مصير الكيان الصهيوني إلى زوال … أمريكا و إسرائيل أعداء العروبة و الإسلام … عدم شرعية وعد بلفور / د.غازي حسين
د.غازي حسين ( فلسطين ) الأحد 4/1/2015 م…
o أميركا عدوة العروبة و الإسلام و الشعب الفلسطيني و جميع الشعوب في العالم, و الحليف الاستراتيجي للعدو الاسرائيلي, و شريك لإسرائيل في جميع حروبها على العرب.
o يهود أميركا و اسرائيل يهيمنون على البيت الأبيض و البنتاغون و وزارة الخارجية و الكونغرس و مجلس الأمن القومي.
o أميركا دافعت و تدافع عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين و الجولان و جنوب لبنان.
o أشعلت أمريكا الحرب على العراق بإكذوبة سوقها الموساد من أجل إسرائيل و النفط و شطب العرب من العصر الحديث.
o أمريكا تسخر امكانياتها لتهويد القدس و بقية فلسطين.
o أمريكا تبنت مشروع الشرق الأوسط الجديد لفرض هيمنة إسرائيل على البلدان العربية و ثرواتها.
o الموساد أقنع الرئيس الأمريكي بوش بمسلسل الأكاذيب لتدمير الجيش العراقي و الإطاحة بنظامه و القضاء على منجزاته.
o الصهيونية العالمية و إسرائيل يهددان الأمن و الاستقرار و التنمية و التطور و الازدهار في البلدان العربية و الإسلامية و نشر الفوضى فيها لتفتيتها.
o أمريكا و إسرائيل تنتهكان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, و حق الشعوب و الأمم في تقرير المصير و مبادئ القانون الدولي العام و القانون الدولي الإنساني.
o أميركا هي الدولة الوحيدة التي استخدمت القنابل النووية في ناكازاكي و هيروشيما.
o و إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك جميع أسلحة الدمار الشامل, و مصيرها إلى الزوال.
ظهرتقريركامبلبنرمانحولالاستراتيجيةالبريطانيةفيالشرقالأوسطعام 1907 وجاءفيه: “إنالبحرالأبيضالمتوسطشريانحيويلمصالحبريطانياالآنيةوالمقبلة… وكلحمايةناجحةللمصالحالأوروبيةالمشتركةلابدلهامنالسيطرةعليه،وعلىشطآنهالجنوبيةوالشرقية،وكلمنيسيطرعلىهذهالمنطقةيسيطرعلىالعالم. وإنالخطرفيهذهالمنطقةيكمنفيتحريرهاوتثقيفشعوبهاوتطويروتوحيداتجاهاتها،وعلىالدولذاتالمصلحةأنتعملعلىاستمرارتأخرهاوتجزئتهاوإبقاءشعوبهامتفككةجاهلةمتناحرةوعلىمحاربةاتحادهذهالجماهير،وإيجادالوسائلالعمليةلفصلهاعنبعضهاالبعضماأمكن. ويجبإقامةحاجزبشريقويمانعغريبلفصلالبلدانالعربيةالآسيويةعنالبلدانالعربيةوالإفريقية،وذلكيشكلقوةصديقةلبريطانياوعدوةلشعوبها.”(1)
وطالبالتقريربضرورةإقامة “إسرائيل” فيفلسطين.
وعندماجرتالمباحثاتبينفرنساوبريطانياوروسياالقيصريةعام 1916 لاقتساممناطقالنفوذلمتتوصلهذهالدولفياتفاقيةسايكس- بيكوإلىاتفاقحولمصيرفلسطينلأنكلدولةمنهذهالدولكانتتطمعبالاستيلاءعليها،لذلكنصّتالاتفاقيةعلىوضعفلسطينتحتالوصايةالدولية.
أخذتبريطانيابكلمالديهامنأساليبللسيطرةعلىفلسطين،فوجدتفيالحركةالصهيونيةضالتهاالمنشودة،كمارأتالحركةالصهيونيةبدورهافيبريطانياالبلدالوحيدفيذلكالوقتالذيبمقدورهأنيساعدالحركةالصهيونيةبعدفشلمساعيهالدىتركياوألمانياوروسياوفرنساوبإقامة “إسرائيل” فيفلسطينالعربية.
