لزوم ما لا يلزم” في قطع القلاقات مع كوريا الديموقراطية / محمد ابو عريضة

نتيجة بحث الصور عن محمد ابو عريضة

محمد ابو عريضة ( الأردن ) السبت 3/2/2018 م …




يقول الوزير الجهبذ إن قرار الأردن بقطع علاقاته الدبلوماسية مع كوريا الديموقراطية يأتي في إطار سياسة المملكة الرافضة لمنطق القوة والديكتاتورية.

دعونا نحاكم هذا القول وفق الواقع:

1: الكيان الصهيوني يفرض نفسه علينا صباح مساء وفق منطق القوة، ويعتدي علينا كل لحظة وفق منطق القوة، ويحتل أراضينا ويستبيح دماءنا وفق منطق القوة، فهل بإمكان الأردن قطع العلاقات الدبلوماسية معه؟

2: الولايات المتحدة الأمريكية احتلت العراق وفق منطق القوة، وقتلت أكثر من مليون ونصف عراقي، وأصابت أكثر من ثلاثة ملايين، وشردت سبعة ملايين وفق منطق القوة، فهل يجرؤ الأردن قطع علاقاته الدبلوماسية مع واشنطن؟

3: السعودية قتلت عشرات آلاف اليمنيين في عدوان فاضح، وفق منطق القوة، لا لبس في توصيفه وفق القانون الدولي، وتفرض علنا شروطًا كثيرة في العلن وفي السر، وفق منطق القوة، فهل بإمكان الأردن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرياض؟

4: فرنسا، التي بكينا حزنًا على ضحايا “أبيدو” فيها، قتلت عشرات آلاف الليبيين في عدوان فاضح، وفق منطق القوة، صحيح أنه مغطى بقرار من جامعة الدول العربية ومجلس الأمن، إلا أنه عدوان، فهل بإمكان الأردن قطع العلاقات مع فرنسا؟

هذا غيض من فيض.. ومع ذلك فـ”رب ضارة نافعة”، فما يضير بيونج يانغ إذا ما قطعت المملكة الأردنية الهاشمية العلاقات الدبلوماسية معها، لا شيء، فكوريا التي تتحدى أمريكا، لا تسأل كثيرًا عن دول صغيرة مثل الأردن تدور في الفلك الأمريكي، وقد تكون هذه فرصة لبيونج يانغ لتوفير بضعة آلاف من الدولارات، تدفعها لوجود سفير لدى عمان، مقيم في دمشق.

العلاقات التجارية مع كوريا الديموقراطية صفر، ولم نسمع أن وفدًا أردنيًا أو مواطنًا أردنيًا عاديًا زار كوريا الشمالية، صحيح أن هناك سفيرًا أردني لدى بيونج يانغ يقيم في بكين، غير أن العلاقات بالأساس غير موجودة، فكيف تقطع علاقات أصلًا غير موجودة إلا على الورق.

أما مبررات القرار من وجهة نظري، فهو مقدمة لسلسلة مقبلة من التنازلات لإعادة تأهيل الأردن، حتى تسمح له واشنطن بالعودة إلى مداره في الفلك الأمريكي، بعد أن أزاحه قرار ترامب حول القدس عن مساره قليلًا.

خلاصة القول: قرار الحكومة الأردنية بقطع العلاقات مع بيونج يانغ يأتي تحت باب “لزوم ما لا يلزم.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.