ديراستيا / فلسطين … قصر أبو حجلة من محكمة الإعدام إلى معلم ضيافة .. بالصور

بالصور: قصر أبو حجلة من محكمة الإعدام إلى معلم ضيافة
قصر أبو حجلة



الخميس 8/2/2018 م …

الأردن العربي – عهود الخفش –

وسط البلدة القديمة في بلدة دير استيا شمال سلفيت، يأسرك مبنى بإطلالة أكسبته مئات السنوات هيبة تخبرك حجارتها ما لم تكن تعلمه، تقف أعمدته وجدرانه وأقواسه الثابتة والمعلقة، في ذلك المكان الذي ما زال يشكو إلى الله ظلم الظالمين، وسيرته التي ما زالت تتوارثها الأجيال.

“دنيا الوطن” تجولت بالمكان برفقة رئيس بلدية ديراستيا سعيد زيدان، حيث ما يميز القصر دقة البناء وجماليته والذي كانت واضحة بجدرانه وبلاط أرضيته المزخرفة، والتي تشكل لوحة فنية تسر الناظرين إليها، في أسفله يوجد بئران، واحد للمياه عمقه ثمانية أمتار والآخر للزيت، إضافة الى التدفئة الشتوية ومكيفات صيفية قديمة معلقة على الجدران، عمرها مئات السنوات، كما أخبرنا رئيس البلدية زيدان.

وواصل حديثه لـ “دنيا الوطن” عن المبنى قائلاً: “يعود للعهد العثماني وعمره ما يقارب 600 سنة، تبلغ مساحة القصر 750 م، مقسم الى ثلاثة أجنحة، ويحتوي على عشر غرف كبيرة، كانت مقراً للحاكم العثماني، وبعضها مكان للعسكر العثماني، وأماكن للسجن، إضافة إلى غرفة صغيرة تتسع لشخص واحد تم تحويلها لسجن إنفرادي “زنزانة”، كما أنه يحتوي على ساحة كبيرة كانت تستخدم إسطبلاً للخيول، ومكاناً للإعدام حيث كانت تعلق بها المشنقة لإعدام المواطنين.
ويضيف زيدان “:ان ما يميز القصر ارتفاعه حيث يبلغ 492 متراً عن سطح البحر، وهو بذلك يضع كافة أراضي البلدة ومنازلها القديمة تحت أعين ورقابة العثمانيين وسكان القصر.
وعن أهميته التاريخيه يتحدث زيدان: “كان القصر مقراً للقائد العثماني، وكانوا يحكمون المنطقة في ذلك الوقت، ولكنهم غادروه لانشغالهم بالحروب، وبقيت فيه عائلة قاسم من العثمانين، إلى أن هاجروا من المنطقة، حيث قام عبد الرحيم أبو حجلة بشرائه منهم، وأصبح ملكاً لآلي أبو حجلة، وكان هذا قبل 120 عاماً، وأصبح يعرف بقصر آل أبو حجلة”.

وعن دور البلدية يكمل زيدان: “بدورنا في بلدية ديراستيا قمنا باستئجاره من أصحابه أل أبو حجلة لمدة عشرين عاماً، وذلك من أجل الحفاظ على التراث من ناحية، ومن أجل أن نمسح من ذاكرة الأجيال الظلم الذي كان يشهده القصر وإعادة الحياة فيه، من خلال تحويله الى بيت ضيافة بعد أن كان مخصصاً للاستبداد والإعدام، حيث قمنا بترميمه ضمن إطاره التراثي القديم والحضاري، وبلغت قيمة ترميمه مليون و100 ألف شيكل، حيث سيتم افتتاحه خلال شهر 3 من هذا العام ضمن احتفالية، باعتباره أول بيت ضيافة في محافظة سلفيت”.

تركنا رئيس البلدية متوجهين إلى المسن عبد العزيز أبو زيد (86 عاماً)، والذي أكد لنا بأن القصر كان في عصر الظلم والاستبداد، ليحدثنا عن القصر قائلاً “كان القصر مكاناً للظلم والتعذيب للمواطنين العزل، حيث كانوا يستخدمونه لمعاقبتهم وإعدامهم، حيث ما زلت أذكر ما حدثني به والدي وجدي، عن خوف المواطنين من عائلة القاسم، ومن شدة خوفهن كانوا يذهبون لوحدهم  للقصر لنيل العقاب، إما السجن أو الإعدام، وما زلت أذكر ما حدثوني به عن المواطن الذين قاموا بربط يديه بجذع وقالوا له إذهب الى القصر لنيل عقابك، وكان عقابه الإعدام آنذاك، لهذا السبب كان وما زال القصر يشكل الإحساس بالتشاؤم والخوف، مما كان يمارس في داخله من قبل الاقطاعيين بحق المواطنين، وعلها تمحى من ذاكرتنا بتحويله قصر ضيافة يتردد عليه الزائرون من أماكن مختلفة”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.