وجرىالاتفاقبينحاييموايزمانزعيمالحركةالصهيونيةوالمسؤولينالبريطانيينعلىأنتتعهدبريطانيابمنحفلسطينلليهودمقابلأنتعملالحركةالصهيونيةعلىفرضالانتدابالبريطانيعلىفلسطين. وتعهدوايزمانبتجنيدمالدىالصهيونيةمننفوذسياسيواقتصاديلفرضالانتدابالبريطانيعلىفلسطين.
وعندماتولىلويدجورجرئاسةالوزراءتحمّسلوضعفلسطينتحتالسيطرةالبريطانيةوذلكللمحافظةعلىالمصالحالبريطانيةفيالشرقالأوسطوبشكلخاصقناةالسويسوتأمينمواصلاتبريطانيابالهندوجنوبغربآسيا،ولأنتأسيسالدولةاليهوديةسيحولدونتحقيقالوحدةالعربيةالتيتهددمصالحالاستعمارالبريطانيفيالمنطقة.
وهكذاتلاحمتمصالحالاستعمارالبريطانيوالصهيوني،وتمتجسيدهذاالتلاحمفيوعدبلفورالاستعماريوغيرالقانوني.
وبتاريخ 18 آب 1917 سلّمالصهيونيوايزمانمسودةالوعدإلىبلفوروزيرالخارجيةالبريطانيليعرضهاعلىمجلسالوزراءوجاءفيها:
1- تقبلحكومةصاحبالجلالةالمبدأالقائلبوجوبإعادةقيامفلسطينكوطنقوميللشعباليهودي.
2- ستنسّقجهودهالتحقيقهذهالغايةمعالمنظمةالصهيونيةالعالمية”.(2)
وعرضبلفورصيغةالوعدعدةمراتعلىمجلسالوزراءالبريطاني إلىأنوافقعليهاالمجلسفيالتاسعمنتشرينالأولعام 1917 واعترفتبريطانيارسمياًفي الوعدبتاريخالثانيمنتشرينالثانيبشكلرسالةوجههابلفورإلىالمليونيراليهوديروتشيلد. وجاءفيهذهالرسالةمايلي: “إنحكومةصاحبالجلالةتنظربعينالعطفعلىتأسيسوطنقوميللشعباليهوديفيفلسطين،علىأنيفهمجلياًأنهلنيؤتىبعملمنشأنهأنينتقصمنالحقوقالمدنيةوالدينيةالتيتتمتعبهاالطوائفغيراليهوديةالمقيمةالآنفيفلسطين”.(3)
إنهذهالرسالةالتيوجههابلفورإلىالمليونيرروتشيلدلاتعتبرفينظرالقانونالدوليتصريحاًأومعاهدةدوليةلأنهاوحيدةالطرفولاقيمةحقوقيةلها.
فالقانونالدولييعرّفالتصريحبأنهيصدرعندولتينأوأكثرتحددانبهموقفهمامنقضاياسياسيةأواقتصاديةأوحقوقيةمعينةووجهاتالنظرفيهذهالقضايا.
ووعدبلفورلميكناتفاقاًبيندولتينوإنماعبارةعنتصريحوحيدالطرفأعطيلشخصليستلهصفةدولية.
والتصريحلمتوقّععليهشخصيتانحقوقيتاندوليتانولميوقععليهرسميونمنجانبتلكالشخصيتينالحقوقيتين،فاللوردروتشيلدشخصعاديليسلهصفةحقوقيةدولية.
وأمافحوىرسالةبلفور،فهومخالفلأبسطمبادئالقانونالدوليوحتىالوعودالرسميةالتيوعدتهابريطانياللعرب،كماإنفلسطينليستأرضاًبريطانيةوسكانهاليسوارعايابريطانيين،فلايحقلبريطانياأنتنتزعفلسطينمنأكثريةسكانهاالساحقةلتعطيهالأقليةمستوردةمنخارجالبلاد.
وخلالانعقادمؤتمرالسلامعام 1919 فيباريسطالبتالحركةالصهيونيةبوضعفلسطينتحتالانتدابالبريطانيكييتمتحقيقوعدبلفور،وقدمتمشروعاًلنظامالانتدابفيفلسطين.
