مسقط تستعدّ للحوار اليمني… وتركيا سلّمت عنوان الدوري للاستخبارات العراقية

 

الأردن العربي – المحرر السياسي للبناء  ( الخميس ) 23/4/2015 م …

لليوم الثاني فشلت محاولات تصوير القرار السعودي بوقف الحرب على اليمن، كانتصار، بينما لم يتحقق شيء من أهداف الحرب، فممثلو الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في الرياض يجتمعون بسفراء السعودية وأميركا وبريطانيا المعتمدين في اليمن، على رغم تصويره في الإعلام السعودي العدو رقم واحد، وتأكيد المسؤولين السعوديين أن لا مكان له في أيّ حوار أو أيّ حلّ في اليمن. وفي المقابل بدأت الأسرار التي أحاطت بتفاصيل قرار وقف الحرب تتكشف عن المفاوضات المتسارعة التي أدّت إلى الإعلان عن وقف العاصفة، وادّعاء الانتصار، أو نسبة القرار لطلب من الرئيس اليمني المستقيل منصور هادي، حيث تفيد المعلومات المتواترة عن المفاوضات التي أدار بعضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباشرة مع الملك سلمان بن عبد العزيز، بعدما أصرّت إيران على رفض القبول بأيّ إعلان عن تسليم الثوار الأمن في صنعاء وعدن للجيش على رغم موالاته لهم، إلا بعدما تعلن السعودية وقف الحرب، لربط الأمر بإنجاز معنوي سعودي عنوانه قرار مجلس الأمن، فكان ردّ الملك الرضوخ للشرط الإيراني، وإعلان وقف الحرب مقابل تعهّد بتسليم الجيش الموالي للثوار أمن عدن وصنعاء مقابل تعهّده بتنحي منصور هادي وتسليم الرئاسة لنائبه خالد بحاح، طالباً ضمانة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتسوية، وكان اتصاله به لهذا الغرض.

مضمون التسوية السياسية الإقليمية، رسمته المواجهة الافتراضية بين السفن الحربية الأميركية والإيرانية في باب المندب، والتي أفضت إلى تكريس حق إيران بالتجوال في المضيق والتنقل بينه وبين مضيق هرمز باعتبارهما جزءاً من أمنها الإقليمي الحيوي. أما مضمون التسوية اليمنية، فقد جاء تعبيراً عن خلاصة التقاطعات بين المبادرة الإيرانية والإعلان الدستوري للثوار، وما بينهما من دعوة لحوار بلا شروط وتشكيل حكومة توافقية واسعة التمثيل، مهمّتها التمهيد لانتخابات برلمانية ورئاسية خلال سنة، بينما نقلت مواقع سعودية معلومات عن مبادرة تعدّها سلطنة عمان لحوار يمني، ربما تتولى هي استضافته في عاصمتها مسقط وتشارك في رعايته السعودية وإيران، من ضمن حضور دولي وإقليمي. وتتضمّن المبادرة، ما قالت المصادر السعودية إنه يتوافق مع أهداف عاصفة الحزم وقرار مجلس الأمن، بتسليم وحدات الجيش الأمن في المدن الكبرى، وتشكيل حكومة توافقية تتولى التحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية ووضع مسودّة دستور جديد، وضمان عودة شرعية منصور هادي ممثلاً بنائبه خالد بحاح إلى اليمن.

في هذه المناخات السياسية، بقيت السعودية تلملم شظايا الفشل، وتواصلت الاشتباكات في مدن يمنية عدة، قامت خلالها الطائرات السعودية بالتدخل لصالح مجموعات تنظيم «القاعدة»، ما دفع بالناطق الرسمي بِاسم أنصار الله، إلى الإعلان عن عدم الاستعداد للتجاوب مع أي مبادرات قبل وقف التدخل السعودي العسكري نهائياً وفك الحصار عن الموانئ اليمنية.

مقابل ظهور مسقط كعاصمة وسطية مقبولة في جنوب المنطقة، تسعى تركيا لتبييض صفحتها، للعب دور الوسيط المقبول في الشمال، فتقدّم أوراق اعتمادها، خصوصاً مع الفشل السعودي قبل نهاية العاصفة. فقامت وفقاً لمعلومات مصادر أمنية عراقية مطلعة، بتسليم الاستخبارات العراقية المعلومات المفصلة عن أماكن وجود وتنقل نائب الرئيس العراقي السابق عزت الدوري الذي يتولى موقعاً قيادياً بارزاً في تشكيلات «داعش»، ولقي حتفه في عملية خاصة للاستخبارات العراقية قبل يومين.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.