هيلاري كلينتون … التناقض العجيب / مسعود الدباغ

 

مسعود الدباغ ( الاردن ) السبت 25/4/2015 م …

“المتكلمة بحقوق المراءة” هيلاري كلينتون و التي كانت وزيرة للخارجية الامريكية  يتم تمويل حملتها الانتخابية من المملكة السعودية و التي تنتهك ابسط حقوق المراءة فيها .

مؤخرا قامت هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس السابق كلينتون و وزير الخارجية السابق للولايات المتحدة الامريكية،  بالترشح  رسميا للانتخابات في عام 2016 تحت شعار(في كل يوم يحتاج الشعب الامريكي الى بطل وانا اريد ان اكون هذا البطل) (1),في حملة عام 2008 كان شعارها “انا هنا لكي افوز”، وقد بدأت بالفعل حملات الدعاية التي تتحدث عن المستقبل المشرق الذي  تعد فيه الشعب الامريكي في حال انتخابها رئيسا.

يلاحظ بأن كامل حملة  كلينتون  تقوم على مسائل الحقوق المدنية والسلام والبيئة، وغيرها من المواضيع التي تلقى توافق الاغلبية من الشعب ، لكن وعند الوصول إلى السلطة سيتم نسيان  كل هذه المسائل بالفعل، كما حدث مع رؤساء آخرين (ديمقراطي أو جمهوري لا يهم) في السنوات الأخيرة، بما في ذلك زوجها بيل، والمعروفة باسم “داعية السلام” الذي بدأ حملة القصف الذي أدمى صربيا في عام 1999 (2).

بغض النظر عن بعض التناقضات، مثل حقيقة أن كلينتون و التي تتحدث عن البيئة ،يتم تمويل حملتها من قبل اباطرة النفط (3)، فلا يسع المرء إلا أن يلاحظ ذلك التناقض بين حملة كلينتون في مسألة حقوق المرأة، التي تعتبر نفسها و / أو تعتبرمن اكبر المتحدثين باسمها . حول هذه النقطة من المثير للاهتمام أن من بين الممولين الرئيسيين لحملة كلينتون الانتخابية مثل المملكة العربية السعودية وقطر وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة و دول اخرى من بينها اوكرانيا وايطاليا و هولندا و استراليا(4)، أوبمعنا اخر الأنظمة المستبدة حيث حقوق المرأة (بالإضافة إلى البشرية والمدنية) منتهكة بشكل روتيني، ” النساء في المملكة العربية السعودية لا تستطيع حتى قيادة السيارة” ، فالوضع الإنساني والحقوق الانسانية في هذه الدول مشابه لتلك التي  في الأراضي التي غزاها “الدولة الاسلامية”.(5)

على أية حال تجب الاشارة إلى أن كل هذا ليس شيئا جديدا، فمؤسسة “بيل وميليندا جيتس” تلقت ملايين الدولارات من  السعوديين (6)، وهيلاري شخصيا  تلقت هدايا من المجوهرات بقيمة  500 الف دولار مكافئة لها لدعمها لنظام آل سعود (7).

وباختصار، يبدو أن حديث لكلينتون وفريق حملتها الانتخابية  المتعلق بحقوق المراءة هي حقوق المرأة الأميركية فقط، وكذلك النفحات  التقدمية والديمقراطية، لأن السياسة الخارجية المبنية على الدعم المطلق لانظمة حكم مطلق ,متخلفة ، متعطشة للدماء مبنية على انتهاك منهجي للحقوق المدنية والفردية والتي تتوافق في مثل هذه الحالات ، ومن ناحية اخرى فهي في بعض الحالات حتى أقل من دولة الخلافة  الارهابية سيئة السمعة  .

1-     الصفحة الخاصة بهيلاري كلينتون على تويتر.

2-     خطاب الرئيس الامريكي الاسبق امام مجلس الشيوخ في 12-4-1999 بعد اقل من شهر على بدء الغارات الجوية ضد يوغسلافيا.

3-     وول ستريت جورنال 19-2-2015 J.Grimaldi and R.Ballhaus

4-     صحيفة “Il Giornale” الايطالية 13-4-2015.

5-     العقوبات الجزائية التي تطبقها السعودية هي ذاتها المطبقة من قبل داعش في المناطق التي تسيطر عليها.

6-     صحيفة “Il Giornale” الايطالية 13-4-2015.

7-     نقلا عن “New York Daily News” الذي اورد بيان لوزارة اخارجية الامريكية حول الهدايا التي تلقتها الوزارة.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.