مشروع التحالف العربي !! / سامي شريم

 

سامي شريم ( الأردن ) الجمعة 24/4/2015 م …

هل قصف العرب للأراضي العربية وقتل العرب للعرب يصب في المشروع العربي الجديد ؟ التحالف العربي خطوة غير مسبوقة في تاريخ العرب مطلب لكل عربي حر وشريف يؤمن بإمكانات هذه الأمة ويعرف أن العرب بإمكاناتهم قوة لا تُقهر .

ولكن أن يبدأ المشروع العربي بالإتفاق على تبديد ثروات العرب في حرب عربية عربية مواصلة لسفك الدماء وتقطيع الأشلاء واستدعاء الثارات ، هل هذا هو المشروع العربي الذي يُمثل طموح أبناء الأمة في النهوض والتقدم ؟؟!! ألا تكفي اللغة الواحدة والدين الواحد والتاريخ الواحد والجغرافيا الواحدة والثقافة الواحدة والمصالح الواحدة لإقامة أمة واحدة ؟؟!!! ألا يكفي ما دفعناه من دمائنا واموالنا وأعراضنا وحضارتنا ثمناً للفرقة ؟؟! .

أين المشاريع القومية والمشاريع الإندماجية ودعوات الإنصهار السياسي والإقتصادي والتكامل والعملة الموحدة والدفاع المشترك والنموذج الأمريكي والأوروبي للتعاون العربي كلها مشاريع فشلت لفشل الأحزاب والقادة ومؤسسات المجتمع العربي في تعزيز التعاون المشترك ، بدأت الفرقة الفعلية عندما فُرز العالم العربي إلى عالم فقير وآخر غني !!! طبعاً بالإضافة إلى وجود المشروع الصهيوني والأطماع الغربية .

لم يعد الحديث عن الأحلام العربية مقبولاً بعد ما خاف الأغنياء من جشع الفقراء ، لم يكن هذا في حساب الأوروبين عندما ضموا إليهم دول الإتحاد السوفياتي المُنحل حيث كانت أربع عائلات تتشارك في دجاجة في احتفالاتها ضُمَتْ هذه الدول إلى الدول الأكثر رفاهية وأهمية في الإقتصاد العالمي ولم تشتكي المانيا من دفع 248 مليار يورو لتعزيز الاستقرار في اليونان رغم اختلاف اللغة والطائفة والعادات والتقاليد والقيم والتاريخ والجغرافيا .

لم يعد الفكر القومي العربي الذي يعتبر الوحدة العربية القائمة على القومية بداهة تاريخية يتعين إكمالها بوحدة فعلية شاملة قوامها المصلحة العربية بإعتبارها ضرورة مُلحة يفرضها الحفاظ على استمرار الوجود العربي ، لو فَهِمَها العرب هكذا لما تأخرت الدول العربية الغنية عن انفاق فائض موازنتها لعام واحد لإنعاش الشرق الأوسط أو المنطقة العربية ، مالذي يمنع إذا كان لديها فائض سنوي أكثر من 450 مليار دولار .

كيف سيكون شكل الشرق أو العالم العربي في ظل إقامة مشاريع انتاجية لتعديل الميزان التجاري العربي وميزان المدفوعات وتعزيز ثقة المواطن العربي بنفسه لمن يبحث عن فرصة عمل تُقيم أودهُ أو في تعزيز قدرات العالم العربي في البحث العلمي و تطوير القدرات ورفع سوية الكوادر العربية ودعم الإبتكار والإبداع والإختراعات وإقامة الصناعات التكنولوجية الثقيلة والمتوسطة ودعم الصناعات الخفيفة والصغيرة ، ألم تكن هذه الوسيلة الأفضل للقضاء على بؤر الإرهاب الذي يموله الفقر والعوز والجوع والشعور بالإضهاد والتهميش والقهر الذي اغتنم فرصة وجود الشباب العربي اليآئس الذي يبحث عن حور الآخرة لفشله في الدنيا .

كان على المشروع العربي أن يكون حضارياً جاهزا ًوهو يملك كل المقومات لنهضة الأمة ، أن يذهب إلى تشكيل مجلس من شخصيات وازنة خبيرة تعمل على وضع برنامج لعلاج مشاكل العرب ووضع آمالهم وطموحاتهم موضع اهتمام وإنهاء بؤر التوتر وحل الإشكالات العربية العربية والإشكالات مع المشاريع القائمة في المنطقة بما يُعزز علاقات التعاون والتكامل لفائدة جميع الأطراف ونبذ النزاعات وما يُعززها .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.