ندوة عن التراث والأمكنة وإعادة الذاكرة لمن فقدها والتأكيد على الهوية الفلسطينية للكاتب والإعلامي زياد جيوسي
الأردن العربي ( الثلاثاء ) 28/4/2015 م …
منى عساف/ البيدر للإعلام- رام الله
بدعوة من السيدة عبير الشكعة أمينة مكتبة عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) في مدينة نابلس، عقدت ندوة للكاتب والإعلامي زياد جيوسي، والذي كله أمل أن يبقى الوطن بكل جوانبه حياً وحاضراً في عقول وقلوب أبنائه بدون استثناء، ومصراً على مقولته المشهورة: “شعب بلا ذاكرة، شعب يسهل شطبه، وشعبنا عصيٌّ على الشطب، وفلسطين الكنعانية يجب أن تبقى حاضرة تاريخاً وجغرافيةً في عقول وقلوب شعبها بدون استثناء، وإن التراث مهم وأساس من باب أنه تاريخي توثيقي، وليس تقديسياً”. عقدت تحت عنوان “التراث والأمكنة وإعادة الذاكرة لمن فقدها والتأكيد على الهوية الفلسطينية”، وتحت شعار: (لك شيء في الوطن.. فقم)، لطلبة الصف الثامن والتاسع في المدرسة الثانوية الإسلامية في مدينة نابلس. وبحضور عدد من أعضاء الهيئة التدريسية والمدعوين وأعضاء الهيئة الإدارية لجمعية التضامن.
بعد ترحيب أمينة المكتبة بالكاتب وتقديمه للطلاب، وترحيب جيوسي بالحضور قائلاً: “إنّ حلمه بدأ يتحقق، وإنّ جهوده لم تذهب في مهب الريح، وكتاباته عن التراث والأمكنة أصبحت واقعاً ملموساً على أرض الواقع، وهو سعيد بهذه النتيجة التي طالما حلم بتحقيقها، وإن المحافظة على التراث والأمكنة هي شكل من أشكال المقاومة الوطنية التي تساهم بإبقاء ذاكرة الشعب حية، وتساهم بزيادة انتماء الجيل الناشئ لوطنه فلسطين، الذي يتعرض لكافة أشكال الاعتداءات من قبل المحتل الصهيوني، الذي لا يكف عن سرقة وتزوير وإعادة استخدام الأسماء الآرامية التاريخية التي تعود لآلاف السنين لبعض القرى والبلدات الفلسطينية وكأنها عبرية وتعود لهم، وهذا أكبر شاهد ودليل على كذبهم وزيفهم وعدم وجود أي علاقة تربطهم بالمنطقة كما يدعون”.
لقد تميزت الندوة بالكلمة الموثقة بالصور التي التقطتها بعدسته أثناء تجواله وكتابته عن التراث والأمكنة في فلسطين، وبدأ حديثه عن قرية الجيب “مملكة جبعون” التي حدثهم عن الأماكن التاريخية والأثرية فيها ومنها: الكنيسة البيزنطية، معاصر الزيت، عيون الماء والينابيع، المقابر القديمة، تل “الفخار”، البركة الصخرية، بئر عزيز، مقام الشيخ حامد المهمل تماماً، ومن ثم حدثهم عن المملكة التي تميزت بموقعها الاستراتيجي وعلاقتها التجارية مع باقي المدن الكنعانية منذ العصر البرونزي، وخطتها الإستراتيجية التي تميزت ببناء نفق مكون من 98 درجة يربط ما بين المملكة على أعلى الجبل وعين الماء في أسفله، كما تحدث عن بلدة الجديرة المجاورة كانت الجدار الواقي من الاعتداءات ومركز الأمن الغذائي الذي يوفر كل ما تحتاجه المملكة من ثروة حيوانية وزراعية ودوائية.
وحدثهم عن بلدة كفر اللبد؛ بلد العلم والعلماء الأزهرين والمناضلين والثوار والشهداء، وارتباطها بالتاريخ والتراث عبر العصور الكنعانية والبيزنطية القديمة، ووجود قلعة البرقاوي فيها التي تم ترميمها بعد كتابته عنها بعد زيارته الأولى لها، وعرج في حديثه على خربة سمارة التي يطلق عليها أيضاً “خلة الكنيسة” أو “تل الشومر” والتي تعرضت الفسيفساء الموجودة بأرضية كنيستها الرومانية للسرقة من قبل الصهاينة، حيث يحتفظون بها في متحف تل أبيب تحت مرأى ومسمع الجميع.
