لماذا يُستقصد معن بشور ، الان ، وبهذا الاسلوب الجلف / د. موسى الحسيني

نتيجة بحث الصور عن معن بشور
د. موسى الحسيني ( الثلاثاء ) 13/2/2018 م …



* الصورة للمناضل العروبي معن بشور …
عندما سمعت واطلعت على خبر نشر السلطات العراقية قائمة باسماء ارهابيين مطلوبين ، اندهشت او ما يسمى بالعراقي اخذتني الصفنة ، ما الذي يجمع بين هذا الاسم او الرمز القومي العلم معن بشور،بمجموعة هذه الاسماء النكرة التي لم نسمع عنها من قبل باستثناء واحد او اثنين . بل ماهو الخط السياسي الذي يمكن ان يُوصل او يربط ولو من بعيد بين هذه القامة القومية الكبيرة وهؤلاء النكرات من  الارهابيين او المتهمين بالارهاب .  كنت متابعاً لنشاطات المقاومة العراقية بشكل يومي واعرف الكثير من تفاصيل نشاطاتها وداعميها ، ومن اراد ان يركب موجتها من الانظمة والجماعات العربية والعراقية ، اعرف جيداًان الاستاذ معن ليس لديه تنظيمات سرية يخفيها فنشاطاته كلها معلنة ومعروفة، ولم يستلم او يستثمر عنوان المقاومة ليستلم من قطر او السعودية اموالا ومساعدات ، كما هو حال البعض ممن كانوا او هم الان اعضاء في البرلمان او جزء من السلطة (التي انتسب البيان او القائمة لها ).  الرجل مكشوف ومعروف ، صحيح انه غني عن الحاجة لكنه لم يعرف عنه ولم يرتقي الى درجة  الثراء كما هو حال من اختلس اموال المقاومة و العراق وتحفه التاريخية الثمينة من هؤلاء الذي شاركوا باعداد قائمة الادانة ليثرى باطلاً بيوم وليلة . من اين له ان يجهز مقاتلين للمساهمة بانشطة المقاومة العراقية  التي سموها ارهاب . والاستاذ معن لاينكر انه كان من مؤيدي المقاومة العراقية وداعميها ، ولم يكن وحيداً بهذا الموقف بل كان موقفاً عام لجماعات من المثقفين العراقيين والعرب الذين عارضوا واتخذوا معنويا موقفاً معارضاً للاحتلال ورفض الارهاب الاميركي ضد العراق وشعبه . عرض الاستاذ معن  بذلك موقفاً من الولاء والانتماء للعراق اكثر ارتباطاً بالهموم العراقية من اولئك الذين ينتمون للعراق اسماً بالجنسية ، من الارهابيين الذين تحالفوا ودعموا او قدموا للارهاب الاميركي تبريراً ليغد تحريراً برروا .
هناك ملاحظة عرضية لبعض ممن يجهل قوانين وقواعد السياسة  الدولية من المرتزقة الدخلاء المتعيشين على الشعارات السياسية ولايفقهون شئ من السياسة ، ليس هناك من علاقة بين الارهاب والمقاومة، الا اذا اعتبرنا المقاومة هي ارهاب مضاد للارهاب . وفقا لما يقدمه فقهاء السياسة الاميركان والبريطانيين من تعريف للارهاب يمكن تلخيصه بما يلي ” هو كل عمل مسلح ضد المدنيين بهدف تحقيق اهداف سياسية “والحربين الاميركيتين على العراق كانتا حالة ارهاب حقيقي من خلال العمليات الذي نفذها الارهاب الاميركي ضد الطرق والجسور ومؤسسات الخدمات المدنية ( تدمير محطات الكهرباء والماء ، وتصريف المياه الوسخة مخازن الحبوب والمواد الغذائية مصانع حليب الاطفال ، تدمير الطرق والجسور وكل المؤسسات الخدمية والبنى التحتية الاخرى اضافة لقتل وتهجير لألاف المدنيين العراقين) ، فكانت المقاومة حقاً طبيعياً للقوى الوطنية العراقية لمواجهة هذا الارهاب وحماية الانسان والارض العراقيين .
