مثقفون اردنيون يتوجهون بنداء لتأسيس جبهة ثقافية عربية تقدمية لمجابهةِ الفكرِ الظلاميِّ التكفيري

 

 

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الأحد ) 26/4/2015 م …

توجه مثقفون أردنيون وعرب بنداء إلى المفكرينَ والعلماءِ والمؤرخينَ والأدباءِ والفنانينَ والمبدعينَ العرب ؛ الذين يؤرِّقُهم الواقعُ البائسُ والمستقبلُ الغامض لشعوبهم .. لإنشاء أوسعِ جبهةٍ ثقافية تقدمية بمجابهةِ الفكرِ الظلاميِّ التكفيري، وأأشاروا في ندائهم إلى أنه بالعقل والتنوير يتم إنقاذ وجودِنا الحضاريِّ .. وأننا أمام خيارين  العقلُ أو الهمجية.. الثورةُ الثقافيةُ أو عصرُ الظلمات .

واعتبر منظمو الحملة أن الثقافةَ هي متراسُ الدفاعِ الأخيرِ عن الأمةِ، أيةِ أمة، وأن المثقفين لا يمكنهم مغادرةُ متاريسِهم أو رفعُ الرايات البيضاء أو غضُّ الطرْف أو التواري عن الأنظارِ أو التغافلُ عن الخطر الداهمِ عندما يتعلقُ الأمرٌ بالجولة الأخيرة من معركة الأمة الوجودية، حيث يكون الخيارُ بين البقاء أو الفناء الحضاريِّ.

واعاد القائمون على الحملة أن الإرهابيين التكفيريون يواصلون غزواتهم المتوحشة، مدجَّجين بالسلاح والمال والجَهالة، قادمين إلينا بالذبح والحرق والسبي وأسواقِ النخاسةِ والجزية والتهجير. ويعمدون بحماسةٍ عدوانيةٍ إلى إحراق عيونِ الكتبِ وكنوزِ المخطوطات النادرةِ وتدميرِ الأوابدِ والنفائس التاريخية والحضارية والأثرية ومحوِ منجزات التاريخ الإنسانيِّ العريقِ لشعوبنا، التاريخِ الذي شهد إبداعَ الحروفِ والقوانين والفنون منذ فجرِ البشرية، وذرِّها في رمال “الثقافةِ” الصحراويةِ القاحلة، وصولاً إلى إلغاء العقلِ بشكلٍ مطلق وشطبِ تاريخِنا الإنساني برمَّته من الذاكرةِ الشعبية.

وأضاف القائمون على الحملة ، لقد أخذْنا نشهدُ، بكلِّ أسفٍ وألمٍ وخجل، بدءَ تقهقرِ العديد من المرابطين في هذا المتراسِ الأخير للذود عن الوجودِ الحضاريّ لشعوبنا- متراسِ الثقافةِ العلمانية التقدمية والعقلِ والتنوير- أمامَ جحافلِ الثقافة الوهابية الجرداء، وطغيان طوفان البترو دولار، حيث يختار اللحنَ من يدفعُ للزمَّار، على القيم الوطنية والإنسانية.

وأصبحَ من الواضحِ لكلِّ ذي بصيرةٍ أنَّ الأمورَ في بلادنا قد وصلت إلى مفترقِ طرقٍ مصيريٍّ وخطير: فإمَّا البقاءُ أو الفناء، إما الرضى بالانزواء في هامش التاريخ أو الكفاحُ الدؤوبُ من أجل العودة إلى متنه.

ولذا، فإنَّ على كاهلِ المثقفينَ التقدميينَ جميعاً تقعُ مسؤوليةُ التحركِ قبلَ فوات الأوان وتَقدُّمِ الصفوفِ لخوْض معركة المصير الثقافية من أجل إنشاءِ جبهةٍ ثقافية تقدمية واسعة تُطلق حملةً تنويريةً مستمرةً وطويلةَ الأجل في مواجهةِ الفكر الظلاميِّ التكفيريِّ وتعملُ على إعلاءِ شأنِ العقل والعلمِ كي يصبحَ بالإمكانِ إعلاءُ شأن الإنسان والشعوبِ في بلداننا.

وختم الداعون للحملة الثقافية نداءهم للتوقيع عليه أفراداً وهيئات ، ودشن التوقيع عليه الأكاديمي ، ا. د هشام غصيب أستاذ جامعي ؛ رئيس الجمعية الفلسفية الأردنية الأردن ، والكاتب التقدمي د. سعود قبيلات ؛ رئيس رابطة الكتاب الأردنيين السابق . وغيرهما .

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.