وأعلنتعصبةالأممصكالانتدابعلىفلسطينبتاريخ 6 تموز 1921،وصودقعليهمن مجلس الحلفاء في 24 تموزعام 1922،ووضعموضعالتنفيذفي 29 أيلولمننفسالعام،وجاءفينصالمادةالثانيةمنصكالانتدابمايلي:
“تكونالدولةالمنتدبةمسؤولةعنوضعالبلادفيأحوالسياسيةوإداريةواقتصاديةتضمنإنشاءالوطنالقومياليهوديوفقاًلماجاءبيانهفيديباجةهذاالصك،وتكونمسؤولةأيضاًعنصيانةالحقوقالمدنيةوالدينيةلجميعسكانفلسطينبغضالنظرعنالجنسوالدين”.(4)
وهكذااستطاعالاستعماروالصهيونيةتجسيدأهدافهمافيوعدبلفورونظامالانتدابالذيتضمنتنفيذهذاالوعد.
إننظامالانتدابالذيأقرتهعصبةالأممبعدالحربالعالميةالأولىكانوسيلةمنوسائلالاستعمارلإعادةتوزيعالمستعمراتومناطقالنفوذالتيكانتخاضعةتحتالسيطرتينالتركيةوالألمانيةوكانتعصبةالأممأداةفييدالدولالاستعماريةلخدمةمصالحهذهالدول.
وعيّنتبريطانياالصهيونيهربرت صموئيلكأولمندوبساميعلىفلسطينلكييعملعلىخلقأجواءلتنفيذوعدبلفوروإقامةالدولةاليهودية، وذلك بفتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية، وإعطائهم أخصب الأراضي لإقامة المستعمرات اليهودية عليها.
وخلالفترةالانتدابعملتبريطانياعلىجعلالوكالةاليهوديةحكومةداخلحكومة،وفتحتأبوابفلسطينللهجرةاليهودية،وشجعتالصهاينةعلىالاستيلاءعلىالأراضيالعربية،وسمحتللوكالةاليهوديةبإنشاءقواتمسلحةكعصابةالهاغاناهوشيرنوالأرغون.
وكانتقواتالانتدابالبريطانيتقمعانتفاضاتالشعبالعربيالفلسطينيضد بريطانيا الاستعمارية وضد تهويد فلسطين العربية بمنتهىالوحشية.
وبعدانتهاءالحربالعالميةالثانيةخرجتبريطانيامنالحربأضعفمماكانتعليهعكسالولاياتالمتحدةالأميركيةالتيأصبحتأقوىمماكانتعليه..ولاحظتالحركةالصهيونيةمركزبريطانياالآخذفيالتدهور،فتوجهتإلىالولاياتالمتحدةالأميركيةوارتمتفيأحضانالاستعمارالأميركيوحوّلتمركزهامنلندنإلىواشنطنواستغلالاستعمارالأميركيهذاالتحولوأخذيتدخلفيالقضيةالفلسطينيةلصالحالحركةالصهيونيةالعالميةوصالحالاستراتيجيةالأميركيةفيالشرقالأوسط وضد حقوق ومصالح الشعب العربي الفلسطيني.
وأخذتالولاياتالمتحدةتزيدمناهتمامهابالشرقالأوسطلوجودكمياتهائلةمنالنفطولموقعهالاستراتيجيالمهموأخذالنفوذالأميركييزدادفيالمنطقة،بينماأصبحتفرنساوبريطانياعاجزتينعنالمحافظةعلىمصالحهماالاقتصاديةوالاستراتيجيةفيها.
انطلقوعدبلفورالاستعماري،ونظامالانتدابالبريطاني،الذيكانشكلاًجديداًمنأشكالالاستعماربعدالحربالعالميةالأولىمنالأطماعوالخرافاتوالأكاذيبالتيرسخهاكتبةالتوراةوالتلمودلإقامةدولةاليهودفيفلسطينالعربية،لخدمةمصالحالاستعمارالبريطانيوالصهيونيةالعالميةوعرقلةالوحدةالعربيةومعاداةالعروبةوالإسلام.
