الجرار شهيدا، والانتفاضة الى اتساع وتسلح بقلم هيئة تحرير التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
عمان 8 شباط 2018 ، الأردن العربي
الجرار مقاومٌ فلسطينيٌّ منفرد، أعيى “إسرائيل” وجيشها وقوتها التكنولوجية وأمنها الموصوف بأنه المتفوّق والمتفرّد في العالم .
اغتال بسلاحه أخطر الحاخامات تطرّفاً، وتصهيناً، وعدوانية، وكَمَنَ للاسرائيليين مراتٍ، وأردى قتلى وجرحى، وتخفّى لشهر ثم واجه ببندقيته وقاتل حتى الاستشهاد …
الجرار تحوّل بقتاله واستشهاده الى أسطورة نضاليّة مقاومة ونجمة من نجمات فلسطين المقاومة .. سقط الجرار، بعد أن أنهك الاسرائيليين وعملاءهم وادواتهم واختراقاتهم والتنسيق الامني مع ادارة ابو مازن واجهزة دايتون …
في الزمن الصح، ومع تبلور وتوفّر العناصر والشروط لتفعيل الانتفاضة في الضفة وفلسطين 1948 وتعزيز مقاومة الدهس والطعن المستمرة منذ زمن، يتقدم نموذج الجرار ليقرر أن الانتفاضة المقاومة والمستمرة بدأت تتحول الى المقاومة وبالسلاح .
رجلٌ واحدٌ أنهك “إسرائيل” وشغلها لشهر متصل “إنه نموذج رائع لما سيكون ولما يستطيعه الفلسطينيون”، ومسارات الاحداث تصوّر الامر على أنه كان وحيدا في القتال، وأفعاله المقاومة… لكن المنطق والخبرة تجزم بأنه لم يكن وحيدا قط، انما توفرت له بيئة حاضنة وله عناصر دعم واسناد واخفاء لوجستي، اي ان هناك تشكيلات عسكرية مقاومة ومقاتلة سرية وعميقة الجذور ومتقنة الوسائط اصبحت قادرة على التعامل بتقانة عالية مع شروط المواجهه وادواتها .
وباستشهاده البطولي، وهو على سلاحه وبعد ان واجه واصاب جنوداً صهاينة ولم يستسلم برغم انتفاء شروط النفاذ، فقاتل حتى نفذت ذخيرته واختار الاستشهاد في الميدان .
فاستشهاده البطولي اطلق موجة تصعيد نوعية في الانتفاضة، والاحتكاكات مع قوات العدو، وتحوّل الى حافز قويّ للشباب والشابات للتأطّر في اشكال نضالية عميقة ومتقنة لتأمين السلاح واستخدامه في وجه العدو الصهيوني. وبذلك يصير نموذج الجرّار عنصراً حافزاً وبذات القدر نموذج إحباط وهزيمة للمنظومة الاعلامية والثقافية والنفسية المترهّلة والمحبطة، والعاملة ربما بمقاصد وبمصالح لإحباط الشارع الفلسطيني وقواه الحيّة بالقول؛
ان الظروف لا تسمح، والسلاح غير متوفر واستخدامه قد يصير وباء، والافضل (المقاومة السلمية والتفاوضية التفريطية ).
“الجرار” وما فعله واطلقه من مفاعيل ومعنويات، وما رسمه بدمه من طريق للمقاومة يصدم ابو مازن وفريقه الاستسلامي والتصفوي للقضية الفلسطينية ويشكل صفعةً مؤلمة لكلّ من يشكّك بقدرات الشعب الفلسطينية وبامكانات الشباب من تأمين السلاح وامتلاك الروح الثورية المقدامة ودخول معترك التحدي والمقاومة بكل اشكالها ووسائلها وبينها الاهم التسلّح والاشتباك مع العدو …
هنيئا للشعب الفلسطيني شبابه وشاباته ونموذجهم الجرار ورفاقه، وهنيئا للمقاومة برمزها الحافز الجرار، فالدم يثمر، والعين باتت اقدر على كسر المخرز والاتي من الايام يحمل الكثير من المفاجآت .
التعليقات مغلقة.