الحلّ الأمريكي النهائي للقضية الفلسطينيّة .. على وقع مزيدٍ من مشاريع التهويد في القدس المحتلة

التقرير الإخباري الأسبوعي لمؤسسة القدس الدولية ـ القدس في أسبوع




الجمعة 9/2/2018

الأردن العربي – تتصاعد المعطيات المتعلقة بالخطة الأمريكية لإنهاء القضية الفلسطينية، وتتحول “صفقة القرن” لمحاولة ترمب الوحيدة لتحقيق انتصارٍ أمريكي في الإقليم. ويعمل مبعوث الولايات المتحدة للسلام غرينبلات على تمهيد القبول بالصفقة على اعتبار “وافق عليها الطرف الفلسطيني أم لم يوافق”، بالتزامن مع محاولات الاحتلال دفع الرئيس الأمريكي ليعترف بالسيادة الإسرائيلية على المستوطنات المقامة في شرق القدس والضفة الغربية. وهي خطوات لا تبعد الاحتلال عن استكمال مشاريعه التهويديّة في القدس المحتلة، بل تسمح له بفرض وتطبيق مزيدٍ من الخطط والقرارات التهويديّة.

التهويد الديني والثقافي والعمراني:

تستمر مشاريع الاحتلال لتهويد القدس، ومن مشاريعه الأخيرة إطلاق “شركة تطوير القدس” مناقصتين لإعمار مغارة “تصديقهو” الواقعة تحت البلدة القديمة بين بابي العمود والساهرة، وتشمل المناقصات إعمار المغارة وتطوير عروضٍ صوتية وضوئية. وتستخدم المغارة لحفلات المستوطنين المختلفة، وتستوعب نحو 500 مستوطن.

وفي سياق آخر من التهويد، قالت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إنّ شرطة الاحتلال لا تزال تعرقل نحو 20 مشروعًا من مشاريع العمارة والترميم في المسجد الأقصى، حيث ترفض الشرطة إدخال المواد الضرورية لأعمال الترميم، وتطلب استحصال الأوقاف على تصاريح مكتوبة.

التهويد الديمغرافي:

لا تتوقف آلة الاحتلال التهويديّة عن استهداف منازل ومنشآت الفلسطينيين، ففي 4/2 هدمت جرافات الاحتلال غرفتين دراسيتين في المدرسة الوحيدة في تجمّع أبو النوّار البدوي في العيزرية. وفي وقت سابق هدمت طواقم بلدية الاحتلال 6 مستوعبات حديديّة “كونتينرات”، تُستخدم كمخازن ومطاعم تقدم المشروبات والوجبات السريعة، بالإضافة إلى مزرعة وبركسين.

قضايا:

تتابع سلطات الاحتلال اعتداءاتها على المؤسسات الفلسطينيّة في القدس المحتلة، ففي 2/2 كشفت صحفٌ عبرية بأن وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال، أصدر قرارات بإغلاق وتمديد إغلاق عددٍ من المؤسسات الفلسطينية في القدس المحتلة، شملت “الغرفة التجارية، والمجلس الأعلى للسياحة، والمركز الفلسطيني للدراسات، ونادي الأسير الفلسطيني، ومكتب الدراسات الاجتماعية والإحصائية”.

وفي سياق متصل، تتحضر بلدية الاحتلال في القدس لفرض ضرائب على 887 عقارًا كنسيًّا وأمميًّا في المدينة، وتتوقع البلدية أن تصل عائدات هذا القرار لنحو 650 مليون شيكل (189 مليون دولار). وخلال الأسبوع الماضي جمّدت بلدية الاحتلال حسابات مصرفية لمختلف الكنائس في القدس بحجة تحصيل “ديون متراكمة” عليها. وتأتي هذه المشاريع لفرض مزيدٍ من الحصار والتضييق على الأملاك المسيحية في القدس المحتلة.

ومتابعة للصلف الأمريكي والترويج لما يسمى “صفقة القرن”، كشفت مصادر صحفية بأن المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات، اجتمع بالقناصل الأوروبيين المعتمدين في القدس المحتلة، وأبلغهم بأن “صفقة القرن” باتت في مراحلها الأخيرة وبأنها ستعلن قريبًا. وحول موافقة الفلسطينيين على الخطة، قال أحد المشاركين باللقاء بأن غريبنبلات قال “إما أن يقبلها الفلسطينيون، وإما أن يرفضوها، لكن لا يمكننا التفاوض عليها”، واصفًا الفلسطينيين بأنهم ليسوا الطرف “المقرِّر” فيها. وبيّن غرينبلات أن هدف إدارة ترمب من “عملية السلام” هو إقامة تحالف إقليمي يضم العرب والدولة العبرية لمقاومة “الخطر الإيراني والإرهاب”، وقال بأنه لا يمكن إقامة تحالف إقليمي من دون حل المشكلة الفلسطينية.

وفي سياق إنهاء الملفات الأساسية قبل إبرام هذه الصفقة، يعمل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتعاون مع نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، على الضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترمب كي يعترف بـ “حق” الدولة العبرية في ضمّ الكتل الاستيطانية الكبرى، وقد وصفت هذه المصادر بأنّ هذه الخطوة هي التالية للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للدولة العبرية.

وتأتي هذه الخطوة في سياق إخراج الملفات الأساسية من أي مفاوضات قادمة، وتتسق مع قرارات الرئيس الأمريكي المتلاحقة، حول القدس وإيقاف الدعم الأمريكي لوكالة الأونروا. بالإضافة لاستفادة الاحتلال من دعم الإيفانجيليين الأمريكيين، الذي وصف بأنه في ذروته في هذه المرحلة، حيث قال وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت إنّ نفوذهم في البيت الأبيض يخلق “حقبة من الفرص” بالنسبة إلى الدولة العبرية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.