وسقط جدار رعب عمره” 70″ عاما باسقاط اف 16 الاسرائيلية / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الإثنين 13/2/2018 م …
اراد البعض ان يخفف من وطاة حادث اسقاط المقاتلة الاسرائيلية اف 16 من قبل الدفاعات المضادة السورية على القيادة الاسرائيلية وحتى الامريكية التي طالما هولت وتغنت بهذا النوع من الطائرات التي كانت تجوب اجواء الدول الاخرى دون ان يمسها احد بعد ان حولها الاعلام الامريكي والاسرائيلي الى ” معجزة” الصناعات العسكرية في العالم .
هذه المبالغات والتهويل جعل عواصم عربية عديدة تخشى ” هذا المجهول” الذي لعب دورا معروفا في اعتداءات اسرائيل على الدول العربية مثلما كان لهذه الطائرات موقع الصدارة في مشهد القصف والاعتداء على مواقع عربية وفي مقدمة ذلك مفاعل تموز النووي العراقي في الثمانينات.
اما الحديث عن هذا النوع من الطائرات عندما تورده وسائل الاعلام الامريكية والاسرائيلية وحتى الغربية يجعل خصوم واشنطن ” وتل ابيب” يعيشون حالة رعب واذا بهذه الطائرة تتحول الى ” كومة من اللهب” جراء صاروخ اطلقه الجيش العربي السوري مما دعا اسرائيل الى” الطلب من واشنطن وموسكو” التدخل” وباسلوب المتوسل” لايقاف اية تداعيات قد تفجر حربا واسعة ضد اسرائيل؟؟
البعض حاول ان يفسراسقاط اف 16 على انه جاء ردا على اسقاط طائرة السوخوي الروسية اخيرا من قبل ارهابيين يرابطون في ادلب تدعمهم الولايات المتحدة وان الاخيرة ارادت ارسال رسالة الى موسكو مفادها ان بمقدورنا ان نضع حدا للنشاط الجوي الروسي في سورية من خلال تزويد حلفائنا بمضادات تحمل على الكتف فجاء الرد الروسي بصورة غير مباشرة ايضا من اننا قادرون على اسقاط ” اف 16 ” عماد السلاح الامريكي الذي دخوتم العالم به من خلال منظومات دفاع جوي في سورية لتضع حدا لمسلسل العبث في اجواء دمشق وغيرها من العواصم الحليفة لموسكو التي تتعرض للاعتداءات الاسرائيلية من خلال ” اف 16″ التي تعدها واشنطن وحلفائها فخر الصناعات العسكرية الامريكية في العالم.
بالمفهوم العام ان التفسير الذي اورده البعض انها ” حرب بين موسكو وواشنطن” بصورة غير مباشرة بل عبر رسائل يفهمها الجانبان الروسي والامريكي وكانت هذه الرسائل قد تمثلت في اسقاط السوخوي الروسية في ادلب واسقاط الطائرة اف16 وهي امريكية الصنع لكنها تعود لاسرائيل بايدي حلفاء للجانبين الروسي والامريكي .
بصرف النظر عن كل هذه التخريجات والتفسيرات التي ربما يحمل بعضها الجوانب الصحيحة لكن وقع الحادث ” حادث اسقاط اف16″ يعتبر الاول من نوعه ولم يحصل ان اسقط جيش عربي طيلة اعتداءات اسرائيل المتكررة على الدول العربية طائرة من هذا النوع فهي تصول وتجول وتقصف وتدمر وتنتهك الاجواء وتعود ” لتتبختر تل ابيب وواشنطن ” دون ان تمس بسوء.
وينظر العديد من قادة العرب وعسكرييهم لهذا النوع من الطائرات مع الاسف الشريد على انها ” معجزة” واذا بهذه المعجزة تتحول الى رماد وسط انظار قادة اسرائيل القتلة امثال نتن ياهو وبقية مجرمي الحرب في جيش العدو حصل ذلك بعد ان وصل السيل الزبى”.
ولم يعد السكوت على الاستهتار والاستخفاف الاسرائيلي انه لدرس بليغ ليس لقادة اسرائيل بل لقادة البيت الابيض وحلفائهم الغربيين في حلف شمال الاطلسي الذين سلحتهم ” واشنطن” بهذا النوع من الطائرات اف 16 مقابل ” حلبهم” مليارات الدولارات وبات قادة هؤلاء من العسكريين خاصة الدول التي كانت منظوية تحت لواء الاتحاد السوفيتي وانسلخت عنه بعد انهياره عام 1991 وانضمت الى حلف ” ناتو” العدواني مثل بولونيا ودول البلطيق الثلاث لتوانيا واستونبا ولاتفيا وباتت هذه تتغزل بالمعجزة الامريكية اف 16″ ليات الرد من دمشق التي نفد صبرها ولم تعد تتحمل المزيد من الاعتداءات واستباحة الاجواء لتحول اف 16 ” فخر الصناعة الامريكية العسكرية التي تتبجح واشنطن بها على انها افضل مقاتلة في جيوش العالم الى رماد .
تل ابيب هي الاخرى شعرت بانها باتت على ابواب الهزيمة واخذ قادتها يتوسلون من اجل وقف تطورات الاوضاع الى حرب واسعة بعد ان شعروا ان ” البعبع ” الذي اخافوافيه ” امة العرب طيلة عقود من السنين افتضح امره ولم يعد حرا طليقا بالاعتداء على اجواء سورية وحتى لبنان الذي كانت اجوائه اشبه بنزهة ” لطائرات اف16″ الاسرائيلية باتت تخشاه القيادة الاسرائيلية طالما ان اصطياد هذا لنوع من الطائرات لم يعد صعبا بعد ان تم اصطياد واحدة منها فوق اجواء فلسطين المحتلة في منطقة قريبة من الحدود السورية اللبنانية
ومن يدري حتى قطاع غزة الذي يستهدفه طيران العدو الاسرائيلي دوما قد تتحسب لاجوائه ” تل ابيبب” بل ان اسرائيل وحماتها من ساسة البيت الابيض باتوا يحسبون الف حساب لاتدلاع حرب واسعة في المنطقة بعد ان تم تحييد” معجزتهم ” اف 16″ مما يؤكد ان تغيرا ستراتجيا كبيرا حصل في معادلة الردع حدث بعد اسقاط هذه الطائرة من قبل الدفاعات السورية.
ولم تعد بعد اليوم اجواء عواصم العرب واسدقائهم التي تتصدر المشهد العسكري والسياسي من اجل تحرير فلسطين نزهة ” لطياري بني صهيون؟؟؟
التعليقات مغلقة.