أمن مخيم عين الحلوة برعاية دحلان ؟ / زينب زعيتر

 

زينب زعيتر ( الإثنين ) 27/4/2015 م …

ينطق سكان مخيم عين الحلوة بعكس ما يصدر على ألسنة المتحدثين بأمنه، لما له صلة بجدلية العلاقة بين المصالحة التي يجري العمل على استكمالها بوساطة اللواء عباس ابراهيم بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي السابق في حركة “فتح” محمد دحلان من جهة، وتأثير ذلك على أمن المخيمات في لبنان وتحديداً مخيم عين الحلوة، وفيه القيادي محمود عبد الحميد عيسى الملقب بـ”اللينو”، والذي يُعتبر الذراع اليمنى لدحلان، الذي يُرجح ان يتشارك والقوى الامنية الفلسطينية في معركة ضد الاسلاميين التكفيريين في المخيم، على الرغم من كل التأكيدات بعدم حدوث معركة مرتقبة، وإن كانت بوادرها قد لاحت بالنسبة الى كثيرين.

ان كان اسقاط تهم الفساد من قبل محكمة جرائم الفساد الفلسطينية بحق القيادي السابق في “فتح” محمد دحلان، مرتبطاً بسير المصالحة بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وما لذلك من ارتباط وثيق بحفظ أمن المخيمات في لبنان، وخصوصاً مخيم عين الحلوة، فلا المصالحة الشاملة حصلت لغايته وتوقفت عند حدود المبادرة الايجابية للاتفاق على المصالحة، ولا التهم سقطت عن دحلان طالما انّ خيار الاستئناف أصبح نافذاً. يمكن قراءة أكثر من فرضية ارتباطاً بالواقع الفلسطيني في المخيم، فيها من التناقض ما يفسر الكثير من الاختلاف في وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية من جهتها، وبين الفصائل والشعب في المخيم، وخصوصاً انّ دحلان شخصية غير محببة بالنسبة الى كثيرين في عين الحلوة، وأقل ما يتردد عنه على السنة اللاجئين “دحلان زي ابو مازن، بيشتغلوا مع اليهود”. وللمفارقة يتفق المختلفون في وجهات النظر على انّه لا حيثية لدحلان داخل المخيم، بعكس ما يحاول البعض اظهاره، وان كانوا يقرؤون في اسقاط تهم الفساد والمصالحة ايجابيات وسلبيات.

أمن المخيم

يفيد مصدر أمني من داخل المخيم بأنّ ما يحصل يزيد من التوتر في الداخل، معتبراً انّه اذا استمرت “فتح” في هذا النهج المتبع فسوف تأخذ المخيم الى الهاوية، تاركة الامور وراءها غير منضبطة، وهو ما يفسره الكثير من الخلافات الداخلية بين الشخصيات الفتحاوية، معتبراً انّ التراكمات أدت الى توجه الشباب الفلسطينيين الى الالتحاق بالجماعات المتشددة. “تركوا الشباب للجهل والفقر، ما جعلهم يطرقون باب الاصولية سبيلاً الى الحرية”، ويتساءل “كيف لنا أن نتوقع ان تنعكس المصالحة الفلسطينية ايجاباً مع اشخاص اتفقوا مع اليهود؟”، فهل لدحلان تأثير على الجماعات الاسلامية التكفيرية والمتشددة داخل المخيم؟، يجيب “لدحلان ارتباط وثيق باللينو القيادي السابق في حركة فتح –وكان الاخير قد طُرد من المخيم لارتباطه بدحلان-، ويمكن الحديث عن أكثر من مجرد مونة لدحلان على بعض الشخصيات الاسلامية داخل المخيم وليس أكثر”. ويتردد في المخيم كثير من المعلومات التي تتحدث عن قرب معركة يسمونها “تطهيرية” من الجماعات الاصولية وخصوصاً بعد تسليط الضوء على مكان تواجد الارهابي المطلوب الى العدالة شادي المولوي ومقتل الارهابي اسامة منصور على يد القوى الامنية، من خلال جهود فلسطينية مشتركة يرعاها الدحلان وينفذها “اللينو” بموافقة الاجهزة الامنية اللبنانية، ما يؤكده المصدر الامني الذي لا يلحظ ايجابيات في المرحلة المقبلة التي سيكون عليها أمن المخيم.

مصالحة فتحاوية

وعن تأثير ردم الهوة بين الرئيس ابو مازن ودحلان، على مخيم عين الحلوة، علّق نائب مسؤول العلاقات السياسية لحركة “حماس” في لبنان احمد عبد الهادي في حديث لـ”البلد” مؤكداً بالدرجة الاولى انّ الجميع ودون استثناء حريص على أمن المخيم، والاهم انّ المصالحة ستكون على طريق القرار الفتحاوي الموحد. لا يربط عبد الهادي بين قرار رد تهم الفساد عن دحلان والمصالحة مع الرئيس الفلسطيني، “فالقضية لا علاقة لها بالمصالحة او العكس، وخصوصاً انّ المدعي العام من حقه ان يعود ويستأنف، وهنا يتساءل “هل تمت المصالحة أم لم تتم اصلاً، وفي معرض حديثه ينقل ما تم تداوله خلال زيارته لـ”اللينو” بحيث أبلغه عن مبادرة بين الشخصين لم تصل الى حدود المصالحة الشاملة، “وانما تم الاتفاق على أن أحدا لا يتطرق الى الآخر، بل مبادرة تهدف اولاً الى وقف الحرب الاعلامية”. من هذا المنطلق، ولعدم نضوج المصالحة تماماً، يمكن التأكيد على عدم الاثر الايجابي الواضح لذلك على أمن المخيم، أٌقلّه في المرحلة الراهنة، وهي فرضية لا يمكن استبعادهاً تقاطعاً مع ما أفاد به المصدر الامني، فماذا إن إكتملت بنود المصالحة سراً وجهاراً؟. يجيب عبد الهادي “اذا تمت المصالحة فنتحدث عن قرار فتحاوي موحد، واللينو تابع لدحلان ولذلك نتحدث بالتالي عن قرار واحد. ويصب ذلك ايجاباً بحيث يقتضي ذلك المحافظة على أمن المخيم وهذا يعني انّ هناك خطة شاملة لدى الجميع وليس لشخص دون آخر”.

ورداً على سؤال متعلق بما يتم تداوله عن معركة مرتقبة تكون بقيادة اللينو للقضاء على الاصوليين داخل المخيم، يجيب “لا اعتقد انّ هناك دورا لدحلان أو اللينو ولا وجود لمعركة ولا اقتتال داخلي، ولكن هذا لا ينفي معالجة المشكلة بحزم ويهمنا تحقيق الامن والاستقرار، وهذا ما أكدنا عليه مع اللواء عباس ابراهيم ونؤكد عليه دائماً”. وتؤكد الفصائل مجتمعة انّه لو لم يكن هناك تعاون ومجهود لما كان هناك مخيم اسمه عين الحلوة، على الرغم من شدة التعقيدات داخل المخيم.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.