اتذكر هنا قولا لرئيس الوزراء البريطاني تشرشل عندما احتلت القوات الالمانية كل من هولندا وفرنسا وهو يضع احتمال ان تعبر البحر للاراضي البريطانية فيقول ، واصفاً معنويات الشعب البريطاني :  ” كانت الرغبة المسيطرة على جميع الرجال والكثيرات من النساء، ان يكون لكل واحد سلاحه،………، وسرعان ما تالفت جماعات في جميع أنحاء البلاد وفي كل مدينة وقرية من ذوي العزيمة والتصميم، يحملون المسدسات وبنادق الصيد والهراوات والرماح ” ( ترجمة خيري حماد ، ج1، ص: 488-489 ) ثم يتحدث عن التفكير بأستخدام قنابل المولوتوف ضد دبابات الغزاة . لااعتقد ان احداُ في الغرب وبريطانيا يتقبل رأي  تشرشل هذا ، او يمكن ان يعتبره حقاً وينكر على العراقيين مقاومة الاحتلال ، ويرى في المقاومة العراقية  ارهاب .
بغض النظر عن من وردت اسمائهم من المخربين من تنظيمات داعش والقاعدة . كان يفترض باي عراقي شريف ، لو كان يمتلك ولو حد ادنى من الولاء للعراق ، ان يُضمن قائمة الارهابيين هذه أسماء كل من تعاونوا مع الارهاب الاميركي ممن زوده بالاخبار والمعلومات او عمل كدليل او حتى من شرعن هذا الارهاب ليعطيه صورة التحرير . ويضع صورة او تمثال للاستاذ معن بشور وسط ساحات بغداد فهو بدعمه للمقاومة ورفضه للارهاب الاميركي كان واحداً من اشرف وانبل واخلص ابناء العراق  المتمسكين بعروبة العراق واستقلاله ووحدة اراضيه .
قرات واعدت قراءة القائمة والاسباب المعلنة ، أبحث عن ما يمكن ان يُشكل ولو اصرة صغيرة بهذا الربط ، بين اسم الاستاذ معن والارهاب ، فلم اجد اي ربط مقنع . بعد ان اتصلت بالاخ معن للاطمئنان عليه ، عدت ثانية ابحث عن قناعة ولوصغيرة تبرر هذا الربط . اثار انتباهي عدة امور اولها  : ان ليس هناك من جهة رسمية عراقية تعلن مسؤوليتها عن المنشور ، فقط ( السلطات العراقية ) ، او ( مسؤول عراقي او امني رفيع ) ، دون ان يكون هناك اي عنوان لاي مؤسسة من هذه السلطات  .
كما يعرف الجميع ان  الجهات المعنية بمثل هذه الامور ، اما ان تكون وزارة الداخلية ، مؤسسات الاستخبارات او فروعها ، مديرية الامن العامة ، والسؤال مم تتخوف هذه الجهة من اعلان مسؤوليتها عن نشر القائمة، وهي تمثل سلطة تمتلك بحكم الواقع والقانون كل عناصر القوة التي تمكنها من فرض ارادتها على الناس وتتحرك بغطاء حماية او تطبيق القانون دفاعا عن امن العراق والعراقيين .
الثانية : هي ورود اسم عبد الباقي السعدون ضمن القائمة . اي جهة رسمية او امنية هذه التي لاتعرف ان الاستاذ عبد الباقي السعدون كان قد تم اعلان القبض عليه من قبل عصابات مسعود البرزاني  وتسليمه للسلطات العراقية وهو مسجون عندها الان منذ أكثر من سنتين او ثلاثة  ..
الامر الاخر الذي يثير الانتباه ان اغلب وسائل الاعلام الدائرة في فلك الاعلام الاميركي الموجه  ، نشرت الاعلان او القائمة مباشرة حتى دون ان تتحقق من مصداقيته . وكأنه حدث أستثنائي ذا اهمية كبرى ، تكبر في اهميتها على الاحداث اليومية الواقعة في العراق ، كثورة عشائر بني حجيم في السماوة التي اجتاحت المدينة مستنكرة الحكم الصادر على احد ابناءها لانه انتقد الفساد والفاسدين في دكة الحكم ،  وغيرها من الاحداث الاخرى ذات الدلالة الاكبر ، والكل مشغول بدوامة الانتخابات .
