حول الإوضاع العربية والحالة الراهنة التي يعيشها النظام العربي
بقلم فؤاد دبور الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
الأردن العربي 5 شباط
1- عجز العرب عن بناء الدولة الحديثة، دولة القانون والمؤسسات الديمقراطية، سواء على الصعيد القطري ام القومي.
2- فشل العرب بوضع اسس وقواعد للتضامن والعمل العربي المشترك، والاخفاق في تطوير عمل جامعة الدول العربية ومؤسساتها بما يخدم مصالح الامة القومية العليا. بل ارتهنت جامعة الدول العربية الى تسلط انظمة معينة حيث كان للمال الدور الاساسي في هذا الارتهان.
3- عدم وجود معايير وطنية وقومية عملية ملزمة للأداء السياسي الرسمي العربي لا سيما وان التوجهات السياسية في اقطار الوطن العربي لا تخضع لأية مقاييس حتى الوطنية منها، ولا تستجيب في معظمها للأصول التاريخية للامة، بل تذهب معظم الانظمة العربية الى انتهاج سلوك سياسي واقتصادي خاص بها لا يأخذ بعين الاعتبار المصالح القومية العليا للامة واحيانا حتى المصالح الوطنية لهذا القطر او ذاك، خاصة الاقطار التي تنتهج سياسة التبعية للسياسة الامريكية سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا.
4- استمرار التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية للأقطار العربية واستجابة بعضها لمثل هذه التدخلات. وتنفيذ السياسات التي تخدم مصالح اعداء الامة.
5- التضييق على الحريات العامة، ان لم نقل فقدان الحريات العامة، في معظم اقطار الوطن العربي، وغياب الديمقراطية والحوار الموضوعي البناء بين السلطة والشعب في هذه الاقطار، وسيادة السيطرة الكاملة والمطلقة للأنظمة واجهزتها بدلا من ذلك.
وحتى تكتمل الصورة لدى هذه الانظمة، فإنها تقوم بالاعتماد على منظومات واساليب حماية من الداخل تستند الى مصادرة الحريات بعامة وحرية التعبير والتفكير بخاصة، واطلاق المدى امام هذه المنظومات والمؤسسات لتمارس دورها في قمع الرأي الاخر بلا قيود، بل اكثر من ذلك فإن بعض اقطار الوطن العربي تعتمد في امنها الداخلي على حماية جهات اجنبية وتسير وفق توجهاتها.
واستنادا الى ذلك، فإن الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية في اقطار الوطن العربي تشهد حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار حيث تم تفجير ازمات ومخاطر
على الامة العربية، اضافة الى استجابة بعضها الى السياسة الاستراتيجية للغرب بعامة وللإدارات الامريكية المتعاقبة بخاصة، المتمثل بالسعي الحثيث للإبقاء على فرقة العرب وتشتتهم، ان لم نقل انزال المزيد من التفتيت بأقطارهم، عبر تشجيع الصراعات العرقية والطائفية والمذهبية بين ابناء القطر العربي الواحد، مما أوجد نزاعات وصراعات ادت الى زعزعة امن العديد من اقطار الوطن العربي وما تقوم به الادارة الامريكية في سورية والعراق واليمن وفلسطين هذه الايام يشكل نموذجا صارخا واضحا لمثل هذه المخططات التي تستهدف العديد من الاقطار العربية.
هذا، لقد كشفت هذه الازمات واقع الحال العربي المتردي بوضوح لا لبس فيه، ففي حين كان التحرك الشعبي العربي والدولي يشتد لمقاومة الحروب الامريكية – التركية وأنظمة عربية على سورية وفضح اهدافها ومراميها الحقيقية وتطويق هذه الحرب ومنعها والتضامن مع شعب سورية، فإن الموقف العربي الرسمي في معظم اقطار الوطن العربي كان الحلقة الاضعف في هذه الازمة بل واكثر من ذلك فقد اقدمت بعض الانظمة العربية على مساندة هذا العدوان عبر تقديم تسهيلات ومساعدات للعصابات الارهابية وسمحت باستخدام ارضها ومياهها واجوائها لهذه القوات والعصابات رضوخا واستسلاما للمشيئة الامريكية، وحتى نكون منصفين، فإن انظمة عربية اخرى قامت بالمقابل ببذل جهود حثيثة وجبارة ملموسة ومعروفة لمنع هذا العدوان.
على اية حال، هذه ابرز ملامح الوضع العربي العام، حيث فشلت القمم العربية المتلاحقة وخاصة تلك التي جاءت بعد العدوان على سورية والعراق واليمن بل كبرت الازمات التي واجهت هذه الاقطار وبشكل غير مسبوق وجعلها تتحول الى كارثة، لكن ، وبالرغم من كل ذلك، فإن تاريخ امتنا العربية يجعلنا نتفاءل على الدوام بقدرتها على النهوض والصمود في وجه التحديات والاخطار ولنا في المقاومة التي توجه سلاحها الى قوات الاحتلال، والمقاومة اللبنانية التي حققت انتصارا عظيما مشهودا تمثل بطرد الاحتلال عن جنوب لبنان وبقاعه الغربي وما زالت تطارده لإجباره على الخروج من مزارع شبعا ومنابع المياه اللبنانية واجبرته على اطلاق سراح معظم الاسرى اللبنانيين اضافة الى مئات الاسرى الفلسطينيين والعرب، دليل على قدرة هذه الامة على تخطي الواقع المرير الذي تعيشه،
وعلى بناء موقف عربي واحد يجعلها تنتقل الى اخذ دورها واستعادة مكانتها في العالم. وكذلك فقد حققت سورية والمقاومة انتصارات متلاحقة على العصابات الارهابية وداعميها.
ولا بد لنا من التوقف عند الانتصارات التي ما زالت سورية العربية تحققها على الارهاب وداعميه. مما يؤشر الى قدرة المخلصين العرب على المواجهة ورد العدوان.
التعليقات مغلقة.