ليبيا ألى أين…وأين العرب عنها؟! / هشام الهبيشان

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) الثلاثاء 28/4/2015 م …

يلقي المشهد الليبي  اليوم بكل ظلاله المؤلمه بواقع جديد على الواقع العربي  المضطرب ،فيظهر الى هذا المشهد العربي المضطرب واقع المشهد الليبي بكل تجلياته المؤلمه والمأساوية ،والتي مازالت حاضرة منذ أربع أعوام تقريبآ وفي أخر تطورات هذا المشهد لهذا العام هو أستمرار فصول الصراع العسكري على ألارض تاركآ خلفه عشرات الالاف من القتلى ودمار واضح وبطريقة ممنهجة لكافة البنى التحتية بالدولة الليبية .

اليوم نسمع عن مؤتمرات دولية “لاتغني ولاتسمن من جوع الليبين التواقيين للأستقرار “وهذه المؤتمرات تعقد في مناطق جغرافية خارج الوطن الليبي ،تسعى كما يقال لوضع حد لحالة الفوضى التي تعيشها الدولة الليبية ،هذه المؤتمرات تتسابق بعض القوى الليبية  اليوم لافشالها ،وهذه القوى هي التي تراهن اليوم على الحسم الميداني على الارض .

ومن هنا يمكن القول أنه بأت من الواضح ان مسار الحلول السياسية وتحديدآ منذ مطلع عام 2015،قد نعتها مسار الحلول العسكرية على الارض للقوى المتصارعة على الساحة الليبية ،فقد عشنا منذ مطلع العام الحالي تحديدآ على تطورات دراماتيكية “دموية “،عاشتها الدولة الليبية من شمالها الى جنوبها،ومن غربها ألى شرقها، والواضح انها ستمتد على امتداد أيام هذا العام ، فقد أشتعلت عدة جبهات على امتداد الجغرافيا الليبية ، وبشكل سريع ومفاجئ جدآ، في ظل دخول متغيرات وعوامل جديدة وفرض واقع وايقاع جديد للخريطة العسكرية الليبية ،وخصوصآ بعد تمدد القوى الرديكالية بشكل واسع بمناطق شرق وجنوب شرق ليبيا .

وبالأنتقال الى مايجري بليبيا عسكريآ،وتحديدآ بالعاصمة الليبية طرابس ومدينة بنغازي،ومؤخرآ مدينة مصراته ,وبعض مدن الجنوب والشرق الليبي النفطية ,فقد فرض الواقع اللعسكري نفسه وبقوة ،على كل التجليات المأساوية التي عاشتها الدولة الليبية مؤخرآ ، فقد شهدت البلاد خلال ألاشهر الأربعة الماضية ،صراعآ ‘دمويآ ‘كبيرآ محليآ مدعوم بأجندات خارجية ,وقد كانت اطراف هذا الصراع متعددة الولاءات فمنها على سبيل المثال لا الحصر ،ميليشيات وكتائب عسكرية متعددة ومنها  كتائب ما يسمى  بالجيش الوطني وهيئة الاركان وما يسمى ‘بأنصار الشريعة”و”كتائب فجر ليبيا ‘ “ومجالس الثورة ” “وميليشيات المدن الليبية ” “وداعش ” وو،الخ.

تعدد هذه المليشيات المسلحة  على الاراضي الليبية  افرز حالة صراع دائم فيما بينها ،فقد أرتبط هذا الصراع المحلي بصراع أقليمي -دولي ،مما ينذر بالمزيد من الفوضى داخل الدولة الليبية مستقبلآ ،وفي ظل غياب اي سلطة فعلية للدولة الليبية على الارض,ومع ظهور جماعات ‘رديكالية ‘ متواجدة بشرق وجنوب شرق ليبيا ,أعلنت ولائها ومبايعتها لتنظيم داعش ‘الرديكالي ‘ ,وهذا ما سيزيد التعقيد المستقبلي للحالة الليبية المضطربة أصلآ ,وهذا الوضع قد يستمر لأعوام قادمة قبل الحديث عن جراحه دولية او عربية ، خاصه بالواقع الليبي، وأنشاء حلف دولي لمحاربة القوى المتطرفه في ليبيا، وهذا ما بدأت علامات ظهوره تتضح مؤخرآ ، والهدف هو اقتسام الكعكة الليبية بين القوى الكبرى .

ختامآ ،يمكن القول ان المشهد الليبي يزداد تعقيدآ مع مرور الأيام ،وهذا ما يستلزم وضع خطوط عمل فاعلة على الارض الليبية من قبل بعض القوى الاقليمية “العربية “،لوضع حد للفوضى وتنسيق حلول مقبولة ،لأيقاف حالة النزيف التي يتعرض لها الوطن الليبي ،والا سنبقى ندور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الارض الليبية ……

*كاتب وناشط سياسي –الاردن .

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.