تستندالأمةالعربيةفيموقفهامنعروبةفلسطينإلىالأسبابالتالية:
* الحقالتاريخيللعربمنذبدءالتاريخوحتىاليوم.فالعربهم سكانفلسطينالأصليونوأصحابهاالشرعيون.
* بطلانوعدبلفورونظامالانتدابالبريطاني.
* عدمشرعيةتقسيمفلسطين.
* حقالشعبالفلسطينيفيتقريرالمصير،وحقاللاجئينفيالعودةإلىديارهمواستعادةأرضهموممتلكاتهمانطلاقاًمنمبادئالقانونالدوليوالعهودوالمواثيقوالقراراتالدولية،وأسوةفيالتعاملالدولي.
وكان الهدف من وعد بلفور تفتيت المنطقة ونهب ثرواتها والخطوة الأولى للدول الغربية والصهيونية العالمية لإقامة إسرائيل في فلسطين العربية.
بدأت مأساة شعبنا العربي الفلسطيني على يد بريطانيا صاحبة الوعد الاستعماري المشؤوم ومجلس الحلفاء الأعلى وعصبة الأمم الذين ضمّنوه في نظام الانتداب البريطاني، وكلّفوا بريطانيا بتنفيذه.
وجسّد الوعد تلاقي مصالح الاستعمار البريطاني وبقية الدول الغربية مع مصالح الصهيونية العالمية في محاربة الوحدة العربية والعروبة والإسلام، واستقلال فلسطين وإقامة أكبر غيتو يهودي استعماري وعنصري وإرهابي في قلب الوطن العربي وبقية المنطقة الإسلامية.
ويتناقض الوعد المشؤوم مع المادة 22 من ميثاق عصبة الأمم ومع مبادئ القانون الدولي وبشكل خاص حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
إن وعد بلفور غير شرعي وغير قانوني وباطل، وما بني على باطل فهو باطل مهما طال الزمن، لذلك نحمّل بريطانيا مسؤولية المآسي والويلات والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والنكبة المستمرة التي حلّت بشعبنا العربي الفلسطيني. لذلك نطالب بريطانيا بالاعتذار عن الوعد المشؤوم والنتائج الكارثية التي ألحقها بشعبنا وأمتنا، ونحملها المسؤولية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها قادة العدو الصهيوني. ونطالبها بالعمل على تقديم قادة الكيان الصهيوني الأحياء منهم والأموات إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب أسوة بمجرمي الحرب النازيين.
وتصرالأمةعلىأنفلسطينأرضعربية،وأنوعدبلفورونظامالانتدابباطلان،لأنفلسطينليستأرضاًبريطانيةكيتمنحهابريطانياإلىاليهودالغرباءعنهاوالدخلاءعليها، وأن قضية فلسطين ستبقى جوهر القضية القومية والقضية المركزية لسورية وللأمة العربية.
ونؤكد بمناسبة مرور الذكرى السابعة والتسعين لوعد بلفور الاستعماري تمسكنا بتحرير كامل التراب الفلسطيني من النهر وحتى البحر ومن رأس الناقورة حتى رفح، وأن المقاومة هي الطريق الوحيد والخيار الشرعي والقانوني والعملي والإنساني لعودة اللاجئين إلى ديارهم واستعادة أرضهم وحقوقهم المغتصبة وزوال الكيان الصهيوني ككيان استعمار استيطاني وعنصري وإرهابي.
المصادر
1- انظر: وثائقفلسطين،دائرةالثقافةفيمنظمةالتحريرالفلسطينية 1987،ص 81 نقلاًعن: منشوراتالمؤتمرالسادسللثقافةالعماليةفيالوطنالعربيوطرابلس 1983،الصراعالعربيالصهيوني،د.غازيحسين،ص7.
2- ليونادرشتاين “وعدبلفور” بالإنكليزيةنقلاًعنوثائقفلسطين،دائرةالثقافةفيمنظمةالتحريرالفلسطينية 1987،ص 83.
3- وثائقفلسطين،مصدرسابقص 84.
4- وثائقفلسطين،مصدرسابقص 106.
التعليقات مغلقة.