ماذا بعد إسقاط الطائرة F16 / د. يحيى محمد ركاج

نتيجة بحث الصور عن د. يحيى محمد ركاج

د. يحيى محمد ركاج* ( سورية ) الأحد 11/2/2018 م …




* باحث في السياسة والاقتصاد …

أتى الرد السوري اليوم على اختراقات الطيران الصهيوني مغيراً لقواعد اللعبة الاستراتيجية على مستوى المنطقة والعالم، وحاملاً معه العديد من الرسائل الجديدة التي تعتبر الشاهد الأخير قبل الانتقال إلى محاكمة العدوان على سورية، وقبل النطق بالحكم والفصل في القضية أيضاً، متجاوزاً ما يعتبره البعض مجرد حق للرد للدفاعات الجوية السورية، أو التصدي لطائرة صهيونية أو إصابة عدد من الأهداف من طائرات حربية وأباتشي وصواريخ صهيونية، ليعلن للعالم أجمع من خبراء وساسة وعسكريين أن اللعب في جيواستراتيجية المنطقة أصبح باهظ الثمن، وأن الحكم فيها الآن هو للجيش العربي السوري وقيادته الحكيمة التي استطاعت طيلة السنوات العجاف أن تحيك وببراعة لا متناهية ثوب العزة من خلال الغطاء السياسي والدهاء العسكري في مواجهة كانت مفتوحة وغير نزيهة مع القريب والبعيد، العدو والصديق، الأصيل والوكيل.

إن الحدث الجليل البسيط الذي أعلنه الجيش العربي السوري للعالم اليوم بعد سنوات طوال عجاف من مواجهته للإرهاب العالمي نيابة عن شعبه خاصة وعن دول العالم عامة يشير في تفاصيله إلى تجاوز الحوار العسكري مع الوكلاء مهما اختلفت مستوياتهم ودرجاتهم، فقرار إنهاء الوجود الإرهابي في الغوطة الدمشقية الغناء رافقه بروز رقعة جغرافية سورية قادرة على الوصول لأي شبر من الأراضي التي يغتصبها الكيان الصهيوني مشكلة تهديداً جديداً للبعد الأمني الذي يسعى هذا الكيان بدعايته المضللة أن يضلل الرأي العام العالمي ويسيطر على عقول العرب والعالم.

كما أن الاستراتيجية التي تمت بها ردع الكيان الصهيوني عن التبختر الكاذب في المنطقة عموماً، وفي سورية على وجه الخصوص، حملت معها رسالة واضحة المعاني إلى:

1-      الجانب التركي المتخبط في مستنقعات عفرين.

2-      الفصائل الكردية المتهورة التي انصاعت لمكيدة الولايات المتحدة الأمركية واتخذت موقفاً سلبياً من الحرب على سورية.

3-      الساسة المغامرون في الولايات المتحدة الأمريكية المغفلون لإرادة الشعب العربي السوري، والمتناسين أو المتجاهلين رسالة الجيش العربي السوري في حادثتي الأسطول والتشكيل العسكري الأمريكي في لبنان في ثمانينات القرن الماضي.

4-      جميع المتواجدين على أراضي الجمهورية العربية السورية دون طلب رسمي من حومتها المنتخبة جماهيرياً.

إن الحدث السوري العظيم في رسم استراتيجية المكان الجيواستراتيجي في منطقتنا المقدسة، والبسيط في مجمل الردود السورية التي تنتظر الحلف المعتدي، قد غيرت مكان الحزام الأحمر في قواعد الاشتباك، ملتزمةً أيضاً بقوانين المجتمع الدولي التي تمنع الضرب تحت الحزام، رغم كل الإنتهاكات الدولية والإرهاب الدولي الذي دعمه الصهاينة ومن خلفهم الولايات المتحدة الأمريكية على سورية، حتى يمكننا اعتبار الطائرة التي أسقطها المبعوث السوري إلى الأراضي المحتلة شاهداً دبلوماسياً أيضاً على لغة الحوار مع المعتدين، فهل يرتدع الأخرون أم يختبروا هدوء حماة الديار.

عشتم وعاشت الجمهورية العربية السورية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.