لبنان يحتوي الازمة / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) السبت 3/2/2018 م …
وضعت المقاومة لبنان في مسرب اجباري لا يمكن تخطيه وهو التناسق مع تحالف المقاومة وجعلت حيّز المناورة لهذا الخيار ضيق جدا كما صنعت مناخات وطنية واقليمية ودولية ساهمت في توطيد السلم الأهلي والصمود السوري والتطور الايراني وانتقالها النوعي لمصاف الدول المحورية وفي التحول الروسي لدولة دولية عظمى ، وأصبحت قوة فاعلة كاسرة لميزان التفوق العسكري الصهيوني ومحققة توازن غير مسبوق لموازين القوى والرعب ولجم شهية العدو للتوسع والعدوان والرجعية العربية للعبث كما ساهمت في هزيمة مشروع الا رهاب الوهابي الاميركي الوظيفي .
صنعت هذه المعطيات فضاء حيوياً يصعب اختراقه وكسره وهزيمته وبذا وجد التيار الحر نفسه امام خيار المصالحة كخيار وحيد اثر الازمة التي اندلعت مؤخراً نتيجة لتصريحات جبران باسيل التي طالت نبيه بري رئيس حركة امل وكادت ان تتطور لمواجهات مسلحةه وان تفجر الساحة اللبنانية لو لم تكن الاعتبارات اعلاه واضعا باعتباره ان عمق لبنان الاستراتيجي هو سورية ومحورها الصاعد مقابل انحسار معسكر العدوان الاستعماري الاثم الامر الذي يضيف عمقا استراتيجيا للبنان ويعمق الفضاء اللبناني الحيوي ويزيده تماسكاًوًقوة ومنعة لذا فقد التحق التيار بالمركب الذي سيصل للبر الاكثر نجاعة وامناً .
ان اي سياسي يملك الحد الادنى من البصيرة والأفق يدرك ان محور المقاومة سيتولي دفة المستقبل بعد وضعت المقاومة لبنان امام خيار وحيد هو التصدي للعدو الصهيوني وتقويض مساعي العبث بالجبهة والأمن اللبناني الوطني ، ومقاومة مشاريع تفكيك الوطن العربي وتحقيق المصالح الاميركية .
أجهضت حكمة اللبنانين وبعد نظرهم وحرصهم على وطنهم التي أتت في مناخات يشكل بها محور المقاومة وتياراته في لبنان بيضة القبان والتيار الحاسم الذي لا يمكن السباحة بعكسه .
ان مساعي خلق أزمة لبنانية تندرج في سلسلة محاولات إشعال فتيل الأزمات اثر تطهير القلمون والتي بلغت ذروتها عند احتجاز السعودية للحريري وفرضها استقالته من الرياض في عملية بلطجة غير مسبوقة ثم محاولة اغتيال احد قادة الفصائل الفلسطينيةً ، كما تزامنت تصريحات باسيل مع تصريحات ليبرمان الغبية التي تدعي امتلاك حقول الغاز في الساحل اللبناني والتي تضمنت تهديدا صريحاً للبنان .
كما تزامنت مع زيارة نتن ياهو المرعوب من نتائج شوسي لموسكو مصطحبا رئيس الاستخبارات في دلالة على تقديمه معلومات لبوتين عن التصنيع العسكري للمقاومة والتواجد العسكري الايراني قرب الحدود السورية مع فلسطين المحتلة وقلقه من فشل مساعي تفكيك سورية والانتصارات الميدانية التي تحققت ، وتبلور وجه اخر لمحور المقاومة وهو القوة العسكرية المتأهبة لخوض حروب المستقبل والدفاع عن مصالح المحور بالاضافة للواجهة السياسية السابقة له .
لقد حصدت كل محاولات النيل من لبنان وتماسك جبهته الداخلية عكس ما اريد لها وأفضت لتماسك الجبهة الداخلية وزيادة قوتها ومتانتها وعمقها الإقليمي والدولي واثبتت ان بوصلة المقاومة هي صاحبة الكلمة الأعلى.
التعليقات مغلقة.