تعليماتي لأولادي لكيفية التعامل مع الخبز/ كامل نصيرات
ملاحظة قبل القراءة : كلمة (العادة) المكررة في المقال مقصودة تماماً وليست ركاكة في التعبير.
اتصلت بالبيت كالعادة و سألتهم إذا كانوا يريدون أن أشتري خبزاً وأنا جاي كالعادة ..فكان الجواب كالعادة : جيب من باب الاحتياط ..بالعادة لا أغضب من هكذا جواب ولكن لا أعلم لماذا خرجتُ عن العادة وصرختُ : فش اشي اسمه من باب الاحتياط من اليوم وطالع ..ضاعت كل احتياطاتي ..فارتبكت (أم وطن) وقالت بصوت حاسم : خلص جيب ..آه بدنا خبز ؛ ليش الكذب؟!.
كالعادة تناولتُ كيس الخبز ..وكالعادة وقفتُ على الكاش ..وكالعادة ابتسم (محمود) في وجهي ..وكالعادة مازحته ..حتى قال لي :الكيس بأربعين قرش..طار المزح ..طارت العادة ..وتذكرت أن هذا أول يوم تسعيرة جديدة للخبز..حملتُ كيسي كأمّ تحمل طفلها ومضيتُ منرفزاً وأي حدّ يلمسني يتكهرب..!
وصلتُ البيت ..تصورتُ مع كيلو الخبز بأوضاع مختلفة ..ونشرتُ الصور على الفيس..تفاعل كبير من الناس..تهاني و تبريكات من آخرين ..حتى جاء موعد الغداء كالعادة..جلس أطفالي كالعادة..بدأوا يتعاملون مع الخبز بطريقتهم ؛ يعني كالعادة ..صرخت بكل واحد منهم وهو يمسك الخبز : ولك احترم الرغيف من اليوم وطالع ..يلاّ يلاّ بوس الرغيف ..كانوا يبوسون وهم يكبتون سخريتهم مني ..ولهم عذرهم لأنهم يجهلون عهد الخبز الجديد ..ولي عذري بالعصبية لأنني متكهرب والعادة لم تعد عادة..!
اعتقد كانت أصعب جلسة طعام بيني وبين عائلتي..أعطيتهم تعليمات كقائد عسكري لديه ألف نيشان ..كل حركة منهم تجاه الخبز بملاحظة مني أو بأمر : ولك زغّر لقمتك..ولك ما توقعْ نتاتيف من الخبز..ولك امضغ الخبزة جيداً..ولك من اليوم وطالع يا ويلك إذا بتحط الخبزة هيك ..ولك ولك ولك ..!!
*تفاجأتُ على الفيس بأن أم وطن تضع تهديداً مباشراً لي ؛ ويتفاعل معها الناس بين مؤيد ومعارض..قالت : ((تحذير الى ابو وطن كامل النصيرات
( اذا كل ما بدنا نقعد نوكل معك بدك تظل تعطينا تعليمات بخصوص الخبز … وتوجهنا الى كيفية فسم الرغيف … والمحافظة على النتتايف الباقية … وعدم ترك باقي الرغيف من غير اكل ) راح نعمل اضراب عائلي ونقاطع الاكل معك ونصير نوكل براحتنا وانت مش موجود …. يعني مش معقول الحكومة تتخذ قرارات واحنا ندفع الثمن … وياريت الثمن فلوس بس وكمان سمة بدن على الاكل ..
هيك الامور زادت عن حدها وقد أعذر من انذر
وعلى قولة المثل مش قادرين على الشو اسمه جاينن على الشو اسمه ….. الله اكبر .)).*
كالعادة ؛ سأقرأ وأطنش..وكالعادة سيضيع احتجاجهم وسط البيت وقد أحاسب أم وطن على مخالفتها لقانون الرضوخ العائلي بتهمة ارتكاب جريمة الكترونية بحق المهيب اللبيب حامي حمى البيت و الصارف عليه ربّ الأسرة الفاشل في التعاطي مع أولاده..!
[email protected]
التعليقات مغلقة.