ضغط علي حب الاستطلاع  والرغبة في معرفة حقيقة الواقعة الغريبة في توقيتها واسلوبها ، اتصلت ببعض من اعرف انهم  ممن يتسقط الاخبار اليومية لجماعات الارهاب من المفسدين من عملاء الاحتلال ، وصلني أمس جواب اثنين منهم بما يلي ، يكشف الحقيقة  : في صباح يوم السبت 3/2 استدعت الجهات الامنية في سفارة الارهاب الاميركي ثلاثة من عملائها من اعضاء مجلس النواب ممن تعتبرهم خبراء او من ذوي المعرفة بجماعات المتاسلمين ممن مارسوا الارهاب باسم الاسلام او الطائفية ، وطلبت منهم ان يسارعوا خلال 24 ساعة بتجهيز قائمة باسماء المتهمين من جماعات داعش والقاعدة وبعض البعثيين . فعلا قامت عصابة الثلاثة باعداد قائمة الستين كان من ضمنها اسم عزة الدوري ، طلبت السفارة منهم  رفع اسم عزة واستبداله باسم معن بشور ، وان يسارعوا بتوزيع القائمة مباشرة . عاد الثلاثة  فعلا من السفارة الى مكاتبهم في مجلس النواب لنشر القائمة دون علم او موافقة اي من المؤسسات الحكومية المعنية بالشأن التي فوجئت بالامر كما نحن . فضحهم ذلك المعروف بالتبجح والتباهي بكل الموبقات والمفاسد ، متفاخرا بكونه واحد من المعتمدين في السفارة الاميركية ليخيف الاخرين ويرهبهم ويحذرهم من المساس به ، والدنيا على ابواب الانتخابات .
القصة اصبحت واضحة ومفهومة الان ، كل جريرة الاستاذ معن ، هي انه كان السبب في نبش اوراق الاسماء التي وردت بالقائمة ، فهو المطلوب الاول والاخير منها ، والاسماء الباقية ليست الا ما يشبه البهارات ليبدو الامر اكثر قبولاً.
  جريرته الكبرى انه صوت قومي عربي احب ارض العروبة ، يعتز بالانتماء لكل ذرة من ذراتها خاصة تلك التي تقع تحت الاحتلال ( فلسطين والعراق ) او تلك المهدد استقلالها ووحدتها وسيادتها ( سوريا وليبيا واليمن والجزائر ) ، كما ان موضوعة منح الاهبل ترامب القدس للدولة الصهيونية ، والتحضيرات القائمة لما يسمى بصفقة القرن او الحل النهائي للقضية الفلسطينية يجري جهود المتامرين من كل حدب لمتابعتها، وتصاعد الصيحات النشاز المطالبة بتصفية المقاومة في لبنان كلها اتخذت عنوان معن بشور هذه المرة . ياله من فخر ومآثرة ووسام جديد ، يحسد كل الوطنيين والقوميين عليه الاستاذ معن . فتهانينا المباركة من الله له على هذا الفوز العظيم .
يبدو ان عصابة العملاء الثلاثة استحلت اللعبة ، فيقال انها تُصدر قوائم واسماء منهم الصحفي القومي عبد الباري عطوان والكاتب صلاح المختار ، والسيد الجليل شيخ المناضلين السيد حسن نصر الله ، الاستاذ فوزي الراوي ( عضو القيادة القومية في التنظيم السوري ) ، الاستاذ حكمت الهلالي ( عضو قيادة قط ر العراق  في التنظيم السوري ) واخرين ممن لهم او معهم بعض الثارات الشخصية  .
بالعودة للغاية من هذا التوجه الارهابي نحو الاستاذ معن بشور ، ليس هو فقط معنياً باسمه بل هو سلام وامن واستقرار لبنان البلد نفسه، وما يتمتع به من مساحات واسعة من احترام حرية الراي والاعتقاد .فالسفارة واذنابها تأمل بتحريك الامن اللبناني بموقف ما ضد الاستاذ معن الذي سيهب ان لم نقل مئات الألا ف بل الألاف دفاعا عنه . والاخبار تتسرب عن سفر واحد او اثنان من عصابة العملاء الارهابيين الثلاث الى لبنان بغطاء متابعة الموضوع .
ان الغاية هي تحقيق هدفين رئيسين هما :
اولاً : تجربة فاعلية  هذا النوع الجديد من القمع الديمقراطي المعولم ، اغلقوا افواهكم ايها القوميون والا فان تهمة الارهاب ستلاحقكم . دعونا نعبث باقدار امتكم ووطنك  بما يضمن امن وقوة  الدولة الصهيونية  .
الثاني : التحضير لنقل الفتنة والصراعات الى لبنان ،  وهو يعيش حالة من الاستقرار والامن والازدهار ، بما لايريح اعداءه .
اللهم اكفي لبنان شر الارهابيين وعملائهم واحفظه وشعبه من شر الاشرار النفعيين .
واحفظ معن بشور كصوت قومي ملتزم في عصر عز فيه الالتزام  والتمسك بالانتماء بقيم واخلاق العروبة ، من كل مكروه .
ونحذر عصابة الارهابيين الثلاثة ، ان لم يتوقفوا عن هذه الالعاب الصبيانية ، سنفضحهم وهم يعرفون جيداً انهم معروفين من هم من سقط متاع،  وماهو تاريخهم الاسود.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.