” الفدائي ابن الفدائي ” احمد جرّار … نهاية رجل شجاع … باستشهاده أربك الإحتلال وأحرج الحكّام العرب

 




الأربعاء 7/2/2018 م …

الأردن العربي – بعد مطاردة كبيرة استخدمت فيها إسرائيل كل إمكاناتها العسكرية والأمنية، ترجل «الفدائي» الفلسطيني أحمد جرار وارتقى شهيدا، بعد أن تمكن عدة مرات سابقة من الإفلات من حصار محكم كانت تفرضه قوات الاحتلال مع أجهزتها الأمنية، على أماكن اشتبهت باختبائه في داخلها، وسط حالة حزن شديدة شهدتها الأراضي الفلسطينية كافة، وتوعد من المقاومة بـ»الانتقام»، قابلها حالة من «الفرح» لدى قادة إسرائيل، بعد أن أقلق الشهيد مضاجعهم على مدار شهر مضى.
وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس عن تمكنها من اغتيال المقاوم القسامي جرار، عقب عملية عسكرية واسعة شنتها في بلدتي «السيلة الحارثية» و»اليامون»، الواقعتين غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن قوات الجيش تمكنت من اغتيال جرار الذي وصفه بـ «العضو المركزي» في الخلية التي نفذت عملية قتل المستوطن الإسرائيلي.
وبدأت عملية الوصول إلى مكان جرار بحملة أمنية إسرائيلية واسعة النطاق في كافة مناطق جنين والقرى المحيطة بها، حيث دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية، قامت بتنفيذ عمليات بحث وتفتيش طالت الجبال والكهوف، على مدار اليومين الماضيين، بعد أن فشلت في ثلاث عمليات عسكرية سابقة في قرى جنين، من الوصول إلى المقاوم جرار.
وأعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» الذي أوكلت له مهمة الوصول إلى جرار، أنه في ختام جهود استخباراتية وعملياتية معقدة استمرت فور قتل فيها الحاخام شيفاح، في ساعات فجر أمس، وفي عملية مشتركة له مع الجيش ووحدة «مكافحة الإرهاب» التابعة للشرطة، تم اغتيال أحمد نصر جرار.
واتهم الجهاز الأمني الإسرائيلي جرار بأنه كان ناشطا رئيسيا في إطار الخلية التي نفذت عملية إطلاق النار في 9 يناير/ كانون الثاني الماضي، وأودت بحياة المستوطن قرب نابلس.
وحسب زعم الجهاز الإسرائيلي، فإنه خلال محاولة اعتقاله خرج المطلوب مسلحا من المبنى الذي تحصن فيه في قرية اليامون، مما أدى إلى إطلاق النار عليه، مشيرا إلى أنه عثر معه على بندقية من طراز إم-16 وحقيبة احتوت على عبوات ناسفة.
وذكرت مصادر محلية فلسطينية أن اشتباكا مسلحا اندلع في أحد أحياء البلدة عقب محاصرة الشهيد في غرفة مهجورة لجأ إليها إثر مطاردته من الاحتلال.
وتخلل العملية العسكرية قيام قوات الاحتلال بهدم أجزاء من مبنى وغرف في إحدى حارات البلدة، بعد أن شرع جنود القوة المقتحمة بعمليات تفتيش دقيقة في منازل المواطنين، وشرعت بأعمال تنكيل بالمواطنين، قبل أن تنسحب صباح يوم أمس، منهية عملية دامت لعدة ساعات، محدثة خرابا كبيرا في البلدة، كذلك تخلل العملية قيام قوات الاحتلال باعتقال عدد من أهالي البلدة.
وقالت المصادر الفلسطينية إن إسرائيل دفعت بقوات كبيرة للبلدة، مدعومة بآليات عسكرية وقناصة وطائرات استطلاع لم تفارق الأجواء، ونادت عبر مكبرات الصوت على الناشط جرار قبل استشهاده بضرورة تسليم نفسه.