ثم تحدث عن قرية اللبن الشرقية وعبقها التاريخي وارتباطه بالحقبة الزمنية التي سبقت الفترة الرومانية، وأشار إلى أنّ البلدة الحديثة مبنية فوق البلدة القديمة حيث يوجد سرداب يشير لوجودها، وتمنى لو يتم العمل على ترميمه ليصبح بمتناول الجميع زيارة والإطلاع على تراث الأجداد. والبلدة محاطة بالعديد من الخرب والجبال وأعلاها جبل طاروجة، “الذي اشتق اسمه من عبارة (طار وجاء) وارتباطها بالراوية الشعبية المحكية والمتداولة بين الناس والتي تقول إنه يوجد شيخ مات وعند محاولة دفنه طار النعش لمنطقة أخرى ودفن فيها”، وهذه الحكاية مكررة في فلوجة فلسطين، وساروجة دمشق وفلوجة العراق. ونوه إلى الراوية الشعبية تتشابه حيث نجد رواية مقام أبونا يوسف عند المسيحيين والشيخ يوسف عند المسلمين قرب بلدة بير زيت وتشابه هذه الحكاية مع حكاية تروى في واد النصارى في سوريا. وحدثهم عما جرى في خربة عمورية القريبة من اللبن الشرقية في العام 1968، حيث عثر أثناء الحفر فيها على صندوق حجري كبير قام العملاء والمتعاونون مع الصهاينة بإبلاغهم عنه، وبسرعة حضرت القوات الإسرائيلية وحضر موشية ديان شخصياً بطائرة عمودية وسرق الصندوق وغادر.
ونوه خلال حديثه حول وجود تشابه بين الأسماء والراوية الشعبية لبعض المقامات في فلسطين، واستكمل الشرح لهم عن رمزية النقوش التي توجد على مداخل بعض البيوت التي ما زالت موجودة في فلسطين، ودلالتها الاجتماعية والطبقية والسياسية وبخاصة في الفترة المملوكية والعثمانية، لينتقل لحقيقة النجمة السداسية، التي تم اعتمادها من قبل الحركة الصهيونية العالمية في مؤتمر بازل في سويسرا في العام 1897 لتكون من مكونات علم الحركة، وهذه النجمة هي من بين النقوش العديدة الموجودة في الأهرامات بمصر، واستخدمت عبر التاريخ كزخرف في نقوش كنعانية وبيزنطية ورومانية وإسلامية، ليعرج على اسم مدينة تل أبيب وكيف أنه لا يعود لهم، بل هو نسبة إلى أحد آلهة الفراعنة “آبي”، وقال وكله ثقة إنّ كل هذه السرقات تشير إلى بطلان ادعائهم وكذبهم وتزويرهم المستمر للحقائق بشكل مدروس ومخطط.
وفي نهاية الندوة اختتم اللقاء بنقاش متميز ومثمر يشير لنجاح الندوة وهدفها، حيث طالبوه بالمزيد من الندوات في المستقبل. وتلقى دعوة جديدة نقلتها له السيدة سعاد حجاوي من قبل الهيئة التدريسية في المدرسة، تعبر عن رغبتهم بعقد ندوة لهم عن التراث والأمكنة في فلسطين. كما قام ممثل للطلاب بشكر الكاتب على هذه الندوة التي أضافت لهم الكثير عن المناطق المجهولة بالنسبة لهم في الوطن، وأبدى رغبة الطلاب أن تتكرر هذه الندوات مستقبلا، وقام بعدها الكاتب جيوسي بشكر الحضور جميعهم على حسن استماعهم وحسن الاستقبال والترحيب من قبل إدارة المكتبة والمدرسة، وممثلي جمعية التضامن وأعضاء هيئتها الادارية الأستاذ طلب ذوقان مدير المدرسة، والسيدة ختام الجوهري رئيسة لجنة ادارة المكتبة والسيدة سعاد حجاوي والسيدة عبير الشخشير أمينة المكتبة
التعليقات مغلقة.