د.الشّعلان ود.كاظم في أمريكا في مؤتمر “تأثير دون كيخوته في الآداب والفنون العالميّة”

 
 
 
 
 

الأردن العربي ( خاص ) الجمعة 24/4/2015 م …

شاركت الأديبة د.سناء الشّعلان والدكتور عدنان كاظم في فعاليات المؤتمر العالمي الحادي والخمسين لجامعة كاليفورنيا ( California State University,Domingues Hills) في لوس أنجلوس في الولايات المتّحدة الأمريكيّة في دورته للعام 2015 تحت عنوان “تأثير دون كيخوته في الآداب والفنون العالمية”( THE INFLUNCE OF DON QUIXOTE IN THE HUMANOTOES)،وذلك عبر المشاركة في ورقة بحثيّة مشتركة متخصّصة بعنوان (تأثير رواية دون كيخوته في رواية المتشائل لأميل حبيبي).

ويُذكر أنّ هذا المؤتمر العالمي قد نطق باللغتين الإنجليزية والإسبانيّة،وقد شارك فيه (93)باحث وباحثة وأكاديمي وأكاديميّة من 11 دولة من 4 قارات من المعمورة،وذلك على امتداد 3 أيّام من الجلسات التي تواكبت في وقت واحد في 4 جلسات متزامنة في المكان ذاته.وقد اشتمل المؤتمر على فعاليات على هامشه مثل معارض الصّور والأمسيات الموسيقيّة وحفلات رقص الباليه والعروض المسرحيّة وزيارة بعض المتاحف والأماكن التّراثيّة والفكريّة في ولاية كاليفورنيا.

وقد ذكرت د.الشّعلان ود.كاظم في ورقتهما البحثيّة المشتركة التي قدّماها في البحث أنّه ينطلق من فرضيّة أنّ الأدب الرّوائيّ العربيّ المعاصر قد تأثّر تأثّراً واضحاً بالرّواية العالمية الخالدة (دون كيخوته) لمبدعها (ميجيل دي ثربانتس سابدرا)،وأنّ البحث قد تصدّى لدراسة رواية(الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبيّ النّحس المتشائل)(1) للرّوائي الفلسطينيّ (إميل حبيبي)(2) أنموذجاً على هذا التأثّر الذي تفترض الدّراسة أنه تأثّر واضح وبيّن،ويسهل تتبّعه،ويشمل الأنساق الشّكليّة والفكرية والرّؤيوية في الرّوايتين.وقد استوت الدّراسة عندهما في المحاور البحثيّة التّالية:الأزمة والأداة والرّواية العلامة،والسّخرية والمفارقة ومأساويّة المآلات،وسخرية الموقف وسخرية السّياق اللغويّ،وسيميائيّة عتبة الدّخول وجمالية التّلويح بهدف السّرد،والتّجاور في بناء الشّخصيات،والمكوّن الغرائبيّ والعجائبي في الرّوايتين،والتّشابه في البناء السّردي في الأثرين.

وخلصت الدّراسة في نهاية الأمر إلى أنّ تأثّر (إميل حبيبي) في روايته(المتشائل) برواية(دون كيخوته)هو تأثّر بيّن وواضح،ومن السّهل حصر ملامحه وتفسيره وفق ثيمات جماليّة وفكريّة وموضوعيّة وغائية.وهو في الوقت ذاته يشكّل حالة خاصّة من التّناص مع رواية(دون كيخوته) واستدعائها في عمل إبداعيّ جديد وفق محدّدات إبداعيّة جديدة تمتح من البنية الأساسيّة ذاتها.

وفي ختام الورقة البحثيّة قالت د.سناء الشّعلان أنّ (ثربانتس) قد عزف على أيقونة السّرديّات الإنسانيّة عندما ألّف روايته (دون كيخوته) التي استوعبت بشكل طريف الفنون السّرديّة السّابقة له،وقدّمت شكلاً قصصيّاً جديداً يستدعي القصّة عبر تاريخها السّردي،ويعبر بها نحو عالم الرّواية في أنضج أشكالها،وهو بذلك قد توافر على معطيات ثقافيّة وجذور فنيّة وسرديّة وتراثيّة سمحت له أن يكون من آباء الرّواية الحديثة بلا منازع،وذلك أصبح عمله قبلة للمبدعين أمثال (إميل حبيبي) الذي استوعب هذا العمل الرّوائي الملحميّ،ثم أعاد أنتاجه من جديد في روايته (المتشائل) في شكل غرائبي عجائبي يمثّل وجهاً من وجوه المعاناة الفلسطينيّة في مواجهة العدوّ الصّهيونيّ.

لقد شقّ سرفتيس بروايته (دون كيخوته) درباً نحو الخلود،فسار فيه من سار،وتعثّر فيه من تعثّر.و(إميل حبيبي) في روايته (المتشائل) – التي تُعدّ من أهمّ الرّوايات العربيّة المعاصرة كما تُعدّ كذلك من أهمّ الروايات الفلسطينيّة على الإطلاق-قد استطاع أن يجعل من روايته ترنيمة من ترنيمات (دون كيخوته) بأجواء ومعاناة ووقع فلسطينيّ بحت.

وعلى هامش النّقاش الذي دار في المؤتمر حول هذه الورقة البحثيّة التي أثارت جدلاً طويلاً وفتحت أبواب أسئلة كثيرة قال د.عدنان كاظم” تُعدّ الرواية الفلسطينيّة ” المتشائل” للروائي الفلسطيني “أميل حبيبي” مثال واضح للتّأثّر برواية دون كيخوته،وهي تستحضر أجواء هذه الرّواية؛وفعلياً لا يستطيع أحد أن يدلف إلى هذه الرّواية دون الاتّكاء على رواية”دون كيخوته” التي تعدّ هي الساحة الخلفيّة لهذه الرّواية،فما لا تستطيع أن تقرؤه في رواية”المتشائل”بشكل مباشر تجده صراحة في رواية “دون كيخوته”،وما يُغلق على فهمنا في رواية”المتشائل” نجد أجوبتها في رواية”دون كيخوته”،ولذلك نستطيع أن نجد شبهاً كبيراً في تكوين هاتين الرّوايتين من حيث نفسية المبدع ودوافعه وظروف عصره ومعطيات وتكوين روايتهما وبناء شخصياتها ونحت ملامح أبطالها من حيث التكوين الفكري والنفسي والوجداني والعقلي.

“دون كيخوته” وخادمه”سانشو” يعيشان في عالم من الأوهام،وبطل رواية “المتشائل” الذي اسمه”سعد” يعيش مختلفاً عن الآخرين،وهو يعمل وكيلاً لإحدى الشّركات،ويرهق نفسه في الكتابة على أمل أن يصبح كاتباً،غير أنّه لم يتوصّل إلى شيء متميّز في هذا الميدان،فيكون مصيره هو مصير”دون كيخوته”،وهو الحياة في الأوهام،وعدم بلوغ الحلم والأمل،واجترار الخسائر والآلام النفسيّة والجسديّة،وهما بهاتين النهايتين تثيران أسئلة متشابهة حول معطيات الواقع وأسئلة الوجود ومآزق الإنسان في أبعاد اجتماعيّة معقّدة ومرهقة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.