فرحة إسرائيلية

وقضى الناشط جرار بعد شهر من المطاردة من قبل أعتى آلة عسكرية وأمنية في المنطقة، وبعد أن نجا من ثلاث عمليات عسكرية نفذتها قوات الاحتلال في قرى قريبة من جنين.
وفور انتهاء العملية عمت فرحة كبيرة بين ساسة تل أبيب، خاصة وأن تمكنه من الإفلات لمدة شهر من قبضة الاحتلال، مثل إحراجا كبيرا لأجهزة الأمن والاستخبارات وقوات الجيش.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تعقيبه على العملية «قوات الجيش ستصل لكل من يحاول المساس بالإسرائيليين»، فيما قال وزير الجيش أفيغدور ليبرمان في تدوينه على موقع «تويتر» أغلقنا الحساب مع أحمد جرار، وسرعان ما سنصل إلى قاتل بن غال»، يقصد المستوطن الذي قتل أول من أمس، ورحب بما وصفها «شجاعة» جيشه.
أما رئيس الدولة رؤفين ريفلين، فقد أشاد بالقوة الإسرائيلية التي نفذت العملية، فيما قال وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان، الذي أشاد بالقوة أيضا «سنصل إلى القتلة أينما كانوا يختبئون حتى الإرهابي الذي قتل إيتمار بن غال سننهي الحساب معه».
تنديد ووعيد فلسطيني

وعمت أجواء الحزن كافة المناطق الفلسطينية، بعد توارد أنباء اغتيال الفدائي جرار الذي دوّخ منظومة الأمن الإسرائيلية على مدار شهر مضى.
ونعت فصائل العمل الوطني في جنين، الشهيد أحمد نصر جرار ابن الشهيد نصر جرار من برقين، الذي ارتقى برصاص الاحتلال في بلدة اليامون غرب جنين، ودعت إلى إضراب شامل في المدينة.
وانطلقت مسيرات غاضبة في المدينة توجهت إلى منزل الشهيد جرار، رددت هتافات باسم الشهيد، بعد أن أعلنت المدينة الحداد، كما شهدت مناطق أخرى في الضفة الغربية انطلاق مسيرات حاشدة تنديداً بجريمة الاغتيال.
ونعت حركة حماس الشهيد «القسامي ابن القسامي» الذي قالت إنه «دوخ الاحتلال، وأربك أمنه، وأقض مضاجعه»، لافتا إلى أنه «أبى الاستسلام وقاوم حتى الرمق الأخير»، مؤكدة أن المقاومة ستبقى عصية على الكسر «حتى يندحر الاحتلال عن أرضنا كافة».
وأكدت مضيها في «ركب الجهاد والمقاومة حتى دحر الاحتلال»، مشددة على أن الضفة ستبقى «عنوان المقاومة والصمود والتحدي»، ودعت المقاومة في الضفة المحتلة لـ «الرد على جريمة الاحتلال»، وإلى ضرب جنود الاحتلال ومستوطنيه. وزفت كتائب القسام جرار، وقالت إنه ارتقى بعد أن «دوخ جيشاً بأكمله، وبات نموذجاً يحتذى لكل الأحرار في مقارعة الاحتلال وتبديد أسطورته الكاذبة بأنه لا يهزم»، مضيفة «فقد هزمهم أحمد وإخوانه ومرغوا أنوفهم في التراب». وشددت الكتائب في بيانها على أن «الملحمة البطولية» التي سطرها أبطالها في الضفة المحتلة «أقضت مضاجع الصهاينة واستنفرت منظومة أمنهم وأوقفت كيانهم المسخ على قدم واحدة». وأكدت أن «الباب مفتوح على مصراعيه أمام أبطال شعبنا، يسددون للعدو المزيد من الضربات المؤلمة».وقال جمال نزال المتحدث باسم حركة فتح في تعقيبه على ما جرى «إن التصفيات الإسرائيلية الدموية خارج القانون»، مؤكدا أن ملاحقة الأفراد الفلسطينيين واقتحام القرى والمدن وترويع الآمنين «ممارسات إسرائيلية مكشوفة الأهداف والمرامي التخريبية».
من جهته أكد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، أن الشهيد جرار «مثَّل نهج المقاومة الأصيل والمعبر عن طبيعة الظروف التي يحياها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الغاصب والمعتدي». وقال «أحمد نصر جرار نهج وليس فردا، وهذا النهج سيتواصل ويستمر». وشدد شهاب أن «صفحة الحساب لم تغلق بعد، ولن تغلق إلا بطرد هذا العدو واقتلاع هذا الباطل بحول الله وقوته». وقال «سيخرج من يسير على طريق أحمد النصر».
ونعت لجان المقاومة الشعبية الشهيد، ودعت إلى «تصعيد» المقاومة المسلحة والانتفاضة الشعبية، في مواجهة الاحتلال، وقالت إنه «رسخ معادلة جديدة في الصراع مع الاحتلال ومستوطنيه»، مشيرة إلى أنه كان «أسطورة فلسطينية ونموذجاً للشباب الحر المقاوم»‪.‬

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.