور التصنيف العالمي السنوي لمراكز الدراسات، والذي تصدره سنويا جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية.
وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، د. موسى شتيوي،” حتى تكون مراكز الدراسات والأبحاث فعالة وتُنتج أبحاثا نوعية تفيد صنّاع القرار، يجب أن تكون مستقلة ماليًا ولديها ولها موارد مالية تستطيع من خلالها عمل أبحاث منتجة، بالإضافة إلى ضرورة تمتعها بالحيادية والموضوعية”.
وأضاف أن كل الجامعات لديها مراكز أبحاث، لكن في نفس الوقت ليس لدى هذه المراكز ميزانية تُخصص لها من نفس الجامعة، مشيرا إلى التحديات المالية ، حيث ( شُح الكفاءات البشرية أو نقصها وخصوصًا في المجالات المتخصصة الفرعية)
من جهته،قال وزير الخارجية الأردني الأسبق، رئيس الهيئة الإدارية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني، عبد الإله الخطيب إن مراكز الدراسات والأبحاث، وخصوصا في الجامعات، بـ (حاجة إلى تطوير عملها وبصورة كبيرة، فضلاً عن أنها بحاجة بنفس الوقت إلى مساحة أكبر من الحرية والموضوعية والاستقلالية مالية كانت أم إدارية.)
وأرجع الخطيب سبب انهيار بعض الدول أو تلك التي حصل فيها أزمات إلى “فشلها في مواجهة التحديات المدنية الحديثة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو تعليمية أو صحية أو في مجال النقل، فضلًا عن غياب السياسات والنجاحات بشكل عام”.
بدورها، قالت رئيسة تحرير صحيفة “الغد”، جمانة غنيمات، أنه يجب أن يكون هناك عملية “ترسيم” علاقات بين الإعلام ومراكز الدراسات للمساهمة بصناعة الرأي العام تجاه قضية معينة أو تقييم وضع قائم أو إيجاد حلول لمشكلات وتحديات يعاني منها المجتمع.
وركزت غنيمات على تمتين العلاقة بين المراكز والسلطة لكي تؤثر بصناعة القرار، فـ (الكثير من السياسيين لا يؤمنوا بمراكز البحث كواحدة من أدوات صناعة القرار.)
من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية، د. مجدي الدين خمش، إن الرأي العام هو البيئة التي يعمل ويسعى الكل للحصول على حصة منها، أي بمعنى أصح أن هناك نوعاً من التنافس.
وأضاف عندما تكون الإدارة ناجحة، فذلك يعني أن هناك مؤسسات مجتمع مدني ناجحة، وهناك حكومات ناجحة وهناك أيضًا مراكز بحث ودراسات ناجحة.
من ناحيتها، أكدت د. لينا حداد أنه يجب أن تكون الدراسات نوعا ما فيها مسيسة بغية الوصول إلى صانع القرار وإقناعه بنتائج تلك الدراسات..وعزت الفجوة بين صانع القرار وهذه المراكز إلى “عدم استقلال الحكومات والمراكز بشكل عام”.
من جانبه أكد الكاتب الصحفي د. محمد أبو رمان، أهمية البحث العلمي، قائلا إن الأردن (يعاني من نقص في الباحثين، وهناك مشكلة في عملية سد ذلك النقص، وبناء الباحث والمراحل التي تؤسس لولادة الباحث(. وأشار الى محدودية الموارد المالية المخصصة للبحث العلمي”، وأن جزءا كبيرا منها (عبارة عن تجارة ويسعى أصحابها أو القائمين عليها إلى تحقيق ربح مادي(
وراى د. إلياس سلامة إن نجاح أو فشل العلاقة بين المراكز البحثية والإعلام والحكومة يعتمد بشكل أساسي على مجالس الإدارة لتلك المراكز.
وأشار في الوقت نفسه إلى أن المراكز لا تقوم بتعيين باحثين دائمين، وإنما يتم التعيين لمشروع ما تنتهي مهمة الباحث بانتهائه.
عن (بترا) بتصرف ..
التعليقات مغلقة.