لا بدّ من صنعاء ولو طال السفر! بقلم هيئة التحرير للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

الأردن العربي 2 شباط ( خاص )




ربما يقدّم عرض أنصار الله رغبتهم بوجود نافذة مفاوضات والعودة الى طاولات البحث عن مشتركات ومخارج من الازمات والحروب اليمنية التي تتّخذ طابع التآكل والاحتراب للاحتراب، مؤشّرا عن الحاجات الماسّة للبحث الجادّ بوقف هذه اللّعنة ووضع حدّ لها ما دام العالم والعرب والمسلمون منشغلين عن اليمن وجوع ومعاناة وأمراض أهله، فربّما تصير المبادرة مدخلاً للحلّ..

بعد أن انفجر الصراع المسلّح في صنعاء بين انصار الله وعلي عبد الله صالح، وأدّى الى مقتله، وتحققت لأنصار الله السيطرة والتمكّن، وبنتيجة ذلك تغيرت توازانات الحرب

والعلاقة بين مختلف الفصائل والقبائل الوازنة وانعكست بالمراوحة في الحرب مع “هادي” والتحالف. ثم ما لبثت أن انفجرت عدن – العاصمة المؤقتة لحكومة هادي – في صراع مسلّح لا يقلّ وطأةً عن الذي شهدته صنعاء، نجح فيها المجلس الانتقالي بفرض سيطرته على المدينة وتهميش هادي ومجلس وزرائه، ولولا تدخل التحالف لتمّت السيطرة على المبنى الذي تستخدمه حكومة هادي…

اذا كان انفجار الصراع في صنعاء بسبب انقلاب صالح على انصار الله وتفاهمه مع الاماراتيين، فإن صراع عدن يقع في قلب التحالف السعودي – الاماراتي ويسجّل تقدّما كبيرا في عدن والجنوب لصالح الاماراتيين على حساب السعودية والاخوان المسلمين وجماعة هادي.

لماذا بادرت الامارات عبر المجلس الانتقالي وحسمت السيطرة لها في جنوب اليمن؟ – درءا لخطر السعي السعودي للتحالف مع الاخوان وللجم الدور والتدخل السوداني المحسوب على الاخوان والسعودية والامارات تناصب الاخوان أشدّ العداء وتعتبر قتالهم اولوية مطلقة.

– تأمين مصالح الحراك الجنوبي الساعي للانفصال وإعطائهم منصّةً ودوراً لحماية عدن والجنوب من أية مخاطر.

– الحراك الجنوبي والحزب الاشتراكي متوجّسون من القاعدة وداعش والاخوان والسعودية، وهم في حضن الامارات.

– الحراك الجنوبي له نفوذ في الجنوب، والامارات تحتاج الى قوة حليفة تلبّي مصالحها في الامساك بعدن وحضرموت والسواحل الطويلة والحضور في باب المندب وتأمين سيطرتها على النفط وطرق نقله من الخليج الى بحر العرب.

– تجعل المجلس الانتقالي والحراك الجنوبي في وجه الاطراف الاخرى عند البحث عن حلّ لليمن يبدو أنه صار في حالة تقسيم عملية، فبعض الشمال وصعدة للحوثيين وتعز والهضبة لحزب الاصلاح الاخواني، والجنوب للامارات والحراك الجنوبي.

أحداث عدن ليس لها أن تغيّر أو تؤزّم التحالف السعودي – الاماراتي بقدر ما لها ان ترسم ملامح وتخوم فاصلة بين القوى اليمنية وتحالفاتها ومناطق السيطرة. كما لها ان توفر

للامارات فرصة تحقيق مصالحها في الجنوب بعد ان اخفقت بتغيير التوازنات بعد مقتل صالح وانهيار حزبه وانفراط شمله…

الحالة: مزيد من التآكل والاحترابات المحليّة بين مختلف المكونات والفصائل..

استقرار خطوط التماس في الحرب …

استحالة أن يستطيع أحد حسم الحرب في وجه الآخرين واستمرار التآكل المديد لليمن والى وقت طويل ، بانتظار مبادرة اقليمية دولية لم تنضج شروطها وقواها، ولا يبدو مرشحا للتقدّم بها إلّا الروسي والمصري، وكلاهما في النصف الاول من السنة الجارية مشغول بانتخاباته الرئاسية، يبدو عرض انصار الله محاولة لتحريك المياه الراكدة…

استمرار التآكل يعمّق المأزق السعودي ويراكم الاستنزاف ويحول دون تمكّن السعودية في الملف السوري – العراقي والفلسطيني المتفجر ويزيد في عزلتها.

لا بدّ من مبادرة تستثمر وتزيد في مأزق السعودية..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.