تحول باكستان من السعودية إلى الصين / بروس ريدل

 

بروس ريدل* ( أمريكا ) الثلاثاء 28/4/2015 م …

* الكاتب: انضم بروس ريدل إلى مؤسسة بروكينغز في عام 2006، بعد أن خدم لمدة 30 عامًا في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، متنقلاً في العمل في كل من الشرق الأوسط وأوروبا. وكان ريدل مستشارًا بارزًا في شؤون جنوب آسيا والشرق الأوسط للأربعة رؤساء الأخيرين للولايات المتحدة.

يمثل قرار السعودية بإطلاق تدخلها العسكري في اليمن قطيعةً مع سياستها السابقة، ومتجاهلةً الحاجة إلى قيادة الولايات المتحدة أو حتى مشاركتها، دفعت السعودية الأمور إلى الأمام من خلال تشكيل ائتلاف خاص بها، يتكون من حلفائها العرب والمسلمين.

ولكن في التعامل مع باكستان، وهي تقليديًا واحدة من أقرب حلفائها، اكتشفت المملكة العربية السعودية أن حتى الحلفاء الأكثر قربًا منها لديهم أولويات أخرى في كثير من الأحيان.

ويزور رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، ورئيس أركان الجيش، رحيل شريف، المملكة العربية السعودية مجددًا يوم الخميس، لشرح لماذا لن تنضم باكستان إلى الحرب في اليمن، وقد كان الضغط السعودي مكثفًا من وراء الكواليس للحصول على مشاركة القوات الباكستانية في الحرب، وتم الضغط على شقيق نواز، شاباز، خلال زيارته إلى الرياض قبل أسبوع، وقد تخفف نهاية الحملة الجوية من الضغط، ولكن لا يزال يتوجب علينا الانتظار للتأكد من ذلك.

وفي هذه الأثناء، زار الرئيس الصيني، شي جين بينغ، باكستان هذا الأسبوع، مقدمًا لها 46 مليار دولار من الاستثمارات لبناء ممر اقتصادي يصل غرب الصين بالخليج.

ووعد شريف الرئيس الصيني بأن بلاده سوف تقوم بإنشاء لواء جديد في الجيش هدفه حماية العمال الصينيين في باكستان، وسوف يتضمن “لواء الأمن الخاص” ما مجموعه 10000 جندي، نصفهم من مجموعة الخدمات الخاصة، وهي قوة النخبة في باكستان، وسوف يكون لهذه القوة أيضًا الدعم الجوي الخاص بها.

وبالتالي، لا قوات للمملكة العربية السعودية، بمقابل 10 آلاف جندي لجمهورية الصين الشعبية.

وهناك بالطبع اختلافات كبيرة في التفاصيل: قوات لحرب أجنبية بمقابل بقاء الجنود في الوطن؛ التعويض عن ديون الماضي بمقابل ضمان الاستثمار في المستقبل؛ والوحدة الإسلامية بمقابل حليف باكستان الدائم في جميع الظروف منذ عام 1962.

ولكن ليس من الضروري التركيز على هذه التفاصيل، ومن الواضح أن شريف قرر محوره الخاص، وكما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة، ترغب باكستان في الابتعاد عن منطقة الشرق الأوسط، والتوجه نحو شرق آسيا.

تذكير: قالت صحيفة نيويورك تايمز يوم الخميس إن الرئيس الصيني وقع اتفاقيات مع باكستان بقيمة أكثر من 28 مليار دولار، وذلك كجزء من إجمالي استثمارات بقيمة نحو 46 مليار دولار وعد بها في مشروع “طريق الحرير” الجديد، وهو ممر اقتصادي بري وبحري طموح، يربط الصين بكل من أوروبا والشرق الأوسط، عبر باكستان، وآسيا الوسطى، وروسيا.

وأضافت الصحيفة إن الهدف المرجو من هذا الممر هو تقصير الطريق أمام واردات الطاقة الصينية القادمة من الشرق الأوسط، من خلال تجاوز مضيق ملقا بين ماليزيا وإندونيسيا، وهو المضيق الذي قد يتم إغلاقه في حالة الحرب.

وقال مسؤولون باكستانيون إنه سيتم استثمار نحو 10 مليارات دولار في مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك ميناء مياه عميقة في جوادر على بحر العرب، وسكك وطرق تربط بين الميناء وجميع أنحاء إقليم بلوشستان في غرب الصين، وبالنسبة للصين، يتعلق هذا الاستثمار أيضًا بقضايا الأمن القومي؛ حيث تخشى بكين من تأثر الانفصاليين المسلمين في شينجيانغ، وهي واحدة من أكثر المناطق المضطربة في البلاد، بالمسلحين في باكستان، الذين يخوضون تمردًا منذ أكثر من عقد من الزمن

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.